رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: التفكير المستقيم يقتضى منا إدراك الواقع

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية إنه يجب على المؤمن معرفة الله - سبحانه وتعالى -، والله - سبحانه وتعالى - في كتابه أمرنا بالتفكير المستقيم حتى نتوصل به إليه ، ونتأكد من إيماننا به - سبحانه وتعالى - فإنه ما خلق الجن والإنس والسماوات والأرض والدنيا والآخرة إلا لنعبده - سبحانه وتعالى - {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.

وتابع "جمعة" قائلا : التفكير المستقيم يقتضي منا أن ندرك الواقع على ما هو عليه ، ومن أجل ذلك نعى الله - سبحانه وتعالى - على الكذب والافتراء وشهادة الزور ، ونعى - سبحانه وتعالى - على من غيّر الحقائق حتى وصل رسول الله ﷺ وهو قمة الدليل وهو قمة البرهان وهو قمة الاستدلال به ﷺ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}  إلى أن قال قولته التي تواترت عنه فرواها عنه أكثر من مائةٍ من الصحابة (من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) لأنه اختلق واقعًا غير الذي أراده الله ، لأنه بدأ في تفكيرٍ خرافي وترك التفكير العلمي الواقعي الحق الذي أُمرنا به حتى نصل إلى الله - سبحانه وتعالى.

وأضاف "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا: من أركان التفكير المستقيم أن نبتعد عن الأوهام والنبي ﷺ يقول: (كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع)، ومن أركان التفكير المستقيم أن نقيم البرهان والدليل على ما نقول {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ومن التفكير المستقيم أن نتبع هذه الخطوات التي في نهايتها سؤال للقلب والسمع والبصر عما يفعل وعما يعتقد ومن أركان التفكير المستقيم أن نبتعد عن الخرافة، وأن نعمل لتعمير الكون لا لتدميره حتى نصل إلى أمرٍ محسوسٍ نتركه وراءنا يراه الناس وينتفعون به {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }. فلابد من عملك أن يكون ظاهرًا نافعًا دائما (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) ، (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه) تفكير مستقيم يؤدي في النهاية إلى معرفة الله وهو أول واجب.. يؤدي في النهاية إلى اليقين.. يؤدي في النهاية إلى عمارة الكون ونفع الناس ، ويبتعد عن الترّاهات والكذب والافتراء ،وشهادة الزور ، والكلام الذي لا واقع له، والأهواء التي قد تتملك الناس {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا}.

وتابع: لا كلام مع ذلك الذي اتخذ إلهه هواه وسُدت المناقشة ؛ لأنها ليست قائمة على تفكيرٍ مستقيم وعلى عملٍ صالح وعلى عبادة الله وعلى عمارة الكون وعلى تزكية النفس {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} إنهم يشاغبون بمثل التفكير المستقيم ويتهمون هذا بمخالفة الواقع رد الله عليهم ويجب علينا أن نرد على كل دعوى كاذبة حتى نحرر عقول الناس من الأكاذيب {فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.