رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد إبراهيم أبو سنة: «القلماوي» منعت صدور ديواني الأول من القاهرة.. ولن أكتب سيرتي الذاتية (حوار)

محمد إبراهيم أبو
محمد إبراهيم أبو سنة

يُعد أحد الأصوات الشعرية المتفردة من جيل الستينات، صدر له 14 ديوانًا، ومسرحيتين شعريتين، وأكثر من دراسة عن الشعر، كما ترأس البرنامج الثاني – الثقافى فيما بعد-؛ إنه الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، الذى تخرج فى كلية اللغة العربية جامعة الأزهر عام 1964، حيث كتب الشعر وهو طالب بالكلية وكانت قصائده تصل لملايين القراء فى جميع أرجاء الوطن العربى من المحيط إلى الخليج، من خلال مجلات وصحف مثل "الشعر، الآداب، الأهرام".

عن كواليس صدور ديوانه الأول "قلبى وغازلة الثوب الأزرق" عام 1965 من لبنان بدلاً من القاهرة، ولماذا لم يكتب سيرته الذاتية حتى الآن؟، وأسباب تراجعه عن كتابة المسرح الشعري، وكيف يرى تجربة شعراء سبعينات القرن الماضي؟، وتجربته الشعرية الممتدة التي تشكلت وسط موجات متتابعة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مرورًا بالرئيس محمد أنور السادات، ثم الرئيس مبارك وحتى يومنا هذا، كان لنا هذا الحوار:

-بداية.. فى لقاء صحفى لك عام 1987 لمجلة «الأقلام» عرفت الشعر أنه فن التعبير بالصورة.. هل طرأ جديداً فى تعريفك للشعر الآن في 2022؟

أولاً.. التعبير فى ذلك الوقت كان مرتبط باهتمام الشعراء بفن الصورة باعتبارها مجازاً وعبوراً إلى أفق الكون الشعري، رغم أن الكون الشعري الحقيقي يقوم على مرتكزات أولها اللغة، لكن اللغة الشعرية هي لغة التصوير والتجسيد والإيجاز هذه هي العناصر الثلاثة التي يمكن أن أقولها الآن فى تعريف الشعر.

وربما كان التعريف الأول للشعر موجزًا إلى حد كبير، لأن السينما هى فن التعبير بالصورة، والفن التشكيلى كذلك، ولو أننا توقفنا عند ان الشعر هو فن التعبير بالصورة سيكون تعريفًا مخلاً، لأن العنصر الأساسي في التعبير بالنسبة للكون الشعري هو اللغة، ولكن اللغة الشعرية هي لغة تجسيد وتصوير وإيجاز.

-فى ستينيات القرن الماضى بدأت قصائدك تظهر على صفحات مجلات الآداب والأديب والشعر خلال دراستك في كلية الدراسات العربية بجامعة الأزهر.. متى بدأت كتابة الشعر تحديدًا هل في هذا التوقيت أم قبل ذلك؟

بعد أن تخرجت عام 1964 في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر صدر ديواني الأول «قلبى وغازلة الثوب الأزرق» عام 1965 عن المكتبة العصرية في صيدا بلبنان، وما حدث أن تقدمت بهذا الديوان إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر لإصدار هذا الديوان وتم إحالته الى الدكتورة سهير القلماوى وبعد قراءة الديوان أفادت أنها راضية عن هذا الديوان، وما حدث أنه بعد قليل اتصلت موظفة فى المؤسسة بالدكتورة سهير القلماوي، وقالت لها إنها تأخرت فى إعادة الديوان إلى المؤسسة وهو ما جعل الدكتورة سهير القلماوى أنها غضبت من حديث الموظفة وهو ما استنفر فيها “الحالة التركية”، فقررت أن لا تعيد هذا الديوان أبدًا إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر.

عندما علمت بهذا الموقف تألمت كثيرًا فى وقت كنت فى مستهل حياتى العملية والمهنية، رغم أني كنت أنشر فى هذا الوقت فى العديد من المجلات العربية مثل الآداب والشعر والأهرام وغيرها من المجلات، وما حدث فى ذلك الوقت أنني التقيت بالصدفة بالصديق اللبنانى الطالب اللبناني الذي كان يدرس في كلية الآداب بقسم الفلسفة، هو معنى زيادة رحمه الله الذي أصبح استاذًا واحدًا أهم المفكرين في عالمنا العربي، وما حدث أنه تقدم به إلى المكتبة العصرية بصيدا في لبنان وصدر عن المكتبة العصرية في صيدا فى هذا العام.

