رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى عبيد: ربط القارئ بشخوص الروايات يعتمد على كسر المألوف والمعتاد

جانب من الندوة
جانب من الندوة

قال الكاتب الصحفي والروائي مصطفي عبيد، خلال مشاركته في ندوة، “الشخصيات الرائعة في الروايات المشوقة”، والتي أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب: إن الشخصيات المتميزة الخالدة لدى جمهور القراءة هي تلك المتميزة والمغايرة لما هو نمطي.

وتابع “عبيد” موضحا: أن شغف القراء يولد من رحم الاختلاف، فتبدو الشخصيات الاستثنائية قادرة على السكن في ذاكرة الجمهور لأجيال عدة، وضرب المثل بشخصية “أرسين لوبين” التي ابتكرها الروائي موريس لبلان، موضحا أن صناعة لص لطيف ولديه مبادئ وقيم جعله مخالفا للصورة النمطية للصوص ما خلده عبر التاريخ.

وأوضح مصطفى عبيد أن ربط القارئ بشخوص الروايات يعتمد على كسر المألوف والمعتاد، مشيرا إلى أن القارئ يفارق التململ عندما يقرأ ما يفاجئه، وأضاف أن أسوأ قصة هي تلك التي نتوقع نهايتها بعد قراءة الصفحات الأولى.

وأشار الروائي المصري لتجربته مع رواية جاسوس في الكعبة، والتي دخلت ضمن قوائم الأكثر مبيعا في القاهرة سنة 2021، موضحا أنه بني عالما من الحكايات المفترضة استنادا لواقعة تاريخية غير مفصلة تتحدث عن تنكر مستشرق سويسري في ثياب تاجر عربي وإتقانه للغة العربية وظهوره في الشام والأردن والحجاز ومصر كشخص مسلم في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، لاستكشاف العالم الإسلامي في ذلك الوقت، والتعرف على كل سماته وخصائصه.

وذكر أنه قام بزيارة قبر هذا المستشرق بالقاهرة، حيث فوجئ بتحوله إلى ضريح لأولياء الله الصالحين ليعرف باسم إبراهيم المهدي.

مهنة الطب قدمت العديد من المبدعين والروائيين في إيطاليا

ومن جانبها، قالت الروائية الإيطالية “أليسيا جازولا”، إن ابتكار شخصيات خالدة يتطلب معرفة عظيمة بكل دقيقة تخص طبيعة حياة وعمل هذه الشخصيات، وضربت المثل بشخصية “آليتش آليبي”، طبيبة الطب الشرعي التي قدمتها في رواية ومسلسل بإيطاليا، محاولة تقديمها بمزج جديد يضم نكهة الأعمال البوليسية والمشاعر العاطفية في آن واحد.

وأكدت أن خلفيتها الطبية ساعدتها أن تكتب عن تفاصيل لا يعرفها سوى الأطباء، موضحة أن مهنة الطب قدمت العديد من المبدعين والروائيين في إيطاليا نظرا لقدرة الأطباء على التعامل مع كافة حالات الضعف الإنساني.

وقالت “جازولا” إنها تتمنى ترجمة أعمالها في أدب الجريمة إلى اللغة العربية، مشيرة إلى ثقتها في وجود اهتمام كبير من جمهور القراء العرب بالأدب البوليسي.

وبدوره أوضح الروائي الإيطالي “روزرفي باولو”، والمتخصص في الأدب البوليسي أن كتابة الروايات البوليسية هي من أصعب أنواع الكتابة الروائية، ذلك لأنه ينبغي على الكاتب أن يقنع قارئه بمنطقيته. وأضاف أن ذلك يتطلب دراسات مكثفة في علم النفس وعالم الجريمة، ولقاءات شخصية ومتابعات دائمة لعالم الجريمة الحقيقي، وحكايات القتلة المتسلسلين.

وقال “باولو” إنه يهتم بكتابة فكرة رواياته قبل أن يرسم الشخصيات، وأنه يبدأ في بعض الأحيان من عبارة قصيرة، يبني عليها عالمه.

وأكد ثقته في أهمية ترجمة أعماله إلى اللغة العربية لبناء جسر من التفاعل بين الثقافات.

وقالت الإعلامية لمياء توفيق، التي أدارت الندوة أن مرحلة التخطيط والاعداد للأعمال الروائية لدى الروائيين تختلف من مبدع إلى آخر، لكنها تمثل مرحلة شديدة الأهمية لمستقبل العمل.

 

جانب من الندوة
جانب من الندوة