رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاد: الحفاظ الحرفى على النص الأدبى يفسد الفيلم كما يفسد الرواية

سينما نجيب محفوظ
سينما نجيب محفوظ

حول علاقة الأدب بالسينما، وهل عبرت الأفلام التي قدمت عن روايات أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ عن أفكاره الروائية والفنية وجسدت نصه القصصي أم أفسدتها، قال الناقد الفني الكاتب محمود عبد الشكور، خلال لقائه في برنامج “العاشرة”: “مسألة الإفساد أو عدمه ترتبط برؤية الكاتب أو الناقد وكيف يراها. هل نعترف أن السينما هي إبداع على إبداع أم أن السينما مجرد نقل، وهل نقدم تبسيط للروايات والمسرحيات والروايات من خلال السينما أم نحن في حالة حوار مع هذه النصوص؟ علي أساس هذه النظرة تتحدد الفكرة، فنحن نتحدث عن وسيط آخر رغم أن الأدب والسينما يشتركان في السرد، وهناك نقاط كثيرة للتلاقي بينهما، ولكن في الحقيقة الأدب والسينما هما وسيلتين مختلفتين تماما”.

 

وأضاف “عبد الشكور”: “على سبيل المثال عنصر الزمن، الرواية يمكن أن تقرأ في أيام، أما الفيلم السينمائي فمدته ما بين ساعة نصف ساعتين وأحيانا يكون فيلم معروض عن رواية قد يقترب من الثلاث ساعات، وهل تعترف الرواية أن السينما أصبحت وسيطا مستقلا، وأن كاتب السيناريو ليس مجرد ناقل، إنما هو يتحاور مع النص الأدبي، وأحيانا يشتبك معه، وأحيانا أخري يأخذ منه خطوطا ويترك خطوط، وإذا مع هذا المنظق وهو بالمناسبة كان رأي نجيب محفوظ شخصيا، وكان يقول أنا مسئول عن النص المكتوب في رواياتي”. 

 

أما الأفلام فهي مقتبسة عن روايات، أو مأخوذة عن قصص، أو قراءة للرواية، بالتالي نحن أمام وسيط ــ الفيلم السينمائي ــ مختلف، وإذا تعاملنا من هذا المنطق، بالرغم من الوشائج بين النص الروائي الأدبي والسينمائي، لماذا ألجأ إلي هذا العمل إلا أذا كان به رؤية مستني.

 

وبدوره قال الناقد السينمائي عصام زكريا خلال برنامج “العاشرة”: “اعتقد أنه ليس هناك حكم عام يمكن القطع به، وهل السينما تخل بالنص الأدبي أم لا. فلا نستطيع القول بأن السينما كذا أو الرواية كذا، لكن يمكننا القول أن الفيلم الفلاني أخل بالرواية، أو أن هذا الفيلم عبر عن الرواية”.

 

وتابع: “الفكرة تتلخص في أن الفيلم السينمائي لا يصنع لكي يمجد العمل الروائي أو الأدبي، الفيلم يصنع كفيلم ويجب أن يكن فيلما جيدا، فأنت تصنع فيلم بلغة سينمائية بحلول مختلفة، بقالب مختلف وزمن مختلف، خاصة وأن الأدب من الفنون التي يقال عنها أنها مكانية. أي أن الكتاب موجود في مكانه تروح وتجيئ وهو كما هو، أما الفيلم السينمائي فمن الفنون الزمنية التي تتحرك في الزمن مثل الموسيقي، وهو إيقاع مختلف تماما”.

 

كما أن الحفاظ على العمل الأدبي بشكل حرفي يضر بالفيلم السينمائي، وهناك أعمال كبيرة لمخرجين كبار. فعلي الفيلم أن يكون له إيقاع وزمن الفيلم، كما يجب علي الفيلم أن تكون لغته، لغة سينمائية، لذا فأحيانا الحفاظ الحرفي على النص الأدبي الروائي يفسد الفيلم كما يفسد العمل الأدبي الروائي أيضاً.