رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توتر كبير بين كوسوفو وصربيا.. ومخاوف من اضطرابات واسعة فى البلقان

البلقان
البلقان

أثارت الاضطرابات الحالية بين كوسوفو وصربيا، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مخاوف بشأن احتمال اندلاع اضطرابات جديدة في البلقان في وقت يركز فيه الحلفاء الغربيون على الحرب في أوكرانيا.

بداية التوترات بين صربيا وكوسوفو

قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إنه بعد أربعة عشر عامًا من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا، يستخدم 50 ألفًا من الصرب الذين يعيشون في الشمال لوحات ترخيص ووثائق صادرة عن السلطات الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة لعاصمة كوسوفو "بريشتينا"، بينما تم الاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة من قبل أكثر من 100 دولة، ولكن ليس من قبل صربيا أو روسيا.

كوسوفو

وجاءت التوترات الأخيرة بعد أن قالت "بريشتينا"، عاصمة كوسوفو، إنه اعتبارًا من يوم الاثنين فإن الأشخاص الذين يدخلون كوسوفو ببطاقات هوية صربية سيتعين عليهم استبدالها بوثيقة مؤقتة أثناء إقامتهم في البلاد.

وقالت الحكومة أيضا إن الصرب الذين لديهم لوحات تسجيل سيارات صادرة عن صربيا سيتعين عليهم تغييرها إلى لوحات تسجيل كوسوفو في غضون شهرين.

وقال رئيس الوزراء في كوسوفو" ألبين كورتي" إنها خطوة متبادلة لأن بلجراد تطلب الأمر نفسه من مواطني كوسوفو الذين يدخلون صربيا.

التوترات على الحدود بين صربيا وكوسوفو

كوسوفو تغلق المعابر الحدودية مع صربيا

وتعقيبًا على قرار إلزام الأشخاص الذين يدخلون كوسوفو ببطاقات هوية صربية باستبدالها بوثيقة مؤقتة أثناء إقامتهم في البلاد، فقد أوقف مئات الصرب، مساء الاحد، شاحنات وناقلات وعربات نقل ثقيلة أخرى على الطرق المؤدية إلى معبري يارينجي وبرنجاك مع صربيا، ما أعاق حركة المرور، وقالت شرطة كوسوفو إنها اضطرت لإغلاق المعابر الحدودية.

الحدود بين كوسوفو وصربيا

كورتى يلتقى السفير الأمريكى لتهدئة الموقف 

وبعد لقائه مع السفير الأمريكي في كوسوفو، جيفري هوفينير، أعلن ألبين كورتي، رئيس وزراء كوسوفو، عن تأجيل تطبيق النظام الجديد لمدة 30 يومًا، حتى الأول من سبتمبر القادم، وسط ترحيب أوروبي بقرار التأجيل.

حيث رحب جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بالتأجيل، وقال بوريل في تغريدة: "نتوقع إزالة جميع الحواجز على الفور"، مضيفًا أنه يجب معالجة القضايا المفتوحة من خلال الحوار الذي ييسره الاتحاد الأوروبي، والتركيز على التطبيع الشامل للعلاقات بين كوسوفو وصربيا.

صربيا تؤكد لم نتجاوز الخط الإدارى أو ندخل كوسوفو

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الصربية، في بيان نشرته وكالة «تاس» الروسية، عن أنه «بسبب الكم الهائل من المعلومات الخاطئة التي تنشرها إدارة بريشتينا (كوسوفو) على الويب من خلال حسابات مزيفة وبوابات منفصلة، والتي تشير إلى اشتباكات مزعومة بين الجيش الصربي وما يسمى بشرطة كوسوفو، فإن وزارة الدفاع تفيد بأن الجيش الصربي لم يتجاوز بعد الخط الإداري ولم يدخل إقليم كوسوفو وميتوهيا».

بينما قال الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، في خطاب موجه إلى المواطنين، إن الوضع في كوسوفو وميتوهيا أصبح معقدًا بقدر الإمكان بالنسبة للصرب.

وأهاب فوتشيتش بالسلطات الألبانية في كوسوفو بـ«الحفاظ على السلام»، وحذر من أن «صربيا ستنتصر» في حال حدوث أعمال عدوانية ضد الصرب في كوسوفو.

الوضع في الحدود بين صربيا وكوسوفو

ردود الفعل الدولية بشأن خلافات صربيا وكوسوفو

من جانبها، قالت البعثة التي يقودها الناتو في كوسوفو «كفور»، في بيان: "الوضع الأمني ​​العام في بلديات شمال كوسوفو متوتر"، مشيرة الى أن قوة كوسوفو "تراقب عن كثب" و"مستعدة للتدخل إذا تعرض الاستقرار للخطر".

وقالت في بيان لها إن «الوضع الحالي في الشمال صعب للغاية، ونراقب الموقف عن كثب».

وأضافت البعثة، في بيان: «تتسم الحالة الأمنية العامة في البلديات الشمالية لكوسوفو بالتوتر، وقواتنا تراقب الوضع عن كثب ومستعدون للتدخل إذا ما تعرض الاستقرار للخطر، وفقا لولايتها المنبثقة عن قرار مجلس الأمن 1244 الصادر عام 1999».

ودعت جميع الأطراف إلى «مواصلة المفاوضات، من المهم أن يستمر هذا.. وهذا أمر بالغ الأهمية للسلام والأمن الإقليميين.. ولن تكون هناك آفاق حقيقية لمستقبل أفضل في البلقان، دون الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية وسيادة القانون والإصلاحات الداخلية وعلاقات حسن الجوار»، مؤكدة أن الحوار البناء مفتاح الاستقرار الإقليمي.

أما في موسكو ، فقد ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، باللوم في التوتر المتزايد على ما وصفته "بالقواعد التمييزية التي لا أساس لها" التي تفرضها سلطات كوسوفو.

 

جذور تاريخية للصراع بين صربيا وكوسوفو

سبق وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008، لكن الصرب الذين يشكلون الأغلبية في المنطقة الشمالية لا يعترفون بسلطة بريشتينا، ولا يزالون موالين سياسياً لصربيا التي لا تزال تقدم الدعم المالي.

وفشلت المحادثات التي يقودها الاتحاد الأوروبي بين كوسوفو وصربيا، والتي بدأت في عام 2011 في تحقيق أي تطبيع للعلاقات.

وتم الاعتراف بكوسوفو بالفعل من قبل حوالي 100 دولة ، بما في ذلك الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، لكن صربيا ترفض القيام بذلك.

ولا تزال التوترات بين البلدين عالية، وتحافظ بعثة الناتو، التي يبلغ قوامها 3770 جنديًا على الأرض، على سلام كوسوفو، كما التزم البلدان في عام 2013 بإجراء حوار برعاية الاتحاد الأوروبي لمحاولة حل القضايا العالقة ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر.