رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (5)

عزيزي عمر خورشيد

مرت الأيام وكتب الله لنا اللقاء
أيام معدودة وتبدأ أجمل أيام العام..مما لا شك فيه أن  أيام الله كلها جميلة.

أعشق تلك الأجواء، بصفتي شخصًا شتويًا، أترقب احتجاب قرص الشمس خلف كتل السحاب السوداء الكثيفة.. بشغف وحُب.
ففي هذه الأجواء تتجدد الأحلام وتهفو الروح للذكرى، للحنين. للحُب.
لذا تجدني أعد الأيام وأحصي الدقائق استعدادًا لاستقبالها بما يليق بك وبمن يحبك مثلي وبكل ما من شأنه أن يسعدني.

شقيق عمر خورشيد لـ"مصراوي": "ما حدث بعزائه أرضاني نفسيا" | مصراوى


عزيزي عمر خورشيد
يقولون إن الحياة تجارب، وأنا أتمنى أن أعيشها، أن أجرب كل شيء برفقة من أحب ومن أثق.

مررت مؤخرًا بتجربة جديدة عليّ.. خضتها بدافع الفضول ولإثبات أن لا شيء يسمى خوف.. أمام الإرادة والتصميم.

اعتبرت ما قمت به إنجازًا فرديًا وخاصًا جدًا، لم أكن أدرك أنه بمثل هذه الأهمية والخطورة إلا عندما تحدثت مع ذوى الشأن ممن يمارسون هذه الرياضة.

أخبروني أن ما فعلت إنجاز كبير يستحق الإشادة والفخر وأنهم لا يستطيعون المجازفة وتجريبه رغم أنهم يمارسون هذه الرياضة منذ سنوات ويحترفونها.

يبدو أن الجهل يفيد أحيانًا.. ربما لو كنت قابلتهم قبل أن أخوض تجربتي كنت ترددت ولم أفعل.

ربما انتقلت إلى عدوى خوفهم وترددهم، وفكرت ولو قليلًا، فأنا عندما أفكر أتمهل، والتمهل يؤدي للتردد ثم للخوف ومن ثم إلغاء الأمر تمامًا.

عندما أستمع لحديثهم أتعجب وأتساءل: ما سر تلك الرغبة الخفية التي قادتني للتجربة بلا أدنى ذرة تردد أو تفكير أو خوف؟! 

وجدت أن السر يكمن في الثقة.

Stream عمر خورشيد - حتى أخر العمر by Adel Abo Elfadl | Listen online for  free on SoundCloud

الثقة في نفسي أولًا ثم  فيمن معي.

بالحديث عن الثقة أصبحنا في زمن يندر فيه أن نجد من يستحق أن نثق به.. لكني وجدته!

 شخص قد نختلف كثيرًا، لكننا نتلاقى مجددًا، دائمًا ما تجمعنا نقطة ما. 
نتفاهم رغم خلافاتنا الكثيرة، أعتبره بوصلة حياتي، دونها أضل الطريق. 
محظوظة أنا إذ وجدته يتحملني، يتحمل نوبات غضبي. 
وأتحمل ثوراته أيضًا.

 أفتقد مزاحنا وأفتقد ضحكاته على ملاحظاتي التافهة. 
صديقي الفيلسوف نبتعد ونقترب.. لكن تجمعنا أنت ولحنك الذي أحب 
ربما سر تمسكنا ببعض هو أنت وربما شيء آخر أقوى منا... لا أدري!
كل ما أدريه أنك سبب رئيسً في تلاقينا، في سعادتنا. 
يكفي أن لحنك الملحمي القادر على صنع المعجزات يجمعنا.

قصة عمر خورشيد مع الجن ذو الـ 1700 سنة وكيف | جريدة الأنباء | Kuwait


أسمعه يذيب قلبي ويسمعه يثير شجونه وما بين هذا وذاك نتأرجح وتأخذنا الأيام. 
كم أتمنى أن نظل معًا، دون خلافات أو سوء فهم. 
لا أخفي عليك أتضايق من بعض أفعاله لكن يظل له مكانة خاصة. 
أتمنى ألا يخذلني مع الأيام. 
عزيزي عمر خورشيد تقابلت وصديقة الممر مجددًا.. لا أخفي عليك رؤيتها وحدها تشرق ملامحي وتنير دربي. 
معها أجد نفسي قد نتحدث قليلًا، لكن هذا القليل يعادل عمرًا بأكمله. يكفي أن أخبرك أن حديثها موسيقى وأن ابتسامتها وردود أفعالها تضيء عتمة الليل.

فشل فى دراسته وحطم والده جيتاره.. ما لا تعرفه عن الموسيقار عمر خورشيد - عين

كم أتمنى أن تكون بيننا وأن تقابلها وأن تترك لها جيتارك كي تعزف عليه، أو أن تعزف أنت وننصت نحن إليك.

 ففي حضورك قطعًا سيصمت الجميع، فأنت لم تعد أيقونتي الخاصة فقط بل أنت الساحر الذي يبهر الجميع بابتسامته الرقيقة وحضوره الطاغي.. يكفي أن تعزف لحن رصاصتك الملحمي لنسبح في فلك الحُب والانتصار والأحلام. 
حقًا أشعر بالامتنان للظروف التي جمعتني بك وبها وبمن يحبك مثلي.

عزيزي عمر خورشيد  كن بخير لأكتب لك مجددًا.