رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شرم الشيخ أول مدينة تتجه نحو البدائل قبل «كوب 27».. ونشطاء يوضحون تأثيراته على التغير المناخى

مؤتمر المناخ كوب
مؤتمر المناخ كوب 27

يعقد غدًا مؤتمر المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ، الذي يرتكز على أكثر من محور ومسبب للتغيرات المناخية، من بينها استخدام الأكياس البلاستيكية بكثرة لا سيما في الدول النامية، بالرغم من وجود بدائل له تكون صديقة للبيئة مثل الزجاج والورق.

وفي مصر هناك استراتيجية منذ فترة للاتجاه نحو الورق بدلًا من البلاستيك، وترعى شرم الشيخ في الوقت الحالي مبادرة للتوعية بأضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة وتأثيرها على التغيرات المناخية.

 

حملة للحد من الأكياس البلاستيكية

ودشنت وزارة البيئة حملة في شرم الشيخ للحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وذلك فى إطار استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ cop27، وفى إطار دعم تنفيذ سياسة الحكومة لمنع استخدام الأكياس البلاستيكية.

تنفذ الحملة من خلال وزارة البيئة، ومحافظة جنوب سيناء، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى (UNDP)، وبتمويل من الاتحاد الأوروبى والحكومة السويسرية، وتهدف إلى منع استخدام الأكياس البلاستيكية للحد من التأثيرات السلبية لها وتجنب آثارها الشديدة على التنوع البيولوجى في البحر الأحمر، ورفع وعي الجمهور بأضرار البلاستيك.

وجرى تنفيذ 80 زيارة ميدانية للمحال التجارية لرفع الوعي لدى البائعين والمستهلكين، وتوفير 3 أكشاك متنقلة بأهم الأماكن بمدينة شرم الشيخ، حيث تجوب المدينة بالكامل للوصول للأماكن الصعب الوصول إليها، وتتولى مهمة توزيع البدائل، ورفع وعى المواطنين والمحال التجارية.

وتم توفير حوالى 10000 شنطة لتقوم الأكشاك بتوزيعها، بالإضافة إلى توفير مليون شنطة ورقية، كما أنه جارٍ التنسيق مع المحافظة لتنفيذ عدد من ورش العمل لأصحاب المحال التجارية، والموردين، والموزعين.

وأشاد خبراء ونشطاء البيئة بأهمية الحملة التي يتم تنفيذها في الوقت الحالي بشأن الحد من استخدام البلاستيك في شرم الشيخ قبل مؤتمر كوب 27، فهي أكبر حملة توعية ضد البلاستيك الذي يسمى «عدو الأرض».

 

ناشط بيئي: حملة شرم الشيخ يجب أن تصبح سلوكًا عامًا

مصطفى حبيب، الناشط البيئي ومسئول مبادرة فري نايل، أوضح أن هناك ربطًا بين كثرة استخدام الأكياس البلاستيكية في بلد ما والتغير المناخي الذي يصيبها، مبينًا أن البلاستيك من المواد التي تسخن وتزيد درجة حرارتها بشكل كبير وحين تضم البحار والمحيطات والأنهار كميات ضخمة من البلاستيك يؤدي ذلك إلى تسخين سطح المياه ويؤثر على المناخ ودرجة حرارة الأرض.

وبين أن المصانع التي تُنتج الأكياس البلاستيكية لها تأثير ضخم على التغير المناخي بسبب أنها تخرج غازات ووقودًا يؤثر سلبًا على المناخ ودرجة حرارة الأرض، وتكون له إسهامات في تلويث البيئة سواء على سطح الأرض أو على البحار والمحيطات لكونه مادة غير صديقة للبيئة.

وعن الحملة التي تجرى الآن في شرم الشيخ للتوعية ببدائل الأكياس البلاستيكية، قال إن التوعية هي الحل الأمثل في الوقت الحالي، فلا بد من تكاتف الجهات كلها سواء هناك مؤتمر للمناخ أم لا، مشيرًا إلى أن العوام لا بد أن يعرفوا أن هناك بدائل للبلاستيك وهناك طرقًا لإعادة التدوير والاستخدام.

