رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ليست كورونا».. دراسة تربط الفقدان السريع لحاسة الشم بمرض الزهايمر

مرض الزهايمر
مرض الزهايمر

أصبح فقدان حاسة الشم المفاجئ سمة مميزة لمرض "كوفيد-19" ، لكن العلماء يحذرون من أنه قد يكون أيضًا علامة مبكرة على الإصابة بالخرف.

ووفقًا لموقع "الديلي ميل"، كانت الدراسات قد ربطت في السابق بين الفقدان التدريجي للرائحة واضطراب الذاكرة، لكن بحثًا جديدًا يشير إلى أن التدهور السريع قد يكون مؤشرًا أفضل. 

وراقب باحثون أمريكيون أكثر من 500 من كبار السن في الولايات المتحدة لمدة 20 عامًا تقريبًا، ممن عانوا من فقدان الشم على مدى عدة سنوات كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر مرتين تقريبًا   مقارنة بأولئك الذين فقدوا رائحتهم على مدى عقود.

- الدراسة تقدم دليلًا حول العلاقة بين الرائحة والخرف

وقال كبير مؤلفي الدراسة البروفيسور جايانت بينتو، من جامعة شيكاغو، إن هذه الدراسة "تقدم دليلًا آخر" حول العلاقة بين الرائحة والخرف.

واقترح إجراء اختبارات الرائحة بشكل شائع مثل فحوصات السمع والبصر لكبار السن لفحص المرض، في حين أن حاسة الشم غالبًا ما تعتبر أقل أهمية من البصر والسمع، إلا أنها تزود الدماغ بمعلومات حيوية.

وتلعب الذاكرة دورًا حاسمًا في القدرة على التعرف على الروائح، وقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة وجود صلة بين الإحساس والتدهور المعرفي، حيث أظهرت الدراسات أن "تشابكات" بروتين أميلويد في الدماغ - وهي علامة منبهة للخرف - تظهر غالبًا أولًا في مناطق الدماغ المرتبطة بحاسة الشم والذاكرة، لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان هذا الضرر يتسبب بالفعل في انخفاض حاسة الشم لدى الشخص.

وأراد البروفيسور بينتو وفريقه التحقيق فيما إذا كانت هذه التغييرات مرتبطة بفقدان الشخص للرائحة ووظيفة الدماغ بمرور الوقت. 

فيما قالت المؤلفة الرئيسية، راشيل باسينا، الباحثة في الجامعة: "كانت فكرتنا أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض سريع في حاسة الشم بمرور الوقت سيكونون في حالة أسوأ - وأكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الدماغ وحتى مرض الزهايمر نفسه - من الأشخاص الذين يعانون من ذلك يتراجع ببطء أو يحافظ على حاسة الشم الطبيعية".

- تفاصيل التجربة

راقب الباحثون 515 شخصًا في السبعينيات من العمر، لم يكن لديهم في البداية الخرف أو مشاكل معرفية، لمدة 20 عامًا، وعاش المتطوعون جميعًا في دور المسنين وخضعوا للاختبار سنويًا لقدرتهم على التعرف على بعض الروائح وعلامات الخرف. كما خضع البعض لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.

وتم قياس تراجع حاسة الشم لديهم من خلال درجاتهم في اختبارات حاسة الشم، والتي تم رسمها بعد ذلك على رسم بياني. تم تصنيف الاتجاه التنازلي في المنحدر على أنه حاد أو منخفض أو غير متغير أو محسن، كما تم تشخيص حوالي 100 من المجموعة بالخرف أو ضعف الإدراك. 

 وأوضحت الدراسة، أن أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض الزهايمر التقليدية ولكنهم عانوا من انخفاض سريع في حاسة الشم لديهم، كانوا أكثر عرضة بنسبة 89 في المائة للإصابة بحالات سرقة الذاكرة مقارنة بأولئك الذين فقدوا حاسة الشم ببطء أكبر.

كما تم ربط الخسارة الحادة في حاسة الشم بالمخاطر الأكبر لحدوث حجم أصغر للمادة الرمادية في أجزاء من الدماغ مرتبطة بالرائحة والذاكرة، مقارنة بأولئك الذين لديهم انخفاض أبطأ، وواحد من كل أربعة أشخاص لديه الجين وهو أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بثلاث مرات من أولئك الذين لا يعانون منه.

ويأمل الباحثون في نهاية المطاف في إجراء تشريح للجثث على المتطوعين، والذي يعتبر المعيار الذهبي لتأكيد ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض الزهايمر، لتوسيع نتائجهم.