رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مافيا الدروس الخصوصية تتوحش.. «الدستور» تتبع إعلانات الحجز فى «السناتر» مبكرا

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

 

رغم أن العام الدراسي لم يبدأ بعد، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد امتلات بإعلانات حجز الدروس الخصوصية بجميع المراحل التعليمية، دون اكتراث لتجريم القانون لهذا الأمر، والملفت إقبال أولياء الأمور على التواصل مع المسئولين عن تلك السناتر المنتشرة فى كل ربوع القاهرة الكبرى، وكذا التسابق لحجز مقاعد لأبنائهم داخلها.

 

وتكشف “الدستور” اختراق مجموعات إليكترونية خاصة بمافيا الدروس الخصوصية للقانون وما ترتكبه من مخالفات، بل وممارستها علنًا من خلال وسائل التواصل.

 

الحجز مقدمًا وتوصيل الكتب للمنازل

"الإجازة خلصت تعالى بقى" علشان تلحق علشان تلحق المنهج من أوله مع مستر ... لحجز سنة 2022- 2023 "، كانت تلك العبارات الجاذبة وسيلة أحد " السناتر" التعليمية بشهر أغسطس للإعلان عن تقديمه لدروس خصوصية في جميع المواد.

 

 

 أشار الإعلان كذلك إلى أن طرق الحجز به عن طريق إرسال رسالة إلى صفحة "السنتر" أو على الواتس آب أو من خلال التواصل عن طريق رابط إليكتروني "تقدر تبعتلنا في رساله علي صفحتنا أو علي الوتس اب " اسمك - رقم تلفونك - السنة الدراسية - المادة " أو عن طريق اللينك ده".

 

دعوات بأن يكون عامًا سعيدة مصحوبة بالإعلان عن فرع جديد للسنتر "أون لاين" تلك كانت عبارات أخرى أعلن بها "سنتر" تخصص في إعطاء طلبة الثانوية العامة الدروس الخصوصية عن نفسه، مؤكدًا أنه تم توفير ما وصفهم "بأعظم" المدرسين في كل المواد العلمي والأدبي.

 

لم يكتف "السنتر" بهذا فقط بل أعلن عن توفير الكتب والملازم لجميع المدرسين في الجدول، وفوق ذلك خصص مبلغ  ١٠ جنيه داخل منطقة " حدائق القبة بالقاهرة "موقع السنتر" وخُتم " كلمنا واسال علي كل اللي انت عايزو عن طريق الواتس".

  

 

أولياء الأمور: "مافيا" لكن مضطرين

وظهرت عددا من تعليقات أولياء الأمور والطلبة الذين تفاعلوا مع هذه الإعلانات في إشارة لتعاملهم مع  السناتر ومقار "الدروس الخصوصية".

 

نجوى محمود، إحدى أولياء الأمور، قالت إن سناتر الدروس الخصوصية بدأت الإعلان عن الحجز منذ شهر أغسطس الجاري، مضيفة: "إحنا كأولياء الأمور مضطرين نحجز عشان أولادنا ما  حاجة".

 

وتوضح: الإعلانات عن بدء الحجز من الآن أصابنا بالدهشة، الطلاب محتاجون يرتاحوا ذهنيًا من الضغط اللي عملوه في السنة اللي فاتت، دا يدوب لسه النتيجة طالعة، والأهل مضغوطين ماديًا طول السنة".

 

وتابعت:"الطالب من حقه يرتاح ذهنيًا ونفسيًا وماديًا فيه سناتر بدأت حجز الدروس الخصوصية والإعلانات غزت مواقع التواصل الاجتماعي من وقت ما الطلاب كانوا لسه في الامتحان، ودا شيء مش معقول".

ليس ذلك فحسب، بل حين طالبت نجوى من بعض المدرسين تأجيل الحجوزات وجدت رفض من قبلهم، وتهديد بأن من لا يحجز لن يجد له مكان فيما بعد: "التهديد المستمر دا بيخلق نوع من الخوف والتوتر الزيادة عند الطلاب والمدرسين".

 

محمود الشرقاوي، أحد أولياء الأمور، قرر أن يبدأ حجز الدروس الخصوصية في ليس من أول أغسطس كما قرر بعض المدرسين، ولكنه سيستمر حتى شهر أكتوبر حتى يقوم بالحجز في ذلك التوقيت رغمًا عن المدرسين.

