رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد يوسف أستاذ الزراعة بجامعة الزقازيق: تغير المناخ وراء ارتفاع الأسعار لانخفاض الإنتاجية وزيادة استهلاك المياه

الدكتور محمد يوسف
الدكتور محمد يوسف

قال الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن استضافة مصر قمة المناخ «كوب ٢٧»، اعتراف دولى بالثقل المصرى وتأثيرها فى المنطقة وقارة إفريقيا.

وأضاف لـ«الدستور»، أنه يتوجب على الدول الغنية دفع فاتورة إضرارها بالبيئة وتسببها فى تفاقم تأثيرات تغير المناخ التى ألحقت أضرارًا جسيمة بالدول النامية واقتصادياتها، وتهدد استقرارها.

حذر أستاذ الزراعة من مخاطر تغير المناخ على الأمن الغذائى، حيث تسبب فى تراجع إنتاجية الفدان وزيادة معدلات استهلاك النباتات للمياه أثناء دورة الزراعة، وبالتالى زيادة الأسعار.

وأوضح «يوسف» أن التغيرات المناخية قضية حاسمة فى عصرنا هذا، فالآثار العالمية للتغيرات المناخية واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل على جميع القطاعات، مع تزايد تضرر الظواهر المناخية المتفاقمة فى كثير من المناطق على الرغم من أن مصر هى واحدة من أقل المساهمين فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون العالمية، حيث تبلغ نسبتها ٠.٦٪ فقط، إلا أنها تعتبر واحدة من الدول كغيرها من الدول الإفريقية التى تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية.

وتابع: «تشير الدراسات إلى أن ٢٠ دولة وهى الدول الصناعية الكبرى هى المسببة لأكثر من ٨٠٪ من الانبعاثات الكربونية»، مشيرًا إلى أن معظم المشاكل على سطح الكرة الأرضية هى من صُنع الإنسان، وبالتالى يجب أن تُحل من خلال الإنسان.

وأكد خبير الزراعة أن التغيرات المناخية تحدث نتيجة أسباب طبيعية وأخرى بشرية، ومن أمثلة الأسباب الطبيعية حدوث البراكين والبقع الشمسية والأعاصير الشمسية ودورات الشمس وظاهرة التذبذب الجنوبى «النينيو وظاهرة الميلانكوفيتش».

وأضاف أن الأسباب البشرية تتمثل فى النشاط البشرى ما بعد الثورة الصناعية، التى على أساسها تم حرق ملايين الأطنان من الوقود الأحفورى، مثل الفحم والنفط ونتج عنه ملايين الأطنان من انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل غاز ثانى أكسيد الكربون والنيتروجين وغاز الميثان، والتى بدورها أحدثت ارتفاعًا فى درجة حرارة الأرض، الأمر الذى أدى إلى حدوث تغيرات مناخية بسبب الاحتباس الحرارى.

ونبه «يوسف» إلى مخاطر الاستخدام العشوائى للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، والقطع الجائر للأشجار والغابات والزحف، والتعدى على الأراضى الزراعية وزيادة معدلات التصحر.

وأوضح أن من أهم الأسباب فى حدوث التغيرات المناخية هو صناعة الأسمنت، وما ينتج عنها من غازات أيضًا «بخار الماء وغاز الكلوروفلوروكربون وغاز الميثان وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الرصاص».

وأضاف أن من أهم الآثار الجانبية للتغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية هو انخفاض إنتاجية الفدان، وزيادة معدلات استهلاك المحاصيل الزراعية المياه، لافتًا إلى أن التغيرات المناخية تعقبها تغيرات سعرية طبقًا لسياسة العرض والطلب فيحدث ارتفاع الأسعار.

وقال إن هناك أيضًا تغييرات فى خريطة الآفات الحشرية فى مصر وخريطة الزراعة المصرية، كما حدث تغير فى دورات حياة الآفات الحشرية والحيوانية، وتحول الآفات الحشرية الثانوية إلى آفات أولية شديدة الضرر الاقتصادى، ليس هذا فحسب، بل تحولت الآفات الحشرية والحيوانية محدودة العوائل إلى آفات حشرية وحيوانية متعددة العوائل النباتية، وبذلك يزداد الضرر الاقتصادى وترتفع تكاليف المكافحة.

وأشار إلى أن انخفاض إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية وانخفاض العرض مع ارتفاع الطلب يسبب ارتفاع الأسعار، كما يحدث مع الطماطم وغيرها من محاصيل الخضر، موضحًا أن التغيرات المناخية تحدث خللًا فى الخصائص البيولوجية والفسيولوجية والبيئة للآفات الزراعية خاصة فى عمليتى البيات الشتوى والبيات الصيفى.

وأضاف أن التغيرات المناخية تحدث تأثيرًا سلبيًا على عمليات التلقيح والإخصاب فى حيوانات المزرعة، وتحدث أثرًا سلبيًا على السائل المنوى والحيوانات المنوية، وبذلك يقل الإخصاب وتحدث تشوهات الأجنة ويقل عدد المواليد ويقل إنتاج الأسماك داخل المزارع السمكية وغيرها من الآثار الجانبية للتغيرات المناخية.

وأوضح أن قمة المناخ هى مؤتمر دولى يُعقد سنويًا برعاية الأمم المتحدة، وجرى عقده العام الماضى ٢٠٢١ فى مدينة جلاسكو بإسكتلندا، إذ اتفقت الدول المشاركة على ضرورة بذل المزيد من الجهد بشكل متسارع؛ لمنع الارتفاع المتزايد فى درجات الحرارة العالمية، لكن هذه الوعود لم تتحقق.

وأشار إلى عواقب التباطؤ فى التصدى لتغيرات المناخ التى تقف وراء الفيضانات المميتة فى باكستان التى راح ضحيتها أكثر من ١٥٠٠ شخص، والجفاف فى الولايات المتحدة، والمجاعة فى إفريقيا، وتآكل شواطئ مصر وشمال إفريقيا وذوبان الجليد وموجات الحر فى جميع أنحاء أوروبا.

وأشار إلى أنه يتوجب على الدول الغنية المتسببة فى زيادة الاحتباس الحرارى، تعويض الدول الفقيرة عن الخسائر التى لحقت بها نتيجة تغير المناخ، وأنه يتوجب على قمة المناخ فى شرم الشيخ حسم مسألة من يجب أن يدفع تكاليف الاحترار العالمى، مع مضاعفة التمويل الموجه لمشروعات التكيف مع تأثيرات المناخ.

وقال خبير الزراعة إن القيادة السياسية لها دور كبير فى الاهتمام بقضية التغيرات المناخية واستضافة أكبر مؤتمر فى العالم، وهو مؤتمر الأطراف، أو قمة المناخ، الذى يهدف إلى الحفاظ على درجة حرارة الأرض ومنع ارتفاعها درجة ونصف الدرجة.

وأضاف: «يهدف المؤتمر إلى جمع تمويل ١٠٠ مليار دولار من الدول المتقدمة، بل مضاعفة التمويل وتوجيهه إلى مشروعات المناخ فى الدول النامية، وخفض نسبة الانبعاثات الكربونية والتأقلم والتكيف مع الآثار الجانبية للتغيرات المناخية».