تليجراف: الفراعنة ألهموا الحضارات الغربية لـ2000 عام
أكدت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن بعد مرور 100 عام منذ أن نظر عالم الآثار هوارد كارتر لأول مرة إلى قبر توت عنخ آمون ولمح "أشياء رائعة"، يحتفل العالم اليوم بهذه الذكرى التي تسرد جانبا مهما من تاريخ الفراعنة، حيث نظم مركز سينسبري في نورويتش البريطانية معرضًا جديدًا رائعًا يركز على "الجاذبية الدائمة" لمصر القديمة للفنانين والمصممين.
وتابعت أن فكرة المعرض لا تسلط الضوء على مصر القديمة فحسب، فهذه الحضارة أكبر بكثير من مجرد معرض، ولكن تسعى لاستكشاف الخيال الذي ألهم الغرب لأكثر من 2000 عام وليس العكس، فالحضارة الفرعونية هي الأساس ولم تتأثر بأي تغيرات غربية.
وأضافت أن هناك ما يقرب من 200 قطعة معروضة، بما في ذلك مجموعة من التماسيح، ومن خلال المعروضات المقترضة التي تُظهر مقتنيات متاحفنا الإقليمية، تريد "رؤى مصر القديمة" أن تكون طموحة، مما يشير إلى أن افتتان الغرب بأرض الفراعنة بدأ في روما، وهو خطأ كبير وقع فيه المعرض.
تأثير استعماري سيئ على مصر
وأشارت إلى أنه على الرغم من ذلك، حاول القائمون على المعرض تجاوز مصر القديمة، ووضع صور فوتوغرافية تعود للقرن التاسع عشر الذي يوثق المعابد العظيمة في الكرنك وأبو سمبل.
وأوضحت أن أزمة المعرض لم تكن في التداخل الذي حدث في تأثير الحضارة الرومانية على مصر فقط، ولكن التضارب حول الموضوعات المختارة للكشف روعة الحضارة الفرعونية، ولكن أيضًا فهو كشف جانب مظلم لهذه الحضارة تدين الغرب، حيث عكست العديد من الصور الغربية لمصر القديمة، وخاصة من القرن التاسع عشر، قيمًا استعمارية مزعجة، وتعتبر بمثابة قوالب نمطية لـ "الاستشراق"، لكن من النفاق أن نكون متشائمين للغاية مع الاعتماد في نفس الوقت على مشهد مثل هذه المواد لإنشاء معرض جذاب في الغرب.