 

يقول: "مواجهة سيل الإعلانات الخاص بالدروس الخصوصية لن يتم سوى بتلك الطريقة، لأن قرارهم مش نابع منهم فقط ولكن من استجابة أولياء الأمور للحجز، وفي نفس الوقت أي طالب بيجي في شهر 10 يحجز محدش بيقدر يقوله لأ دي مجرد تهديدات".

 

يوضح أن هناك أولياء أمور لن يستطيعون دفع الرسوم الخاصة بالدروس الخصوصية أو رسوم الدراسة والكتب الخارجية، مضيفًا: "كل دي أعباء ومصاريف زيادة، وأولياء الأمور بيساهموا في زيادتها بالاستجابة لإعلانات الحجز الحالية".

يضيف: "الدروس الخصوصية أصبحت بيزنس للمدرسين والسناتر، مش بيفكروا في راحة الطالب أو تخفيف العبء المادي عن أولياء الأمور بيفكروا يكسبوا فلوس من الحجز المبكر للدروس الخصوصية فقط"

 

خبير تعليمي: بعض أولياء الأمور ليس لديهم ثقة في المدارس

قال علي فارس خبير تعليمي: علينا الاعتراف بأن هناك عدد من الأسباب التي تجعل أولياء الأمور يتفاعلون مع "مافيا" الدروس الخصوصية على الرغم من العمليات التطويرية الجارية في المنظومة التعليمية، مُشيرًا إلى أن  ذلك الأمر يحدث نتيجة أن هناك عدد من أولياء الأمور مازالت ليس لديهم الثقة بالعملية التعليمية داخل المدارس، وكذا بكفاءات بعض من المُعلمين،  بالإضافة إلى خوفهم الشديد على مستقبل أبنائهم وعدم استطاعتهم تولي المتابعة الكاملة لهم في أمور الدراسة.

 

وتابع: الحل يكمن في استمرار تطوير العملية التعليمية والاهتمام أولًا بالمُعلمين ومستوى كفاءتهم، بل وتحفيز من يتميز منهم من خلال المكافآت المختلفة و إشراكه في عمليات تدريب لغيره من الكوادر التعليمية، من أجل خلق جيلًا جديدًا من المعلمين ذوي الكفاءة والخبرة التي يمكنها تحسين  مستوى العملية التعليمية، مضيفًا أنه يجب تحويل تلك العملية التعليمية بكافة عناصرها لتصبح جاذبة بدلًا من أن تكون منفرة للطالب.

 

خبير مناهج: سنواجه الإمبراطورية الفاسدة

يرى الدكتور حسن الشحاته خبير المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس كذلك أن الاهتمام بتحسين قيمة المدرسة وإعلاء شأنها وما تقدمه للطلبة من خلال رفع كفاءات المٌعلمين تدريجيًا و تقديم مناهج دراسية و اختبارات تعتمد على تفكير الطالب وليس الحفظ والتلقين، أمور من شأنها أن تهدم إمبراطورية الدروس الخصوصية الفاسدة موضحًا أن التعليم حاليًا يسير تدريجيًا في هذا الإطار، وهو ما يبشر باختفاء هذه الظاهرة في الفترات المقبلة أو تقليلها على أقصى تقدير.

 

 

 

القانون يجرم الدروس الخصوصية

كانت وزارة التربية والتعليم قد أعدت مشروع قانون تجريم الدروس الخصوصية ، ويتضمن مشروع القانون غرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تتجاوز 50 ألفا لكل من أعطى درسا خصوصيا فى مركز أو سنتر تعليمى أو فى مكان مفتوح للجمهور بصفة عامة.

 

وطبقًا لبنود مشروع قانون تجريم الدروس الخصوصية ، فإنه حالة العودة لتكرار ذات الجرم يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن ثلاث سنوات. 

وتتضمن بنود مشروع قانون تجريم الدروس الخصوصية أيضا أنه يعاقب بالغرامة التى لا تقل عن 5 آلاف ولا تزيد عن 50 ألف والحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن 3 سنوات، كل من ساهم أو اشترك بأية وسيلة فى ارتكاب تلك الجريمة،  و  فى جميع الأحوال يحكم بمصادرة الأشياء المضبوطة محل الجريمة.