-لك مسرحيتين شعريتين «حمزة العرب، حصاد القلعة» مقابل 14 ديوانا شعريا والعديد من الدراسات.. هل وجد المثقف محمد إبراهيم أبو سنة ضالته في الشعر، ولماذا تراجع المسرح الشعري في مصر؟

تراجع المسرح الشعري في مصر يعود إلى سبعينات القرن الماضى عندما اتجه الناس إلى المسرح الترفيهي والكوميدي، وما حدث أننى توقفت عن كتابة المسرح الشعري، لعدم توفر الدعم الكامل له وركزت فى كتابة الشعر، أما بالنسبة للدراسات التي أنجزتها كانت في ستينات القرن الماضي، وقت حصولي على منحتين للتفرغ عامي 1967 و1968.


-مرت تجربتك الإبداعية بالعديد من التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فمن النظام الاشتراكي في عهد الرئيس ناصر إلى انفتاح الرئيس السادات إلى رأسمالية مبارك.. كيف أثرت تلك التحولات في إبداعك؟

تمرست سياسياً خلال عملي بالهيئة العامة للاستعلامات لمدة 10 سنوات، ومع ذلك تمكنت طوال تجربتى أن أفصل بين اللغة السياسة واللغة الشعرية، ورغم أننا جيل الستينات كنا داعمين للأفكار الكبرى والقومية العربية، إلا أن ما حدث بعد ذلك هو أن الأجيال اللاحقة لنا لم تكن لديها الإيمان بالقضايا الكبرى، بل عبروا بشكل فردي عن ذاتيتهم.

-كيف يرى الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة تجربة شعراء السبعينيات خاصة مجموعة "المحلة" حلمى سالم وغيره ممن خرجوا عن تجربة شعراء جيل الستينيات وأنت منهم.. وأمل دنقل ومحمد عفيفي مطر؟

أرى أن من حق كل جيل أن يعبر عن تجربته حتى لو كانت مغايرة، وأنا دعمت الأصوات الشعرية من جيل السبعينات، خاصة من اصحاب التجارب المستمرة مثل حسن طلب وأمجد ريان وحلمي سالم.

-ترأست البرنامج الثقافي.. ومن البرامج التي قدمتها «ألوان من الشعر».. وفيه قدمت مختارات متميزة من الشعر «حديقة الأوراق» وفيه درست النصوص الأدبية وقمت بتحليلها تحليلاً فنيًا.. نريد أن تحدثنا عن تجربة البرنامج الثقافى.. وهل تتابعها الآن؟

من حسن حظي أنني اخترت هذه الإذاعة لأعمل بها بعد عملي في الهيئة العامة للاستعلامات، وأن أول من استقبلنى كان المترجم والمثقف الكبير فؤاد كامل، لأننى قمت بتقديم البرامج التى أحبها، كنت أعددت وقدمت برنامج « ألوان من الشعر» لمدة 25 عامًا وقدمت من خلاله أصوات الشعراء جميعا فى العالم العربي، بل قصائد مترجمة لشعراء عالميين، وكنت ألتقي يوميا بالشعراء والأدباء والنقاد والمفكرين الكبار، كنت يوميا أتغذى من على هذا النهر الثقافي الهائل الذي كان متفجرا منذ الستينيات، لكن هذا كان اختياري، كان من الممكن وأتيح لي وعرض على، أن انتقل إلى التليفزيون ولكنني رفضت، ودعني أشير إلى أن عملي في الإذاعة لم يبعدني عن كتابة الشعر.

-ماذا عن سيرتك الذاتية؟

لن أكتبها أبداً لأن تجربتي ليست سعيدة، حيث فقدت أمي وأنا فى السادسة من عمري، وجئت إلى القاهرة وأنا فى العاشرة، ومن ثم التحقت بالمدارس الدينية مرورًا بدراستي في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ولا أفكر في كتابة سيرتي، ولكن دونت بعضًا منها في كتبي.