رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بيير لوتي فى القاهرة».. 5 أشهر قضاها أديب فرنسا مع الزعيم مصطفى كامل

الاديب الفرنسى بيير
الاديب الفرنسى بيير لوتي

(المكان: القاهرة) (الزمان: بين يناير ومايو سنة 1907).. وقتها كانت القاهرة تحت حكم الخديوي عباس حلمي الثاني بن محمد توفيق بن إسماعيل (14 يوليو 1874 - 19 ديسمبر 1944) سابع من حكم مصر من أسرة محمد علي، وآخر خديوي لمصر والسودان؛ أما الزعيم مصطفى كامل باشا (1874 - 1908) مؤسس الحزب الوطني وجريدة اللواء كان عائداً للتو من فرنسا  بعد رحلاته التى استمرت بين أعوام (من عام 1895 إلى عام 1907)؛ وصدور كتابه الشهير "لغة النخبة فى مصر" الذى أعجبت به جولييت آدم صاحبة "المجلة الجديدة" وصديقه الأديب الفرنسى الشهير الكبير "بيير لوتي (جوليان فيو) (1850 – 1923 م) الذى زار القاهرة بدعوة من مصطفى كامل واستمرت زيارته للقاهرة من شهر يناير حتى مايو سنة 1907.

File:Pierre Loti en académicien 2.jpg - Wikimedia Commons

أمضى "لوتي" حياته في السفر والكتابة، وترك عشرات الأعمال بين الرواية وأدب الرحلات؛ كما عرف بكونه عشقاً للشرق لا يضاهيه فيه أي كاتب غربي آخر؛ حيث كان لوتي يشعر بالقلق من تأثيرات الحداثة المُفسدة التي تحملها حضارته، حتى يمكن القول إنه أدى دوراً في تغيير نظرة الغربيين إلى ثقافة الشرق.

"موت أنس الوجود" و"مصطفى كامل" 

الزعيم الوطني مصطفى كامل باللباس الرسمي.jpg

علاقة بيير لوتي بالزعيم مصطفى كامل بدأت بمتابعة الأول لمقالات الزعيم المناهض لسياسات بريطانيا فى مصر وقتها، ومخاطبته فرنسا التى رأى فيها المخّلص لمصر والنموذج المتفرد فى التحرر وإعلاء قيم التحضر؛ وهو ما دفع "لوتي" إهداء كتابه "موت أنس الوجود" الى الزعيم مصطفى كامل وهو كتاب وضع بعد وفاة الزعيم مصطفى كامل على مقربة من قاعة المومياوات فى المتحف المصرى وكان وراء عشق الأديبة مى زيادة (1886_1941) للأديب الفرنسى والكتابة بالفرنسية فيما بعد؛ وهو ما كشفته دراسة الأديب الدكتور الطاهر أحمد مكي "فى مجلة "الهلال" فى عام 1986 عن مي زيادة عندما قال: "مى بعد أن تركت اللغة الفرنسية لغة أداء لم تتخل عنها مصدر تثقيف،  فنجدها معجبة أشهد الإعجاب بالكاتب القصاص الفرنسي "بيير لوتي" وطالما عاشت فى الصفحات الجميلة  من كتبه. 

فيما تقول: وطالما استسلمت لسحر بيانه ، وذات يوم حملت كتابه" موت أنس الوجود"، وطالعت بعضاً من فصوله فى المتحف المصرى على مقربة من قاعة المومياوات، بهدوء وتأمل، وهذا الكتاب كتابه "لوتي" عام 1907 وأهداه إلى مصطفى كامل".

أسرار مي زيادة | الجزيرة نت

بيير لوتي والمشاركة فى الحرب العالمية الأولى

بيير لوتي الذى ولد في الجنوب الغربي لفرنسا (سانت أونج) عام 1850، بلغ رتبة نقيب في عام 1906، وفي يناير 1910 ذهب على قائمة الاحتياط، وعاد إلى الخدمة أثناء الحرب العالمية الأولى استمرت علاقته بالزعيم مصطفى كامل حتى وفاة الأخير بعد زيارته القاهرة بعام واحد، له العديد من الروايات أشهرها: "آزياده 1879 ، قصة سباعي  1881، والخائبات 1906" اتخذ اسمه المستعار الأدبي «لوتي» من زهرة تنمو في مناطق المحيط الهادئ. كان لوتي يحب الفنون، يعزف الموسيقى ويرسم ويكتب مذكراته دائماً، ومنها استمد أحداث رواياته التي يسيطر عليها جو غريب مسحور.