رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يكشفون سيناريوهات متوقعة بعد انتهاء ولاية ميشال عون للبنان

الانتخابات اللبنانية
الانتخابات اللبنانية

قال المحلل السياسي  اللبناني ربيع غصن، إن الفراغ  الدستوري الذي سيحصل  بعد انتهاء  ولاية رئيس لبنان  ميشال عون سيؤثر بشكل كبير في المشهد السياسي، مشيرا إلى أن مجلس النواب لم يستطع حتي اليوم انتخاب رئيس للجمهورية خلفا لعون.

تداعيات انتهاء ولاية عون على لبنان

وأوضح غصن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه بعد توقيع ميشال عون مرسوم  قبول استقالة الحكومة  ستدخل لبنان في مطلع  الاسبوع المقبل في واقع سياسي يشهد فراغ دستوري كامل ماعدا المؤسسة  التشريعية التي ستظل قائمة لانتخاب رئيس للدولة ولكن هذه الفترة ستكون خطرة وسنشهد تدخلات خارجية في المشهد  السياسي اللبناني وقد تذهب الأمور للأسوأ اذا لم يتم انتخاب رئيس  جمهورية  وتشكيل حكومة جديدة.

وأضاف “أعتقد أننا سندخل مرحلة هي الأخطر من عام  ٢٠١٦ لأن الظروف اختلفت ونحن في أزمة اقتصادية ضخمة بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية والتوترات  العسكرية والسياسية  العالمية”.

ومن جانبة قال الإعلامي اللبناني "توفيق شومان" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه من الواضح أنه بعد انتهاء الولاية الرئاسية للعماد ميشال عون، فإن لبنان دخل في نفق مجهول على المستوى السياسي، إذ لا يوجد رئيسا للبلاد ولا حكومة متفق عليه لتصريف الأعمال، كما أن المواقف الذي يطلقها أنصار رئيس الجمهورية تنبىء بمواجهات سياسية مقبلة مع كل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقوى أخرى، وبهذا المعنى يمكن القول إن الأيام والأسابيع المقبلة قد تشهد اضطرابا سياسيا غير مسبوق ومضافا إليها الإنهيار المالي والإقتصادي الحالي.

أبرز المرشحين لرئاسة لبنان

وأوضح ربيع غصن أنه من أبرز المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، والذي يعد سياسي مخضرم شغل هذا الرجل ملفات عديدة وهو لدية حيثية شعبية مهمه في الشارع الوطني ويمكن له التصدي لمسائل مهمه كونه يعتبر عصر أساساً في التلاقي بين الكتل السياسية اللبنانية.

وبحسب غصن هناك قائد الجيش جوزف عون من أبرز المرشحين لكن ليس لديه الحظوظ القصوي للوصول إلي سدة الرئاسة لان بعض الكتل السياسية النيابية لا تريد أن يصل قائد الجيش مجدداً إلى رئاسة الجمهورية، والشخصية الثالثة هي جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وهو شخصية نوعاً ما جدية في الوصول إلى الرئاسة وهو له باع كبير في مساندة ميشال عون في مسائل عديدة ومهمة.

وأضاف “في عهد عون وكما نعلم أن عدة كتل سياسية مهمه تعارض وصول جبران باسيل الي الرئاسة”، مشيرا إلى أن  هناك النائب ابراهيم كنعان وهو من تكتل الإصلاح والتغيير وهو مقرب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وتم التوافق على إبراهيم كعنان من قبل التيار الوطني الحر ومن المتوقع أنبكون له حظوظ كبري للوصول إلى الرئاسة.

أما الاعلامي اللبناني توفيق شومان قال إن هناك أسماء عدة مطروحة للرئاسة ولكن ليس هناك أسماء مرشحة رسميا حتى الآن ، إنما ثمة العديد من الأسماء والشخصيات التي تعمل للوصول إلى رئاسة الجمهورية على رأسها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون، ولكن بعيدا عن الاسماء، فرئيس الجمهورية المقبل يفترض أن يحوز على مواصفات أهمها ألا يكون له عداءات في الداخل ولا في الخارج ، وبما يعني أن يكون رئيسا توافقيا يحظى بشبه إجماع داخلي وعدم اعتراض خارجي .

آليات اختيار رئيس لبنان

وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى أن آليات اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية تجري وفق الدستور حيث ينتخب رئيس الجمهورية من قبل البرلمان وتحتاج عملية الموافقة على انتخاب الرئيس ٨٦ صوت من مجموع ١٢٨ نائب  في الدورة الأولي واذا اكتمل النصاب تذهب المسألة إلى الدورة الثانية وفيها يحتاج المرشح إلى تأييد ٦٥ صوت لإعلانه رئيس للجمهورية وبالتالي التحالفات النيابة التي تحقق ٦٥ صوت في هذا المرحلة قد تفضي بانتخاب رئيس الجمهورية.

