رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهمية الحضانة ومرحلة ما قبل المدرسة

لكل أم بتحس بالذنب إنها مضطرة تنزل ابنها أو بنتها الحضانة عشان شغلها أو عشان محتاجة وقت لنفسها، وبتفضل محتارة تنزل ابنها الحضانة ولا لأ، وإيه اللى هيتعلمه فى الحضانة ما ممكن يتعلمه فى البيت، وللأمهات اللى بتفضل تسمع انتقادات من اللى حواليها طول الوقت وبيتقالها حرام عليكى ليه تنزلى ابنك حضانة وهو لسه صغير ليه، تصحيه بدرى ويتبهدل، ولسه مبيتكلمش دول هيبهدلوه، وأنت مش هتعرفى، ويحسسوها إنها أم مستهترة عشان بتودى ولادها الحضانة.

الحضانة مش مكان تعذيب، ولا رفاهية عشان الولاد تقضى وقت وخلاص ولا أنت بتضحى بيه عشان شغلك أو عشان راحتك.

الحضانة ليها فوايد كتير أوى ضرورية، ودلوقتى فى العصر اللى إحنا فيه الولاد اللى مدخلتش حضانة قبل سن المدرسة بتحس باختلاف كبير بينها وبين اللى كانوا بيروحوا حضانة بانتظام.

فأكتر سؤال بتسأله الأمهات خصوصًا لأطفال من سن سنة  لسنتين «هى الحضانة مهمة؟ وفى فرق بين إنى أوديه الحضانة فى السن ده وبين إنى أدخله مدرسة علطول لما يتم السن بتاعها؟».

فالإجابة هى أيوه مهمة جداً، الحضانة مش بس مكان بيتعلم فيه الحروف للغة الأم ولغة تانية كمان والأرقام والأشكال والألوان وأيام الأسبوع وشهور السنة وكتابة اسمه الأول على الأقل.. الحضانة أكتر بكتير من كل ده، أفضل حاجة ممكن نعملها للطفل هى حضانة تعلمه إزاى يتعايش بنفسه من غير مساعدة، فى الحضانة الطفل بيتعلم النظام، بيتعلم إزاى يكون صبور على دوره، إزاى ينظم وقت الغداء ووقت اللعب بشكل عملى، يبقى اجتماعى، يفهم الإختلاف والتنوع بينه وبين الأطفال التانية، وإزاى يتعامل مع الاختلاف ده.

بيتعلموا إن ليهم أدواتهم الخاصة وإزاى يستخدموها بنفسهم ويحافظوا عليها ويرجعوها مكانها وإزاى بياكلوا لوحدهم ويستخدموا المعلقة والشوكة والسكينة ويغسلوا أيديهم قبل وبعد.

إزاى بيمسكوا القلم ويستخدموه، القص واللزق وتكوين أشكال، بيستخدموا كل الأدوات لتقوية عضلات إيديهم وتنمية مهارتهم الحركية الدقيقة، بيتعلموا يربطوا رباط الجزمة، يقفلوا السوستة، يدخلوا التويلت لوحدهم ده، كمان لو طفل لسه مقلعش البامبرز بيساعدوا الأم بشكل محترف وبيعملوا معاها نظام وجدول لحد ما الطفل يتعلم يدخل التويلت لوحده.

كل ده بيكون صعب على الأم إنها تعلمهوله فى البيت لوحدها، الموضوع بيكون مختلف لما يكون معاه أطفال تانية فى سنه يتعلم فى وسطيهم النظام ويكون منهم أصحاب ويتعلم الكلام والمهارات الاجتماعية.

وده بيكون مهم جدًا إنه يتعلمه قبل دخول المدرسة ومرحلة الكى جى وبشكل سلس وتدريجى وبطرق ممتعة للطفل قبل مايلاقى نفسه فجأة فى مكان مطلوب منه إنه يمسك القلم ويكون منظم ومطيع ويركز ورا المدرسين وهو مش فاهم يعنى إيه نظام وتعليم أصلا وكمان تكون أون مرة يبعد عن أمه!

فلو مراحش حضانة هيبقى مخضوض وهيستقبل أى محاولة للتعليم بشكل أصعب وده هيصعب الموضوع عليه وعلى المدرسين وممكن ياخد وقت لحد ما يحب المدرسة ويتعود عليها عن باقى الأطفال، فالنهاية كل ده هيعدى وهيبقى طبيعى ويواكب الدنيا، لكن الأفضل إنه يمر بكل ده بشكل تدريجى وبدرى ومن سن أصغر.

نيجى بقى لمرحلة إختيار الحضانة.. طبعًا الموضوع مش بس إنه أقرب حضانة للبيت وشكلها حلو وخلاص!

الأم بتكون عليها مسئولية الاختيار، فبيتم عمل بحث زيه زى مسألة البحث عن المدرسة المناسبة بس بمعايير مختلفة شوية.

بتدّور للأنسب لشخصية وطبيعة الطفل والمناسبة ماديًًا واجتماعيًا وطبعا قرب المسافة لشغل الأم أو البيت.

بتعرفى الحضانات المرشحة وبتبدئى تزوريها وتتكلمى مع المدرسين والعاملين وبتاخدى الطفل معاكى عشان هو كمان يشاركك الاختيار.

بتشوفى نضافة المكان وتعقيمه، عدد الأطفال الموجودين والمساحة وعدد المدرسين والمشرفين عليهم.

عوامل الأمان والأدوات واللعب الموجودة والأنشطة تكون هادفة لتعليمه وتطويره وتنمية مهاراته.

فى مناهج مختلفة للتعليم فى الحضانات.. ممكن تقرى على النت عنهم وتسألى فى كل حضانة بيتبعوا منهج إيه وتفهمى منهم تفاصيلها عشان تشوفى إيه الأنسب لطفلك وده هيعرفك أكتر عن شخصية المدرسين والقائمين على الحضانة ويكون فى تفاهم وتعاون بينكم لتربية الطفل وتعليمه.

بتشاركى معاه فى الأول وجودك فى الحضانة بشكل ممنهج وتدريجى عشان يطمن بيكى لحد ماياخد عليهم ويثق فيهم.

الموضوع مش سهل، وفى نفس الوقت مش صعب هو بس محتاج مجهود، وبلاش نسمع لكلام إحنا محصلش معانا كده زمان وكلنا اتربينا واتعلمنا وعادى أهو عايشين!

ده مش صح، الزمن بيتغير، وكل يوم بنتعلم حاجة من خلال التجارب تخلينا نتفادى مشاكل خلت كل واحد فينا عنده عقد وكلاكيع فى شخصيتنا أو تعليمنا.

والفكرة مش إننا نعيش وخلاص.. إحنا بنجيب أطفال بنحبهم وعايزينهم يطلعوا أحسن مننا، أطفال أسوياء واثقين فى نفسهم وقادرين وحابين يتعلموا وينموا قدراتهم اللى هتفرق بعد كده فى كل مراحل حياتهم.

فكل أب وأم بيدوروا على أفضل مكان فى حدود إمكاناتهم لتوفير أفضل تعليم ممتع وسلس لأطفالهم.