رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تطبيق أول نموذج عملي.. القصة الكاملة لزراعة غابات المانجروف وأهميتها

غابات المانجروف
غابات المانجروف

تسعى الأجهزة المعنية كافة في الدولة للبحث عن كل ما يمكن أن يساعد في عملية التغيرات المناخية والحد من أضرارها المؤثر سلبًا على الدول، ومن ضمن الملفات التي عملت عليها هي إعداد دراسة تتناول مبررات اقتصادية للتوجه نحو التوسع في مشروعات زراعة المانجروف باعتباره إحدى أولويات دول العالم للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية الشواطئ من مخاطر المناخ وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول التي تعاني من هشاشة شواطئها.

في هذا الصدد، قال الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، إن نبات المانجروف اكتشفه العرب منذ فترة طويلة وهذا النبات لا ينمو إلا في خط عرض يسمح بنموها مثل الخليج العربي وفي البحر الأحمر أي في مناطق محددة.

وأضاف علام في تصريح لـ"الدستور" إن المانجروف من النباتات التي تتمتع بمزايا غير عادية في تثبيت الشاطئ، موضحا أن الأمواج والتيارات المائية تسبب جرف للشاطىء ولكن هذا النبات يمنع تجريفه، والميزة الأخرى لها لاحظنا نمو الجمبري والقشريات تحت جذور هذا النبات فله مزايا غير عادية، ويعتبر أيضا مصدر مياه نقية للإبل فالجمل يعلم أن ورق المانجروف يجد منها مياه عذبة لذلك يعتبر محطة تحلية مياه طبيعية.

وأوضح أن غابات المانجروف يعتبر من النباتات التي لديها علاقة بالتراث العالمي ولذلك مطالبا عالميا بحمايتها كجزء من المحميات الطبيعية وله مناطق تسمى حدائق الشورى تقوم بتثبيت الساحل وتساهم في خفض انبعاثات غازات الكربون.

إعداد دراسة اقتصادية للتوسع في غابات المانجروف

وبالفعل انتهى اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة من إعداد أول دراسة اقتصادية للتوسع في زراعة غابات المانجروف على سواحل الدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي، مقرونة بدراسة الجدوى البيئية والسياحية لخدمة هذه الدول وتحويل الدراسة إلى أول نموذج عملي تم تطبيقه في مصر لخدمة التعاون الأفريقي والدولي.

وأشار أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب إلى أن مصر من أوائل الدول التي اهتمت بالمانجروف بالتعاون مع الجانب الياباني الذي لفت نظرنا لأهميته وجاءت استجابة مركز بحوث الصحراء بالتوسع في زراعة المانجروف لأنه يعتبر جزء من حماية البيئة البحرية.

ولفت إلى أن البيئة البحرية تتكون من الشاطئ والأشجار والشعب المرجانية والأسماك ولذلك يمثل جزء من منظومة بحرية برية وجوية، ويعتبر إنقاذ للمناطق القاحلة وشديدة القحولة بالنسبة للجمال والماشية التي تأكل ورق المانجروف لذا له مزايا عديدة.

مصر أولى الدول لزراعة غابات المانجروف 
تعتبر مصر من أولى الدول الأفريقية التي أقامت مشاتل لزراعة شتلات المانجروف على طول ساحل البحر الأحمر، وتم تمويل المشروع من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ويقوم بتنفيذه كل من مركز بحوث الصحراء ومحافظة البحر الأحمر.

وتشير التقديرات الأولية لهذا المشروع من الناحية الاقتصادية والبيئية إلى أن تكاليفها تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار ويحقق عائدا يتجاوز 10% من تكلفته مع الانتهاء من تنفيذه وتسترد التكاليف خلال 10 سنوات من تنفيذه، فضلا عن اعتباره أحد النماذج الدولية للمشروعات الخضراء.