وبين أن الأمر لا بد أن يبدأ من الإنسان الفرد في سلوكه ويعتمد على تقليل استخدام البلاستيك أثناء تسوقه، ويعي بتأثيره على الأرض وإذ اضطر إلى شراء الأكياس البلاستيكية لا بد أن يعي جيدًا كيف يمكن إعادة تدويرها والتخلص الآمن منها بما لا يؤذي البيئة.

وقال: «الأكياس البلاستيكية تأخذ ما يقرب من 300 إلى 350 سنة حتى تبدأ في عملية التكسير ثم التحليل، فيعيش الإنسان ويموت ويتحلل وما زال البلاستيك كما هو، فأول كيس تمت صناعته لم يتحلل إلى الآن، فلا بد من التوعية بأضرار البلاستيك، ويركز في استخداماته وبدائله وكيف يمكن الاستغناء عنه، فقديمًا كان الأجداد يعرفون جيدًا طرق إعادة التدوير».

وأشار إلى أن مؤتمر كوب 27 هو فرصة لجمع البلدان لمعرفة الحلول للتغير المناخي: «مصر مسئولة بنسبة قليلة جدًا عن مشكلات التغير المناخي أو تغير درجة حرارة الأرض، ولكن كل البلاد ملزمة بنشر تلك الثقافة وعرض مواردها التي تساعد بها العالم».

واختتم: «لا بد من التركيز على المياه والبحار والمحيطات ونهر النيل والطاقة المتجددة، ففي الشمال نستخدم الرياح والجنوب نستخدم الشمس، ومصر من الدول الفريدة التي تجمع بين الاثنين، ويكون لها تأثير إيجابي والتركيز على ألا نكون سببًا في مشكلة التغير المناخي والعمد إلى إنشاء مشاريع صديقة للبيئة، وحدوث تكاتف بين القطاع الخاص والعام والشعب أيضًا».

ويتراوح عدد الأكياس البلاستيكية التي تصل إلى المحيطات كل عام بين 5 و13 مليون طن، ويؤثر هذا الاستهلاك الجائر والتخلص الخاطئ للمخلفات البلاستيكية على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجى وصحة الإنسان.

 

علام: شرم الشيخ مدينة خضراء لا يجب أن تستخدم «أكياس البلاستيك»

الدكتور حسام علام، المدير الإقليمى لقطاع النمو المستدام بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا، قال إن مصر تستهلك 14 مليار كيس بلاستيك أحادي سنويًا، والمادة الخام لصناعة البلاستيك في مصر يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، وبعد يوم أو أقل يتم استهلاك الكيس وإلقاؤه كمخلفات وبذلك يعد عبئًا بيئيًا واقتصاديًا.

وأضاف أن أكثر وزارة تتكبد عناء ذلك الأمر هي الموارد البيئية، بسبب نزول تلك الأكياس في النيل والمصارف وسدها، لذلك لديها دور في التنقية والصيانة وإلا سيؤدي ذلك لعلو المياه الجوفية في الأراضي الزراعية وتؤثر على المحاصيل وتقليل إنتاجيتها.

وأشار إلى أن تلك الأكياس لها تأثير أيضًا على التغيرات المناخية ودرجة حرارة الأرض لأنها تقلل من حركة المياه وتزيد من معدل البخر، ومصر في الوقت الحالي لديها أزمة في المياه لذلك لا بد من الاتجاه إلى بدائل الأكياس البلاستيكية.

وأوضح أن حجم المأساة أكبر من كونه كيس بلاستيك، مبينًا أن الدولة قامت بمجهودات ضخمة من أجل الحد منه مثل مبادرة شرم الشيخ، فهي الآن مدينة خضراء لا يمكن أن تستخدم البلاستيك وتترك البدائل التي تعتبر صديقة للبيئة، فالاستراتيجية الآن تقوم على وقف البيع المجاني للأكياس ما يقلل الاستهلاك.