رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أصولها من دمياط وعاشت في العباسية».. قصة أول امرأة في حياة نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

عاش نجيب محفوظ قصة حبه الأولى مع فتاة من العباسية، ووصفها بأنها قصة غريبة كان لا يزال يشعر بهذه الغرابة حتى وقت تسجيل روايته المنشورة بعنوان "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" لرجاء النقاش.

وقال أديب نوبل، كلما مرت عليه ذكرى هذه القصة يشعر بالدهشة. بدأت القصة عندما كان في سن المراهقة، وقبل أن يمر بهذه التجربة كانت علاقته بالبنات لا تزيد على مداعبات تتجاوز الحد أحيانا، على حد وصفه.

وشرح أن هذه المداعبات كانت تصطدم بالإحساس الديني الذي كان على أشده وقتها، وعاش لأوقات في عذاب مستمر من تأنيب الضمير، واستمرت هذه الحالة إلى أن رأى هذه الفتاة في العباسية. 

كان بيت هذه الفتاة يطل على الساحة التي يلعب فيها نجيب محفوظ كرة القدم، وأثناء اللعب جذبه وجهها الساحر لحظة وجودها في شرفة منزلها، أضاف: "كنت في الثالثة عشرة من عمري، أما هي فكانت في العشرين، فتاة جميلة معروفة في العباسية، رأيت وجهها أشبه بلوحة الجيكوندا". 

ظل حبه أديب نوبل لهذه الفتاة من بعيد ومن طرف واحد، من ناحيته هو فقط، ولم يجرؤ أبدًا على محادثتها أو حاول لفت انتباهها، اكتفى فقط بالنظر إليها. وكانت متعته الكبرى أن يجلس بعد انتهاء المباراة قبل المغرب، ويوجه نظره ناحية شرفتها التي تقف فيها، ويطيل النظر لوجهها الجميل. ودام الحب صامتًا من طرفه هو فقط لمدة عام كامل. 

حزن أديب نوبل حزنًا شديدًا عندما تزوجت هذه الفتاة، وانتقلت إلى بيتها الجديد، قال: "صدمت لزواجها بشدة". 

وانقطعت أخبارها عنه، ومرت الأيام، وبدأ حبها بداخله يخفت وتنطفئ نيرانه، خاصة إثر تخرجه من الجامعة، ثم انشغاله بالوظيفة وحياته الأدبية ثم زواجه. 

وظل حب هذه الفتاة داخل نجيب محفوظ لم يهدأ أبدًا، وظلت آثاره عالفة بقلبه وذاكرته، وبعد سنوات طويلة، التقى صدفة بعائلتها في مصيف رأس البر وقتما سافر إلى هناك لتمضية أسبوعين، ففوجئ بشقيقتها في نفس المصيف رفقة أسرتها، وكان معهم شخص لا يعرفه.

وجد نجيب محفوظ الفرصة سانحة لأن يتحدث معهم، وعرف منهم أن أصل عائلتهم من دمياط انتقلت إلى القاهرة، ودار بينه وبين عائلتها في المصيف حوار طويل، لم يجرؤ خلاله على أن يسأل عنها.

وروى نجيب محفوظ قصته مع فتاة العباسية في رواية "قصر الشوق" مع تعديلات تتفق ع الإطار العام الذي وضعه للرواية.