رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طعن المسيح في جنبه بـ«حربة».. مار لونجينوس شفيع الموارنة اليوم

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية، اليوم الأحد، بذكرى مار لونجينوس قائد المئة الشهيد.

وكان لونجينوس قائد فرقة من الجند الروماني، يوم حُكِمَ على السيد المسيح بالصلب. وكان واقفاً على مجرى تلك الدعوى التي أقامها اليهود عليه وقد رافقه في مراحل آلامه حتى جبل الجلجلة حيث قام هو وجنوده بحراسته وهو على الصليب. وكان لونجينوس رجلاً مستقيماً عادلاً وقد عرف انهم حكموا على المسيح ظلماً. لذلك لما رأى أنَّ الشمس انكسفت والارض تزلزلت والصخور تصدعت، صرخ قائلاً: حقاً ان هذا هو ابن الله. وقد اقامه اليهود هو ونفرٌ من الجند حارساً لقبر المخلص. ولما شاهدوه قائماً من الموت، آمن به حقيقة هو و اثنان من الجنود.  وأبى هو ومَن معه قبول الرشوة من اليهود، انكاراً لحقيقة القيامة. 

ثم ذهب ومَن معه الى بلاد الكبادوك، يبشرون بقيامة الرب وبأنه ابن الله. فأجرى الله على ايديهم آيات باهرة رداً للكثيرين الى الايمان بالمسيح. وما زال اليهود يطاردونه حتى استحصلوا امراً بقتله. ولما وصل اليه الجند لينفذوا الأمر ولم يعرفوه، اكرم ضيافتهم ثلاثة أيام. ثمَّ عرَّفهم بنفسه انه لونجينوس قائد المئة، فنأثروا جداً وامتنعوا عن تنفيذ الامر الذي بيدهم. أما هو فأبى إلً ان يقوموا بواجبهم، وأمر خادمه ان يأتيه بثوب ابيض، لبسه عربون عرسِه في السماء. واستدعى رفيقيه في الاستشهاد فقطع الجند رؤوسهم ففازوا باكليل الشهادة نحو السنة 45 للميلاد. 

وفي هذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ النفس الّتي تحبّ حقًّا الله والرّب يسوع المسيح، حتّى ولو أتمّت آلاف الأعمال الصالحة، تعتبر كأنها لم تفعل شيئًا، بسبب جوعها الّذي لا يُشبَع إلى لله. حتّى ولو أهرقت جسدها بالأصوام والسهر، تعتبر أنّها لم تبدأ بعد بالفضيلة. بالرغم من هبات الرُّوح القدس والوحي والأسرار السماويّة، تعتبر أنّها لم تفعل شيئًا، بسبب حبّها الكبير للربّ. هي دائمًا جائعة وعطشى، في الإيمان والحبّ.

في مثابرتها على الصلاة، ترغب بلهفة وشوق في أسرار النعمة وفي اقتناء كلّ فضيلة. هي مجروحة بحبّ الرُّوح السماويّ، وممتلئة رغبةً حارّةً تجاه عريسها السماويّ، تتوق إلى نعمة الاتّحاد الكامل معه، الاتّحاد السريّ الّذي لا يوصف، في تقديس الرُّوح. تنتظر أن يسقط البرقع أمام من وجهها، لتستطيع عندها أن ترى عريسها وجهًا لوجه في النور الرُّوحانيّ الّذي لا يوصف، لتتّحد به بكلّ يقين، وتتحوّل على صورة موته. وفي رغبتها الكبيرة في الموت من أجل الرّب يسوع المسيح، تنتظر بكلّ ثقة أن تتحرّر من الخطيئة ومن كلّ ظلمات الأهواء. وإذ تكون هكذا مطهّرةً بالرُّوح، مقدّسة في جسدها وروحها...، تصبح مستحقّة لاستقبال الملك الحقيقيّ، الرّب يسوع المسيح بذاته.