رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس: نزرع بذور المصالحة ولا نستسلم للحرب

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

شارك قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان في الكولوسيوم في الأمسية الختامية للقاء الأديان الذي نظّمته جماعة سانت إيجيديو تحت عنوان "صرخة السلام".

وقال بابا الفاتيكان كلمة قال فيها: «أشكر كل من شارك في لقاء الصلاة هذا من أجل السلام أعرب عن امتناني الخاص للقادة المسيحيين وقادة الديانات الأخرى، الذين تحركهم روح الأخوة التي ألهمت أول دعوة تاريخية أرادها القديس يوحنا بولس الثاني في أسيزي، لستة وثلاثين سنة خلت».

وتابع البابا فرنسيس: لقد أصبحت صلاتنا هذا العام "صرخة"، لأن السلام اليوم يتعرض لانتهاك خطير، ويُجرح، ويُداس عليه، وهذا في أوروبا، أي في القارة التي عاشت مآسي الحربين العالميتين في القرن الماضي. لسوء الحظ، منذ ذلك الحين، لم تتوقف الحروب عن إدماء وإفقار الأرض، لكن المرحلة التي نعيشها هي مأساوية بشكل خاص. لذلك رفعنا صلاتنا إلى الله، الذي يصغي دائمًا إلى صرخة أبنائه البائسة.

أضاف بابا الفاتيكان: أن السلام هو في قلب الأديان وفي كتبهم ورسالتهم. في صمت الصلاة، هذا المساء، سمعنا صرخة السلام، السلام الذي يختنق في العديد من مناطق العالم، والذي يُهان بالعنف المفرط، ويحرم منه الأطفال والمسنون، الذين لم يسلموا من قسوة الحرب الرهيبة. غالبًا ما يتم إسكات صرخة السلام ليس فقط بخطابات الحرب، وإنما أيضًا باللامبالاة. وتسكته الكراهية التي تنمو فيما يدور القتال.

وتابع البابا فرنسيس: لكن طلب السلام لا يمكن قمعه هو يرتفع من قلوب الأمهات، هو مكتوب على وجوه اللاجئين، والعائلات الهاربة، والجرحى والمحتضرين، وهذه الصرخة الصامتة ترتفع إلى السماء، هو لا يعرف صيغًا سحرية للخروج من النزاعات، لكن لديه الحق المقدس في طلب السلام باسم الآلام التي عانى منها، وهو يستحق أن يتمَّ الإصغاء إليه. يستحق أن ينحني الجميع، بدأ من الحكام، لكي يصغوا بجدية واحترام. إن صرخة السلام تعبر عن ألم ورعب الحرب، أم جميع أشكال فقر.

أضاف بابا الفاتيكان: أن كل حرب تترك العالم أسوأ مما وجدته، الحرب هي فشل السياسة والبشريّة، استسلام مخزٍ، وهزيمة في وجه قوى الشر. إنها قناعات تنبع من الدروس المؤلمة للقرن العشرين، وللأسف أيضًا لهذا الجزء الأول من القرن الحادي والعشرين. في الواقع، يحدث اليوم، ما كنا نخشاه وما لم نكن أبدًا نرغب في سماعه: أي أن استخدام الأسلحة الذرية، التي استمر إنتاجها واختبارها بعد هيروشيما وناجازاكي، أصبح الآن تهديدًا علنيًّا.

وأوضح البابا فرنسيس: أنه في هذا السيناريو المظلم، حيث لا تعتمد مخططات أقوياء الأرض، للأسف، على التطلعات العادلة للشعوب، لا يتغير مخطط الله لخلاصنا، وهو "مشروع سلام لا بلوى". هنا يسمع صوت من لا صوت لهم، هنا يتأسس رجاء الصغار والفقراء: في الله الذي اسمه السلام. السلام هو عطيّته ونحن قد طلبناه منه، ولكن هذه العطيّة يجب أن نقبلها ونعززها نحن الرجال والنساء، ولاسيما نحن المؤمنين. لا نسمحنَّ بأن يعدينا منطق الحرب الفاسد؛ لا نقعنَّ في فخ كراهية العدو، ولنضع السلام في صميم رؤية المستقبل، كهدف مركزي لعملنا الشخصي والاجتماعي والسياسي على جميع المستويات. ولننزع فتيل الخلافات بسلاح الحوار.

واختتم أنه: خلال أزمة دولية خطيرة، في أكتوبر 1962، بينما بدت وشيكة مواجهة عسكرية وانفجار نووي، وجه القديس يوحنا الثالث والعشرون هذا النداء: "إننا نناشد جميع الحكام لكي لا يصموا آذانهم إزاء صرخة البشريّة هذه. ولكي يفعلوا كل ما في وسعهم لإنقاذ السلام. فيجنّبوا العالم هكذا أهوال الحرب التي لا يمكن التنبؤ بعواقبها الرهيبة. إنَّ تعزيز الحوار وتشجيعه وقبوله على جميع المستويات وفي جميع الأوقات هو قاعدة حكمة وفطنة تجذب بركة السماء والأرض".