رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة توريث العلم في ثاني جلسات مؤتمر «التراث وترسيخ الهوية» بدار الكتب والوثائق

من فعاليات مؤتمر
من فعاليات مؤتمر "التراث وترسيخ الهوية"

انتهت منذ قليل فعاليات الجلسة الثانية من مؤتمر "التراث وترسيخ الهوية" فى دار الكتب والوثائق القومية؛ والتي ترأسها الدكتور عبد الحميد مدكور، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم. 

وفي تقديمه للجلسه أشار مدكور، إلى هيمنة المؤرخين على الفكر الإنساني كله حيث يتحول التاريخ عند أهل الحكمة إلى فلسفة التاريخ ولا يوجد تراث ولا هوية بدون التاريخ فهو علم محيط وحافظ للذاكرة.

وتحدث الدكتور محمد أحمد إبراهيم، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة بني سويف، حول موضوع “أسرة بني عبد الحكم وأثرها في الحياة العلمية في مصر الإسلامية في القرنين الثاني والثالث الهجريين”، وقد تناول في كلمته ظاهرة الأسر العلمية ووراثة العلم في أجيال متعاقبة ومن بين تلك العائلات التي اهتمت بتوارث العلم كانت عائلة ابن عبد الحكم ومنهم عبد الرحمن بن عبد الحكم بكتاب أخبار مصر الشهير والذي عاش في الفسطاط وعبد الله الذي آلت إليه إمامة المذهب المالكي في مصر وألزم ابنه بملازمة الإمام الشافعي وارتبط بصداقة كبيرة معه، وقد ألف كتاب "المختصر الكبير في الفقه" الذي اعتمد عليه مالكية العراق وبعدها ألف المختصر الأوسط والمختصر الصغير، وقد تفوق محمد بن عبد الله على والده بعدد ضخم من المؤلفات من بينها المؤيدات، والسبق والدين. 

وفي كلمتها تحدثت الدكتورة هبة محمد عبد الموجود، دكتوراه التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة حلوان عن "البلوى أبو محمد بن عبد الله المصري ودوره في الكتابة التاريخية في القرن الرابع الهجري". 

ودارت حوله اتهامات بالتشيع وقد أضره ذلك لأنه عاصر الدولة الطولونية بما عرف عنها بالعداء للفاطميين، واستخدم البلوى أسلوب السرد وذكر أسانيد الخبر المذكور، ويلاحظ ندرة الروايات حول الأساطير ولكن رواياته لم تخلو من المبالغات حول بطولة أحمد بن طولون.

وتناول الباحث أحمد سلامة محمد المدرس المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، موضوع "العلوم العقلية بمدينة القاهرة في العصرين الفاطمي والأيوبي". 

وأكد الباحث، الدور الكبير للفاطميين في الارتقاء بالعلم وخدمة العلماء فكان من أزهى عصور مصر العلمية، مشيرا إلى أن تلك النهضة استمرت تحت لواء الأيوبيين الذين اهتموا بنشر العلم السني والتخلص من المذهب الإسماعيلي الشيعي وكانت دراسة العلوم العقلية في القاهرة خلال عصري الدراسة مزدهرة وبالتحديد في منطقة القرافة، ومن بين أبرز العلوم التي ازدهرت في القرافة الكبرى علم التنجيم والفلك وتم إنشاء مرصد كبير في المنطقة للدراسات الفلكية لرصد الظواهر الفلكية الكبرى.

وفي ختام الجلسة تحدث الدكتور محمود محمد خلف أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية حول موضوع جهود الأسر العلمية في مصر الإسلامية منذ الفتح الإسلامي حتى القرن الرابع الهجري، ومن أشهر العائلات العلمية العائلة المرادية، وقد أكد الدكتور خلف على أهمية دراسة المدن الإسلامية لتقصي تراث العائلات العلمية بها.