مصطفى نصر: خيري شلبي قال أنني أهم روائي.. ومحفوظ تحدث عن «الهماميل»
سرد الروائي والكاتب السكندري الكبير مصطفى نصر حكاياته مع الأدباء الكبار وذلك في حوار اجرته الدستور معه للتعرف على هذه اللقاءات وكيف تمت، وتطرق للعديد من المواقف التي جمعته بخيري شلبي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وثروت أباظة.
خيري شلبي
عن الأديب الراحل خيري شلبي قال مصطفى نصر:" الأستاذ خيري شلبي قريب جدا من قلبي. كان يجلس في قهوة سوق الحميدية في باب اللوق كل يوم أحد. مع مجموعة من كبار كتاب مصر، وقرأ الأستاذ عبد الوهاب الأسواني روايتي جبل ناعسة وأعجب بها وتحدث عنها في هذه الجلسة. ثم أصدرت روايتي الجهيني وقرأها الأستاذ خيري شلبي وكتب عنها في مجلة الإذاعة والتلفزيون. قال عنها أجمل كلام.
ويضيف:"وعندما قابلني في مؤتمر بمدينة دمياط، قال لي: كتاب من الإسكندرية عاتبوني ولاموني لأني كتبت عنك إنك الآن أهم روائي في الإسكندرية. وعندما أهديته روايتي سينما الدورادو سألني: كاتب عن سينما ريالتو، قلت تعم، قال كنت أبيع فيها سندوتشات.
نجيب محفوظ
أما أديب نوبل نجيب محفوظ فقال عنه مصطفى نصر:" أما عن نجيب محفوظ فاسمح لي أن ابدأ في الحديث عن الأستاذ فتحي غانم، كان عندي أهم من نجيب محفوظ، وصديقي حسين عيد حدثني عني، وذهبنا معا بمقابلته في دار روز اليوسف. فلم يسألني عن كتبي. وإنما تحدث طوال الوقت عن نفسه.
ويضيف:" بينما عندما قابلت نجيب محفوظ في أول مرة في حديقة فندق سان استافنو. ترك الجميع وتحدث معي، سألني عما نفعل في الإسكندرية، وعندما صدرت روايتي الهماميل من دار الهلال، ذهبت مع صديقي محمود قاسم إلى دار الأهرام، فرأينا نجيب محفوظ سائرا على القدمين في طريقه لشارع الجلاء، فأخرجت من حقيبتي نسخة من الرواية وأعطيتها له، وبعد شهور قليلة فاز بجائزة نوبل وسألوه عن الرواية التي لفتت نظره بعد حصوله على جائزة نوبل، فقال: الهماميل لمصطفى نصر.
ويتابع:" وذهبت لحديقة سان استافنو على أمل أن يحدثني عن الرواية، وكان عدد الزوار قد تضاعف ظنني أريد أن أهديه رواية من عندي فقال: بعد نوبل ما ينفعش.
يوسف إدريس
ويكمل مصطفى نصر عن ذكرياته مع يوسف إدريس:" يوسف أدريس قابلته في فندق ببغداد، كان كل منا يعيش في حجرة مستقلة لكن ثلاثة كان لكل منهم جناح: يوسف إدريس وفتحي غانم وجمال الغيطاني. وكان جناح يوسف أدريس لا يخلو من الزوار، الأمر الأهم أن يوسف إدريس تعامل معنا كلنا على إنه المسئول عنا. حتى عند عودتنا لمطار القاهرة جاءته مندوبة من نقابة الصحفيين. فأمرها أن تأخذ جوازات سافرنا وتنهى إجراءات الوصول دون طابور أو معاناة، فجاءه مطرب مشهور كان في بغداد يحيي حفلات بعيدة عنا وطلب من يوسف أدريس أن يعامله كما يعامل أتباعه من الأدباء، فابتسم قائلا: بس أنت مطرب من أديب، ثم قال لمندوبة نقابة الصحفيين: زي بعضه خدى جواز سفره.
ثروت أباظة
ويختتم مصطفى نصر بحكاياته مع ثروت أباظة فيقول:" حكايتي مع ثروت أباظة تستحق التسجيل. فقد أخذنا موقف من ثروت أباظة خاصة إنه كان يهاجم جمال عبد الناصر دون مبرر. وتقدمت في مسابقة الرواية في نادي القصة وهورئيسه، وفازت روايتي الجهيني بالجائزة الأولى. فسافرت وكان معي صديقي محمود قاسم، حصلت على الجائزة فإذ بشاب يقول لي صورك ثلاث صور مع ثروت أباظة، فقلت له في حضور محمود قاسم: مين قالك صورني.
ويضيف:" ابتعد الشاب وهو في حيرة، وجاءني مع رجل أكبر منه سنا، قال لي بغضب: صورناك ثلاث صور مع ثروت أباظة واحدة وأنت وهو تزيحوا الستار عن جائزة الشرف وأخرى وأنت تحصل على الجائزة، والثالثة وأنت تصافحه. فقلت للرجل الموضوع لا صلة له بالمال خذ مني ما تشاء لكنني لا أريد هذه الصور، فأعطاني إيصال بالمبلغ الذي أعطيته له، كان استوديو في عابدين وقال لو حضرت سنسلمك الصور. ولم أذهب لاستلام الصور. ويمرض ابني الشاب، يصاب بسرطان في الغدد اللمفاوية والذي يقف معي كان ثروت أباظة، فقد راسل وزير الصحة بأوراق مجلس الشورى فقد كان وكيل المجلس غير كونه رئيس أتحاد الكتاب، أهتم بي أهتمام خاص، لذا أنا ألوم نفسي لرفضي استلام الصور معه.
