رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: الدول العربية واجهت تحديات على صعيد الحوكمة قبل كورونا

برنامج الأمم المتحدة
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه قبل تقشي جائحة كورونا واجهت دول المنطقة العربية سلسلة من التحديات على صعيد الحوكمة، اشتدت حدتها في الكثير من الحالات منذ انتقاضات 2011 التي هزت المنطقة واجتاحت موجة تفاؤل العالم العربي أواخر العام 2010 في أعقاب تحركات واسعة النطاق للشباب تخللتها مشاركة نسائية كبيرة للمطالبة بالمزيد من الحقوق وبحوكمة خاضعة أكثر للمساءلة وسريعة الاستجابة. 

أضاف البرنامج، في تقرير له، أن هذه الانتفاضات بدأت في تونس وبعدها مصر، لتمتد لاحقًا إلى ليبيا، واليمن والجمهورية العربيه السورية، وبعض الدول العربيه الأخرى بدرجات أقل، وتراوحت المطالب الشعبية في المنطقة زيادة المساءلة ولتوفير مساحة أكبر من الحرية والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية غير أنه بعد مرور عقد من الزمن، لم يتم تحقيق التغييرات المطلوبة بالكامل. وفي الكثير من الحالات بقيت المشاعر مختلطة إزاء احتمال قيام حولمه خاضعة أكثر للمساءلة وسريعة الاستجاية.

وشهدت تونس التغييرات الأكبر بفضل انتقالها إلى حكومة تمثيلية، على الرغم من أن عملية الإصلاح التي تشهدها تعثرت وهو وضع يهدد الإنجازات المحققة حتى الآن. أما في العراق فسهلت الاتفاقات بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان عامي 2019/2020 وعملية إرساء الاستقرار شمالي البلاد، ما سمح للنازحين بالعودة إلى ديارهم والمشاركة في عملية إعادة بناء الدولة، كما ساهمت المطالبات بتعزيز المساءلة في إحداث تغيير محدود على صعيد التمثيل، وأثرت على الانتخابات البرلمانية عام 2021. 

شهد السودان تطورات إيجابية حيث قادت التعبئة الشعبية دقة الإصلاحات، لكن عملية الإصلاح الديمقراطية في البلاد تعثرت خلال 2022.

واستجابت بعض دول المنطقة للمطالب من خلال إجراء إصلاحات جزئية أو محاولة تبديد المخاوف الاقتصادية التي تنتاب الشريحة الشبابية، وفي العديد من دول مجلس التعاون الخليجي والدول المتوسطةالدخل، ثم تقديم بعض التنازلات وسط منح الاستقرار الأولوية باعتباره شرطا مسبقا للازدهار الاقتصادي، غير أن دعوات إصلاح الحوكمة لا تزال قائمة، كما تبين في التجمعات الشبايية الحاشدة التي شهدتها الجزائر والعراق ولبنان والسودان.