رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجار يستغيثون: لماذا يتم إعدام الكتاكيت في مصر؟ (فيديو)

جريدة الدستور

مشاهد متعددة منذ أمس وإلى الآن لإعدام الكتاكيت في مصر على يد تجار في  فيديوهات مسجلة أو بث مباشر على صفحات مواقع التواصل، وصفها البعض “بالمستفزة” نتيجة أزمات يتعرض لها التجار خلال الفترة الأخيرة تتعلق بالاستيراد.

ويعاني قطاع الدواجن في مصر مؤخرًا من عدة أزمات، بداية من غلاء أسعار طبق البيض ووصوله إلى 90 جنيهًا، مرورًا بأزمة الأعلاف والاستيراد الخاص بها، نهاية بأزمة إعدام الكتاكيت والغضب الذي أصاب التجار مؤخرًا من تلك الأزمات المتتالية.

لكن البعض شكك في الفيديو من خلال نشر فيديوهات قديمة لإعدام الكتاكيت الذكور، واختلفت آراء التجار بين المؤيد والمعارض، فما الذي دفع التجار إلى إعدام الكتاكيت بتلك الصورة الغاضبة؟، واللجوء إلى وسيلة الإعدام تلك من خلال بث مباشر؟ "الدستور" تحدثت مع عدد من التجار للاقتراب من الأزمة.

شعبة الدواجن: "توفير الدولار ووضع سعر عادل للمنتج النهائي أبرز مطالبنا"

في البداية، يقول عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، إنه سيجري اجتماع مع رئيس الوزراء اليوم مصطفي مدبولي للإعلان عن حلول للأزمة التي يمر بها قطاع صناعة الدواجن اليوم، مشيرًا إلى صناعة الدواجن عانت كثيرًا الفترة الماضية بسبب تأخير مستلزمات الإنتاج في الموانئ.

ويوضح رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية في تصريحات خاصة "الدستور" انه يقال أن هناك ما يقرب عن مليون ونصف طن ذرة صفراء في الموانئ، إضافة إلى وجود نصف مليون طن صويا، موضحا أن في حالة الإفراج عن تلك الكمية سوف يحدث سيولة في الأسواق لمدة 45 يوميا في الأسواق، مشيراً إلى أنه مدة معقولة لمحاولة استرجاع ما تم هدره من تلك الصناعة.

يشير السيد إلى أن أبرز طلبات المصانع هي ضرورة توفير الدولار لاستخراج الفوري لجميع مستلزمات الإنتاج لإغراق السوق من الخامات من ذرة صفراء وصويا، مطالبا بضرورة الرقابة على الأسعار من خلال وضع سعر عادل للمنتج النهائي لاستمرار المنتج في العملية الإنتاجية.

تاجر: "هناك أزمات في الاستيراد لكن لم تدفعنا لإعدام الكتاكيت"

عبدالحكيم، أحد تجار الكتاكيت في مصر، يوضح أن الأزمة مفتعلة ولم تصل إلى ذلك الأمر على الإطلاق، مبينًا أن ما انتشر بالأمس هو فيديو واحد لتاجر واحد فقط، ولا يعني وجود نقص أو عجز في توفير الأعلاف لها أن يتم إعدامها بهذه الصورة.

وبين أن مثل تلك المشاهد هي من تزيد من أسعار البيض والفراخ فيما بعض، لأنها تصدر صورة بأن مصر تعاني من عجز في قطاع الدواجن وهو أمر غير صحيح، ولكن هناك أزمات بالفعل تواجه التجار لم تصل إلى حد إعدام الكتاكيت لأنها مكسب في كل الأحوال.

وأوضح أن الاستيراد عمومًا في مصر يواجه أزمة اشتدت خلال العام الحالي: "فيه صعوبة في الحصول على الدولار والعملة الصعبة لاستيراد أعلاف الكتاكيت، وأوقات كتيرة البضائع بتقف بالأيام في الموانيء، لكن دا لا يعني أعدام الكتاكيت وخسارتها بهذا الشكل".

واختتم: "أي تاجر لو حمل عربية نص نقل عليها  10 آلاف كتكوت ووقف بيها في أي سوق أو منطقة شعبية هيلاقي زباين تشتري منه سواء الكتكوت بعشرة قروش أو بجنيه لأنها تجارة مربحة ومطلوبة طول الوقت".

فيديوهات إعدام الكتاكيت في مصر

وأمس انتشر فيديو لصاحب مزرعة برفقة عدد من العمال يقومون بوضع الكتاكيت داخل شكارة بكميات ضخمة وإغلاقها بأحكام من أجل خنق الكتاكيت والتخلص التام منها.

وبرر صاحب الفيديو أن ذلك بسبب عدم وجود أعلاف من أجل إطعام الكتاكيت وعجز المربيين عن شراء المزيد من مستلزمات الطعام لها، الأمر الذي يدفع أصحاب المزارع إلى التخلص من الكتاكيت من أجل تقليل خسارتهم.

أبو سليم: "الأزمة منذ شهر ولكنها أصبحت علنًا الآن.

أبو سليم، تاجر آخر، يؤكد أن مشاهد إعدام الكتاكيت حقيقة وبدأت منذ شهر مضى، إلا أن التجار بسبب عدم سماع أصواتهم لجؤا إلى البث المباشر لعمليات الإعدام التي تتم كل شهر للكتاكيت هربًا من الخسائر التي تلاحقهم بشكل يومي.

وأوضح: "الإعدام مش لكل الكتاكيت ولكن كميات منها بيتم التخلص منها، من كل 10 آلاف كتكوت بنعدم ألفين دا كان في بداية الأزمة، لكن حاليًا ممكن عمليات الإعدام توصل للـ10 آلاف كتكوت في اليوم الواحد".

وأرجع عمليات الإعدام إلى عدم توافر البضائع والأعلاف والتي لا يمكن تخزينها، ويتم استيرادها من الخارج دومًا، مبينًا أنها أساس إطعام الدواجن ولا يمكن الاستغناء عنها.

مطالبات شعبة الدواجن لحل الأزمة

اتساقًا مع ذلك، يرى رئيس شعبة الدواجن أن مقترحات المصنعين لتطوير القطاع بعد تلك الأزمة، تتمثل في تحسين جودة وكفاءة الإنتاج، والتطوير والبحث العلمي لإنتاج سلالات تاكل أعلاف أقل ويتم طرحها في الأسواق في أقل فترة ممكنة وذلك حتى نستطيع  النهوض بإنتاج الدواجن والبيض ويكون أكثر اكتفاء في السوق المحلي.

يضيف: "هناك مشاكل أخرى  تحدث في قطاع الدواجن مرتبطة بجانب الطب البيطري، وأنه في أحيان كثيرة وبالأخص في المزارع الصغيرة لا يوجد  رعاية طبية كافية، فالبتالي كل عام نجد كتير من الإنتاج يخرج من السوق، وهذا  يحتاج إلى تطوير في الطب البيطري والتكنولوجيا والتي يمكن توفيرها من خلال الحكومة، ويجب أن تقوم بدعمها حتى لا نفقد الكثير من الإنتاج".

ويستطرد: "حيث أن هناك مشكلات في سلسلة التوريد  في القطاع، فمن المزرعة للتاجر يوجد عدد كبير من الوسطاء وهناك مشكلات احتكار في القطاع من شركات مختلفة، وبالتالي تقليل الأسعار ومن الممكن يكون هناك جزء منه هو محاربة الاحتكار والوسطاء في القطاع".