واضاف غصن أن مدى نجاح البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس الجمهورية سيكون نجاح للكتل النيابية في التفاهم على شخصية معينة والارقام هنا تشير إلى أن حركة “أمل” لديها ١٦ نائب والتيار الوطني الحر ١٩ نائب وحزب الطاشناق لديه ٤ نواب والحزب الاشتراكي  برئاسة وليد جنبلاط لديه ٩ نواب وحزب الله لديه ١٥نائب ، أما الوزير سليمان فرنجية في الشمال لديه اربع نواب بجانب ١٢ نائب مستقل وهذا العدد  يشير إلى إمكانية حدوث تفاهم بين حركة أمل والتيار الوطني الحر والتوافق مع حزب الله على مرشح معين للرئاسة.

كما أوضح توفيق شومان من جهته أن انتخاب رئيس الجمهورية يكون عبر مجلس النواب ، وتلك هي القاعدة الدستورية، ولكن في ظروف لبنان الحالية بات للتأثير الخارجي في اختيار الرئيس وانتخابه دور أساسي وضاغط وفاعل، ومع عدم إغفال  الدور الداخلي، وما يعوق الوصول إلى انتخاب رئيس جديد في هذه المرحلة يخلف العماد عون يكمن في عدم توافر أي من هذين العاملين الخارجي والداخلي.

 

تقييم أداء ميشال عون في الرئاسة

وأوضح المحلل السياسي اللبناني أن نجاح  عون في ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ونجاحه في الانطلاق لحل مسألة النازحين بالإضافة إلى أن قدرات عون في تشكيل حكومة عديدة في عهده بالإضافة إلى نجاحه في تمرير الانتخابات وقانون الانتخابات التي أتت بالمجلس النيابي الجديد فهي من العلامات الفارقة لعهد الرئيس عون وقد نجح في الذهاب الى تهدئة الأمور السياسية لذا يمكن أن نقول إن عون لم يأتي بصوت تكتل نيابي على حساب تكتل آخر.

من جهته رأى الاعلامي اللبناني  توفيق شومان أن الولاية الرئاسية للعماد عون لم تكن موفقة، إذ شهد عهده إخفاقات متلاحقة وحروب سياسية داخلية لا حدود لها وانهيارا ماليا واقتصاديا واجتماعيا غير مسبوق في تاريخ لبنان ، كما أن ولايته شهدت صدامات سياسية مع أغلب القوى السياسية المحلية، وربما كانت نقطة الضعف الأساسية في عهد الرئيس عون إنزياحه المطلق إلى صهره الوزير السابق جبران باسيل .

 

ملفات تنتظر رئيس لبنان القادم

وأكد المحلل السياسي اللبناني أن الرئيس الجديد في حال انتخابه سيواجه تحديات عدة، حيث تواجه لبنان أزمة اقتصاديو كما أن الأزمة الاقتصادية العالمية سوف ترخي بظلالها على الدول النامية ومنها لبنان التي لم تعد مذ إتفاق الطائف بلداً زراعياً فقد تخلت عن الزراعة والصناعة وأصبح بلدا للخدمات المصرفية والسياحة وقد تحول إلى بلد تدخل إليه العملات الصعبة عبر رحلات الترنزيت الذي يمر بلبنان ثم سوريا ثم العراق وهذا الأمر قد توقف، والعملات التي تدخل من السياحة توقفت أيضا.

وأضاف “نحن في مشهد وواقع سياسي مرير تشهدة انقسامات سياسية حادة بالإضافة إلى توترات أمنية وبالتالي الأزمة الاقتصادية الحالية والأزمة النفطية التي تمنع أن يعود لبنان بلداً ذات بعد مصرفي للجوار العربي على الاقل في هذا المرحلة لهذا فإن رئيس الجمهورية المقبل لديه مجموعة من التحديات الصعبة منها استخراج الغاز والتنقيب عن النفط بجانب أزمة الإشكالية المستدامة مع إسرائيل والعلاقات اللبنانية السورية والحوار الداخلي بالإضافة إلى أزمة الغذاء وأزمات اقتصادية أخري”.

بينما اكد توفيق شومان  أن ثمة ملفات عدة تنتظر الرئيس الجديد في حال جرى التوافق على شخصية معينة،وفي طليعة تلك الملفات المصالحة السياسية بين القوى اللبنانية، ومعالجة الوضع المالي والاقتصادي فضلا عن الوضع الإجتماعي، والأهم من كل ذلك أن يكون الرئيس المقبل شخصية حوارية تعتبر نفسها فوق الرئاسات وفوق سياسات المحاور الداخلية ، ولا شك أنه في حال وصول شخصية بهذه المواصفات إلى سدة الرئاسة  تكون أبواب الفرج والإنفراج قد انفتحت امام اللبنانيين .