رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خفايا السياسة والحكم والصحافة فى «وكر الوطاويط» لإحسان عبدالقدوس

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

عن الدار المصرية اللبنانية صدرت المجموعة القصصية "وكر الوطاويط" للروائي الكبيرالراحل إحسان عبدالقدوس وبغلاف ولوحة عمرو الكفراوي الذي يميل في عالمه في الرسم والتشكيل إلى الغموض الفني والتقني من حيث طرح وجوه شخصيات العمل السردي بقليل من الإفشاء والكثير من الغموض والحجب حتى فيما يخص تلك المساحات من الوجوه التي تتأرجح في طللها ما بين الشبق والانكسار وخشية البوح وهي تجربة جديدة وفريدة في سكة الرسام الفنان عمرو الكفراوي.

وفي القصص الست، الطويلة والمعنونة تحت أسماء، وكر الوطاويط، زئير في الأحلام والحياة في أقفاص، على بركة الله يا ابنتي، منتهى القوة، أحلامه تأخذه مني، كان يصطاد سمكة،  يبحث السارد الكبير إحسان عن مسميات ومعان ودلالات أو تفسيرات أخرى للصداقة والعشق والحب والقرب حتى بين معشر الرجال وتحديدًا عندما تتدخل المصالح والمنافع الشخصية في متن الصداقة وتحديدًا فيما بين هؤلاء الرجال المرتبطين بمهن سياسية حساسة في النظام الحاكم، القصص كتبت في طبعتها الأولى فترة السبعينيات وكان تحمل الكثير من الدلالات والرموز فيما يخص آليات القهر والتسلط التى كانت تدير وتتحكم فيها وبها السلطات السياسية في كل من له علاقة فعلية تمارس في مجالات السياسة والصحافة.

حيث يرى في هذا الزمن الماضي تجليات القسوة والاستبداد والعصف بكل فكر حر وخلاق كان دافعه رفعة الوطن قبل المواطن القصص لا تتوقف كثيرًا في عمومها أو فواصل عوالمها التى تمزج السياسي بالرومانتيكى بالواقعي بالحياتى والمعيشي أيضًا أمام ما يسمى بالحبكة القصصية بقدر لغتها الموحية التي تخلل الثابت والمستقر في الإيقاع بل والصراع المجتمعي حقب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وهي السنوات التي تتناولها القصص الست التي تؤكد جارة الكاتب الروائي/ القاص/ السياسي البارع إحسان عبدالقدوس والذي ظلم كثيرًا فينا يخص علاقاته بعالمه السردى ونتاجاته المتنوعة العميقة والأهم موقف النقاد من تلك الكتابات الجسورة والجريئة وتحديدًا فيما يخص زوتفرد به إحسان في تبنى حياة المرأة/ البنت / الأنثى المصرية والعربية في ظل هيمنة الفزع من قبل سلطات ذكورية.

وولد إحسان عبدالقدوس في أول يناير 1919 وتخرج في كلية الحقوق في العام 1942 وبدأ حياته كاتبًا سياسيًا ورئيسًا لتحرير مجلة روزاليوسف التى أسستها والدته فاطمة اليوسف، فجر قضية الأسلحة الفاسدة التي استخدمت في حرب فلسطين. 

وتقلد العديد من المناصب الصحفية كان آخرها رئيسًا لتحرير ومجلس إدارة مؤسسة الأهرام وبعدها تفرغ للكتابة حتى وفاته في الحادي عشر من يناير 1990وأنتج المئات من القصص والروايات والتى حول غالبيتها لأعمال درامية، في السينما وعلى الشاشة الصغيرة بالتليفزيون حصل على العديد من أرفع الأوسمة وشهادات التقدير المحلية والعالمية.