رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته

«رمز الصمود والاعتراض».. حكايات عن ناجي العلي

ناجي العلي
ناجي العلي

35 عاما مرت على وفاة رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي رحل عن عالمنا في 29 أغسطس 1987، ودفن في مقبرة بروكود المتواجدة بلندن.

في يوم 22 يوليو 1987 أطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي، الذي يعد رمزا للصمود والاعتراض، وقد أصابته الرصاصة تحت عينه اليمنى، وظل في غيبوبة حتى فاضت روحه، ووفق ما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية أن الشاب يدعى بشار سمارة، ولم يعرف من صاحب المصلحة وراء الاغتيال.

ولد ناجي العلي عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد احتلال إسرائيل لفلسطين هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فهو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة، وكانت حياته في مخيم "عين الحلوة" عبارة عن أيام فيها الكثير من الذل والقلق والمعاناة، هذه الظروف وبقسوتها دفعته للذهاب مبكرا لتلك الصحوة الفكرية، التي عرف من خلالها أنه وشعبه كانوا ضحايا مؤامرة دنيئة، دبرتها فرنسا وبريطانيا بالتنسيق والتحالف مع الحركة الصهيونية العالمية.

درس ناجي العلي في مدرسة "اتحاد الكنائس المسيحية"، لحين نيله منها شهادة "السرتفيكا" اللبنانية، وعندما تعذر عليه إتمام دراسته وقتها، اتجه للعمل في البساتين، وعمل في جني الحمضيات والزيتون، بعد ذلك ذهب إلى طرابلس اللبنانية ليتابع دراسة "الميكانيكا" في مدرسة تابعة للرهبان، تخرج منها حاملا شهادة "دبلوم ميكانيكا السيارات".

ومنذ صغره؛ كان ناجي العلي معرضا للاعتقالات والسجون، لنشاطاته المعادية للاحتلال، اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي، كذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة، فكان يرسم على جدران الزنازين، وعلى الخيام.

تميز ناجي العلي بالنقد اللاذع الذي يعمّق عبر اجتذابه للانتباه الوعي الرائد من خلال رسومه الكاريكاتورية، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن كأحد أساليب التكثيف، وله أربعون ألف رسم كاريكاتوري، فقد كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسومه في زيارة له بمخيم عين الحلوة، فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.

وفي عام 1963 سافر ناجي العلي إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية، وسافر إلى طرابلس ونال منها شهادة ميكانيكا السيارات.