رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كان جوه ضلمة وخرج للنور».. هكذا يشعر الناجون من جحيم المُخدرات

مخدرات
مخدرات

يقود الشاب سيارته مُسرعًا بين الآخرين.. يتمايل بعرض الطريق دون أن يهتم لحياة من حوله.. فتح بابها وأخرج قدمه في مشهد وثقته كاميرا أحد المواطنين؛ وأثار غضب المصريين عبر الإنترنت.. ثوانِ قليلة حتى صدمته سيارة ضخمة، ثم أوقفته أجهزة الأمن لتكشف المفاجأة في بيانها.. عثروا على مُخدر «الآيس بجوزته».

المُتهم في الواقعة التي عُرفت باسم «السائق المتهور» واحد من نسبة 5.9 % من المصريين يتعاطون المواد المُخدرة، و2.4% يُدمنونها، وفقما قالت تصريحات رسمية عن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لمجلس الوزراء، لكن الأرقام تتحسن بعد جهود حكومية وحملة محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي (أنت أقوى من المخدرات)، حيث كانت تصريحات مماثلة في عام 2016 تقول إن عدد المُتعاطين في مصر كان 10 %، أي انخفض بواقع 4.1 % منذ ذلك الحين.

جرائم ونهايات مأسوية يتعرض لها المارون من جحيم المُخدرات؛ فكيف يشعر الناجون منها؟.

تتحدث الدكتورة هوانم الفقي، استشاري علاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، عن العودة للحياة بعد فُقدانها، وواقع مُظلم يزوره النور من جديد بعد النجاة.

حياة ليست حياة؛ هي تلك التي يعيشها المُدمنون، من بينهم من يتعرضون لمُخدر «الآيس/ الشادو» الذي ضُبط بحوزة «السائق المتهور».. تقول الفقي إنه «من المخدرات التخليقية، أي مواد كيميائية مُركّبة تُعطي نفس تأثير المواد الطبيعية، لكنها مُركّبة؛ فالتأثير يكون أعلى وأكبر.. وهذا المُخدر يتسبب في تدهور سريع للحالتين المزاجية والنفسية، ويُدخل الشخص في نوع من الهلوسة وعدم إدراك الأمور التي تجري حوله، وتُسبب له السكتات الدماغية أو الشلل».

«يتم الاعتماد عليه بعد المرة الرابعة، وهناك حالات كانت تدخل في غيبوبة كاملة، وبعضهم يرتكب أفعالًا لا يشعر بها ولا يعلم عنها شئ بعد ذلك، ويعود لإدراكه مصدومًا مما فعله.. يقول (هذا ليس أنا)».. تكشف استشاري علاج الإدمان عن ويلات ما يمر به من يتعرضون لمُخدر «الآيس».

«بلاش تجرّب».. تنصح «الفقي» في حديثها لـ «الدستور» مُحذّرة من أضرار المواد التخليقية وخطورتها الكبيرة على الجسد والمخ والحالة النفسية.. ناصحة من تعرض لها أن يسلك طريق النجاة بالاتصال بالخط الساخن 16023 صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والذي يُقدم علاجًا مجانيًا بمنتهى السرية. 

عند تواصلك مع الخط الساخن (16023)  سوف يرشدونك إلى أقرب مكان علاجي حكومي يتبع المركز من بين 33  فرعًا على مستوى الجمهورية، وهُناك سوف يتم فتح ملف طبي لك، وتلتقي أخصائي يتولى مهمة اصطحابك نحو طريق النجاة من جحيم المخدرات.

«حد كان جوه ضلمة وخرج للنور».. هكذا تصف الدكتورة هوانم الفقي؛ الناجين من ويلات المخدرات.. مضيفة: كأنه مكنش بيشوف وعينه فتحت، بيبدأ يصلح حياته لأن حياته بتكون كلها خسائر، غير إنه بيفقد شغله، زوجته، بيته وأولاده، والاحترام والثقة كإنسان ربنا كرمه.