رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا تعرف عن عيد سيّدة الحماية الخاص بالبيزنطيين الكاثوليك في مصر؟

كنيسة
كنيسة

تحتفل كنيسة الروم الملكيين البيزنطية في مصر، برئاسة الأنبا جورج بكر، مطران الملكيين في مصر، بعيد عيد سيّدة الحماية أو ستر والدة الإله، ويرجع تأسيس هذا العيد إلى التقليد الكنسي المتعلق بظهور والدة الإله في القرن العاشر في كنيسة فلاخيرنا في القسطنطينية حيث كان يُحفظ ثوب والدة الإله وغطاء رأسها وجزء من زنارها التي أُحضرت من فلسطين في القرن الخامس.

كما تحتفل الكنيسة بتذكار القدّيس الرسول حنانيّا أحد السبعين، والرسول حنانيا من التلاميذ السبعين. كان دمشقيّاً. وهو الذي عمَّد شاول، بولس الرسول في ما بعد. ورد ذكره في اعمال الرسل.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ إشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين". إنّها ليست مجرّد صدفة، بل هي العناية الإلهيّة التي شاءت أن يقوم الرّب يسوع بفتح هذا الكتاب وقراءة الجزء المتعلّق بالنبوءة الخاصّة بشخصه هو. فإن كان مكتوبًا: أَما يُباعُ عُصفورانِ بِفَلْس؟ ومعَ ذلك لا يَسقُطُ واحِدٌ مِنهُما إِلى الأَرضِ بِغَيرِ عِلمِ أَبيكم. أَمَّا أَنتُم، فشَعَرُ رُؤُوسِكم نَفسُه مَعدودٌ بِأَجمَعِه" ، فهل يكون محض صدفة أن يتمّ اختيار كتاب إشعيا... الذي كان يتحدّث عن سرّ الرّب يسوع المسيح؟... في الحقيقة، إنّ هذا النص النبويّ يتحدّث عن الرّب يسوع المسيح... فالرّب يسوع قال: "مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين". إنّ كلمة "المساكين" تعني الوثنيّين. في الواقع، كان هؤلاء مساكين، إذ لم يكن لديهم إله أو شريعة أو أنبياء أو عدالة أو أيّ فضيلة أخرى. فمن أجل هذا، أرسل الله الرّب يسوع إلى للفقراء، "ليُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، ويُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا"... هل هناك كائن أكثر تعاسة أو ظلمًا من الإنسان قبل أن يتحرّر ويشفى من قبل الرّب يسوع؟

"ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه". وحتّى في هذه اللحظة، إذا أردتم ذلك، في جماعتنا هذه، يمكن لأعينكم أن تشخص إلى المخلّص. إذا حوّلتم نظر قلوبكم الأكثر عمقًا نحو التأمّل بالحكمة والحقّ وبابن لله الوحيد، ستكون عيونكم مثبّتة على يسوع. طوبى للمجمع الذي يذكر الكتاب أن "عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ فيه شَاخِصَةً إِلى الرّب يسوع المسيح!". كم أتمنّى أن تحظى جماعتنا هذه بشهادة مماثلة! أن تلتفتوا جميعكم موعوظين ومؤمنين، نساءً ورجالاً وأطفالاً... بعيون قلوبكم إليه وتنشغلوا بالنظر إلى الرّب يسوع! عندما تنظرون إليه، فإنّ نوره يجعل وجوهكم منيرة أكثر ويمكنكم القول: "أَطلِعْ عَلينا نورَ وَجهِك، يا ربّ".