رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. لودفيج شترن عالم القبطيات وأول مدير للمكتبة الخديوية بمصر

لودفيج شترن
لودفيج شترن

تحل اليوم ذكرى لودفيج شترن عالم المصريات والقبطيات والأرشيف والمكتبات وأول مدير للمكتبة الخديوية في مصر، وقال عنه ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، في دراسة أعدها عنه على إثر الاحتفالات إنه يعتبر العالم الالماني الكبير لودفيج شترن واحدا من أكبر مؤسسي علم القبطيات الكبار؛ فهو صاحب أول مرجع علمي جامع مانع لقواعد اللغة القبطية في العالم؛ كما أن له إنجازات أخرى كبيرة في علوم المصريات والمكتبات والأرشيف.

 أما عن لودفيج شترن نفسه؛ ولد في يوم 12 أغسطس 1846 في إحدى المدن الألمانية، وتلقى تعلميه الأولي في المدارس الألمانية؛ ثم تخصص في فقه اللغات الشرقية؛ ولكنه وقع تحت تأثر عالم المصريات الكبير هنريك بروجش (1827- 1894) فتحول الي دراسة علم المصريات الذي عشقه من كل القلب؛ غير ان نقطة التحول الكبري في حياته جاءت عندما سنحت له فرصة زيارة مصر بصحبة الروائي وعالم المصريات جورج ايبرس (1837- 1898) مكتشف البردية الطبية الشهيرة المعروفة في كتب التاريخ ببردية أيبرس؛ وفي مصر تولي لودفيج شترن منصب أول مدير للمكتبة الخديوية في مصر التي أسسها علي باشا مبارك خلال الفترة من (1872 - 1874)؛ ومن الإنجازات التي قام بها خلال فترة لرئاسة المكتبة الخديوية، أنه قام بالتعريف بمقتنايتها المكتوبة باللغة العربية، كذلك قام بإعداد فهارس لها بموجب الأمر العالي رقم 6 بتاريخ 23 مارس 1870، كما تمكن من تزويد المكتبة في عهده بمجموعة من الكتب الأجنبية التي كتبها العلماء الأجانب، وهي جميعها كتب خاصة بمصر وتاريخها وحضارتها مكتبة بمختلف اللغات الأوربية. 

وبعد عودته إلى ألمانيا عمل مدير مساعدا للمتحف الملكي في برلين؛ ومشرفا علي القسم المصري بالمتحف. وفي عام 1886 انتقل إلى العمل بالمكتبة الملكية؛ وفي 1 اكتوبر 1905 عمل مدير لقسم المخطوطات بالمكتبة. حيث قام بعمل فهارس للمخطوطات الموجودة في المكتبة الملكية ببرلين؛ كما قام بفهرسة وتصنيف كتابات المؤرخ الشهير ثيودور مومسن (1817- 1903) صاحب أشهر الدراسات في التاريخ الروماني؛ كما قام بجمع وتوثيق وفهرسة أعمال وخطابات كل من الشاعر الالماني الشهير شيلر (1759- 1805) والفيلسوف الألماني أيمانويل كانط (1724- 1804). 

ولكثرة عشقه للغات القديمة، تحول في أخر أيامه لدراسة اللغات الهند أوربية، وسرعان ما أتقنها حتى أسس مجلة متخصصة في الدرسات السلتكية أسمها بالتعاون مع عالم اللغات الهند أوربية كينو ماير ولقد أستمر لودفيج شترن في عمله العلمي في مجال المصريات والقبطيات والفهرسة والتصنيف حتي توفي في 9 أكتوبر 1911 عن عمر يناهز 65 عاما. 

أما عن مرجعه العمدة في قواعد اللغة القبطية؛ فهو يعتبر أول محاولة علمية حديثة لدراسة قواعد النحو في اللغة القبطية؛ حتي أن بعض المراجع تعتبره المؤسس الثاني لعلم القبطيات بعد الراهب اليسوعي الألماني الشهير أثناسيوس كيرشر (1602 – 1680) أسمه في الألمانية، ومعناه قواعد اللغة القبطية، صدر في ليبزج عام 1880، ولقد أظهر في مرجعه هذا مقدرة كبيرة في فهم ومعرفة اللغة القبطية. 

وعن أهمية هذا المرجع العمدة يذكر البروفيسر جاك فان درفيلت أستاذ الدراسات القبطية بجامعتي ليدن ونيمخن، والرئيس السابق للجمعية الدولية للدراسات القبطية، أنه يعتبره الكتاب العمدة والمؤسس في تبسيط وشرح قواعد اللغة القبطية، حتى أنه أعاد طبعه في هولندا في السبعينات، وقررها على كل طلبة الليسانس والماجستير في الجامعة.