كيف تعرف أن طفلك تعرض لإيذاء نفسي أو البدني بالمدرسة؟ طبيب نفسي يجيب

مع دخول العام الدراسي الجديد يبدأ الطلاب ممارسة نشاطهم الدراسي المعتاد كالذهاب للمدرسة والانخراط مع الزملاء والمعلمين والعاملين بها، وهو ما يمكن أن ينتج عنه حدوث بعض المشاحنات بين الطلاب وبعضهم البعض أو تعرضهم لأي شكل من أشكال الإيذاء النفسي كالتنمر أو غيره، أو الإيذاء البدني كالضرب أو التحرش من قبل ضعاف النفوس أو ذوى المشاكل النفسية المختلفة، ويمكن أن يتسبب هذا الإيذاء في حدوث حالة نفسية للأطفال تمنعهم من التحدث مع ذويهم عما حدث لهم، أو أنهم لا يرغبون في التحدث معهم لخوفهم من رد فعلهم. لكن، كيف لولي الأمر أن يعرف أن طفلة تعرض لإيذاء نفسي أو بدني بالمدرسة؟؟

وقالت الدكتورة سناء عبد الرؤوف – طبيب نفسي أطفال ودكتوراه في الطب النفسي – في هذا الأمر أن "ولي الأمر يمكنه اكتشاف تعرض طفله إلى الإيذاء النفسي أو الإيذاء البدني إذا اختلف الطفل عن طبيعته بمعنى أن هذا الطفل متكلم ويتميز باللباقة في الكلام ثم تحول إلى طفل منغلق على نفسه يخاف من الآخرين ويفضل الجلوس بمفرده والابتعاد عمن حوله، أو أن الطفل بدأ يتلعثم في الكلام أو (يتأتأ) هذا يدل على تعرضه للإيذاء أو مشكلة نفسية."

التقرب منه وإعطائه الأمان

وأضافت "أنه من أبرز أساليب التعامل مع الطفل الذي تعرض إلى الإيذاء النفسي أو الإيذاء البدني هي محاولة التقرب منه عن طريق اصطحابه للخروج وإعطائه إحساس بالأمان على سبيل المثال، كما يجب أن أتحدث معه عما تعرض له عن طريق إخباره بشعوري أنه تغير وأريد أن أعرف ما به حتى استطيع مساعدته، كما يجب على ولي الأمر أن يطمئن طفله ويؤكد له ألا يخاف وأن ما سيتحدث عنه سيظل سرًا حتى يستطيع أن يتحدث إلى.

وأشارت إلى أنه من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها ولي الأمر في حالة تغير طفله هو نهره أو نقده، بل يجب أن يضمه إلى حضنه واحتوائه حتى إذا كان منفعل أو غاضب داخليًا لأن الطفل يشعر بولي الأمر من خلال نبره صوته وتعبير وجهه. بعد ذلك يجب أن استمع إلى الموقف بالتفصيل مع ضرورة محاولة أن يعيد الطفل سرد القصة مرة وإثنين حتى أتأكد أن القصة حقيقية لا يوجد بها أي تفصيلة من وحي خياله.

الهدوء

وأكدت (عبدالرؤوف) لـ الدستور أنه يجب أن يكون رد فعل ولي الأمر أمام الطفل هادئًا للغاية والتصرف مع الموقف بهدوء وبحكمة، ويتم تحديد علاج الطفل نفسيًا بناءً على المشكلة التي تعرض لها، فالمتخصص النفسي يبدأ في وضع حل للمشكلة التي تعرض لها الطفل عن طريق الإفراغ الوجداني للطفل بأسلوب السيكودراما وفقًا للموقف الذي تعرض له".