رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضحك والمزاح بين الزملاء العمل.. باب للسعادة أم الفوضى بين الموظفين؟

المزاح بين الزملاء
المزاح بين الزملاء العمل

يتسبب المزاح والضحك خلال العمل فى نشر المرح وزيادة الانسجام، ويزيد الود بين الزملاء والمديرين، وهذا ما أكده أحدث أبحاث معهد القيادة والإدارة بالمملكة المتحدة.

ووفقًا للبحث، فإن المزاح يساعد فى تعرف زملاء العمل على بعضهم البعض بشكل أفضل، بنسبة تصل بين الرجال إلى ٦٥٪، وبين النساء إلى ٥٩٪، ويدعم المزاح روح الفريق بنسبة ٦٥٪ بين الرجال و٥٤٪ بين النساء، كما ذكر البحث أن ٧٣٪ ممن شملهم الاستطلاع صرحوا بأنهم لن يرحبوا بمنع المزاح فى مكان العمل. وتعد السلامة النفسية للموظفين عنصرًا أساسيًا للابتكار، لذا يجب على القادة تشجيع المزاح بين موظفيهم، ولكن هل كل أنواع المزاح مسموح بها، أم أن لبعضها تأثيرًا سلبيًا؟

لاحظ الدكتور جان ويست، الباحث فى معهد National Business Research Institute، أن المزاح يؤدى إلى تكوين صداقات بين الزملاء فى العمل، وتسهم هذه الصداقات فى إرضاء الموظفين وجعلهم يرفعون من معدل إنتاجهم، ولكن يمكن أن تكون هناك آثار سلبية للمزاح، منها احتمال إصابة البعض بانعدام الثقة بأنفسهم وتأثر صحتهم العقلية.

واتفق معه بحث لمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار «CISI»، الذى وجد أن ٩٧٪ من المشاركين فى الاستطلاع، قالوا إنهم شعروا بعدم الارتياح من بعض الضحك والمزاح أحيانًا، وقالت ستيلا تشاندلر، مديرة بالمعهد، شاركت فى هذا الاستطلاع، إن المزاح يمكن أن يزيل الحواجز، ولكن بمجرد أن يتجاوز خطًا معينًا ترتفع الحواجز، فيمكن أن يكون لهذا تأثير ضار وطويل الأمد على الفرق والأفراد. وبحسب مجلة «فوربس» الأمريكية، فإنه غالبًا ما يصف البعض أفعال زملائهم بأنه «مزاح غير مؤذ»، ويرفضون أولئك الذين اشتكوا من هذا السلوك المرح، ولكن بعض الباحثين وجدوا أنه «بالنسبة لأولئك الذين لم ينضموا ويشتركوا مع غيرهم فى الضحك، فقد رأوا أن هذا المزاح كان غالبًا ما يكون مؤلمًا وإقصائيًا وحتى مهينًا بعض الشىء».

ومن الواضح أن الناس من مختلف الأعمار والخلفيات والثقافات، ستكون لديهم اختلافاتهم، كما هو الحال حتى داخل هذه الفئات الاجتماعية، لذا كيف يعرف القادة النوع المناسب من المزاح بين زملاء العمل؟ فرغم أنه قد يبدو من الصعب محاولة إنشاء سياسة تحقق التوازن بشكل صحيح فى هذا الأمر، فإن الأمور تكون أكثر وضوحًا فى الأوقات التى يكون فيها المزاح بلا ضوابط، أى حينما يقصد بالضحك نية سيئة، أو التحدث بها بصوت عالٍ عن أمر سلبى. وإذا كنت قائدًا، فإن السلوك الشخصى يحدد نغمة ما يعتبره الموظف «مزاحًا» مناسبًا أم لا، وهل يحقق الأهداف المشروعة فى خلق حالة من المرح بين فريق العمل أم لا، فبدلًا من التركيز على ما يقال، أو حتى كيف يقال، ربما ينبغى أن يكون تركيزنا على سبب قوله، فمن الممكن أن يشعر الأفراد بعدم الارتياح، لأن «المزاح» بحد ذاته يمكن استخدامه للإشارة إلى من هو بداخل الشخص، وينعكس على حديثه الخارجى، ولكن بطريقة قد تبدو فكاهية.