«بيروت الثمانينات»| «يوم الشمس» رواية جديدة للكاتبة هالة كوثراني

صدر عن دار “نوفل” اللبنانية رواية “يوم الشمس” للكاتبة الروائية هالة كوثراني، والتي تغوص من خلالها في أزمنة معاصرة وماضية تتوقف عندها الروائية لتطرح أزمات جمة تشرح في السياسي والإجتماعي والثقافي / الفكري، ببنية لاهثة كعادة الساردة المتمكنة من تلك العوالم الفريدة التي دائماً تري بوضوح وهمس يكاد يفوق الصراخ، مع لغة بناء جمالية تزخرفها بمستويات عدة من رؤى اتساع خارطة الحكي وهذا رغم بعد الكاتبة عن الثابت بل والمتحجر فيما يخص الآليات اللغوية والبنائية في تلك الأعمال وهذا لفرادة ما وخصوصية حتى في طرح وتقنية ما تكتبه أو تسرده.

تدور الرواية ويغوص حراك موضوعها في صورة بحث البطلة عن مصير أمها القتيلة تبحث الشخصية الرئيسة "رؤيا" عن نفسها. وهي مثل أمها الفنانة الموهوبة ترسم الحروف، "ترسمها مفكّكة ملوّنة معبّرة تجتمع فيها متعة البصر وتخيّل سماع موسيقى الحروف والرغبة في اللمس".

رؤيا الرواية تسرد الأحداث خلال زمنين متداخلين، ربيع ١٩٨٥ وربيع ٢٠١٩، وهي تحاول الهروب من الماضي والتعامل مع الحاضر بلامبالاة. كما تشكّ بالمعاني وتعانق الحروف كأشكال فنية، فتجد المعنى في شكل الحرف، في فنيته. لكن رحلتها الداخلية خلال الرواية تحمل لها التغيير. 

وقالت هالة كوثراني في تصريح لـ"الدستور" عن تلك الآليات المستخدمة في تقنيات السرد: الحرف العربي "بطل" في هذه الرواية، والتي تطرح أيضاً أسئلة الأمومة بمعناها التقليدي، وترسم بيروت في الزمن الحاضر من خلال طواف رؤيا فيها. كما تركّز الرواية على مرحلة معارك الشوارع في بيروت الثمانينيات التي صنعت من إحدى الشخصيات، مالك، نموذجاً لأعضاء الميليشيات الذين حصدوا غنائمهم الصغرى خلال الحرب والكبرى في زمن السلم من خلال الانقضاض على الدولة.

"زينب وعليا ومالك ونديم والأب الذي محا المرض ذاكرته بعدما كان حضوره في حياة ابنته ممحواً، والأم والعمة الحاضرتان الغائبتان" شخصيات تطوف في حياة رؤيا مثل الحروف الهائمة التي أرادتها جزءاً من هويتها. تضمّ صفحات الرواية حروفاً خطتها الفنانة المبدعة كارلا سالم. 

يذكر أن الكاتبة هالة كوثراني، والمولودة في بيروت والدارسة للعلوم السياسية (بكالوريوس في الآداب) والأدب العربي والحاصلة على (ماجستير) من الجامعة الأميركية في بيروت. 

كوثراني  صدر لها عن دار الساقي خمس روايات هي «الأسبوع الأخير» (٢٠٠٦) و«استديوبيروت» (٢٠٠٨) و«علي الأميركاني» (٢٠١٢) و«كاريزما»(٢٠١٤) و«يومان ونصف» (٢٠١٩)، وعن دار هاشيت أنطوان كتاب «غابريال شانيل: خيوط حياتها» (٢٠١٧) و«يوم الشمس» (٢٠٢٢). 

وقد حازت روايتها «علي الأميركاني» بجائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة (2012).