حنان أشرف: أصبحت أدير مشغلي دون أن يسرقني المحاسب بعد حياة كريمة

أقرأ يوميًا حتى لا أنسى.. زينب صبحي حنان أشرف، أحد أصحاب المشروعات الصغيرة، فهي تدير مشغلها الخاص، بالنقوشات الإضافية على فساتين السهرة والزفاف، ويعمل معها حوالي 15 فتاة، بعضهم تعليم متوسط، أو غير متعلمين، ولأنها كانت تعيش في أسرة متشددة تمنع خروج الفتاة من المنزل، إلا أنها بدأت تعيش حياتها بعد وفاة زوجها، الذي نقل معيشتها لمدينة البدرشين، التابعة لمحافظة الجيزة. 

قالت "حنان"، لـ«الدستور»، إنها بدأت في تحمل مسئولية أطفالها بعد وفاة زوجها، فبعد أن حصلت على حقها الشرعي من الميراث اشترت عدد من مكينات الخياطة، وافتتحت مشغلًا صغيرًا، وتخصصت في تطريز فساتين السهرة والزفاف، لأن ربحها كبير، ويساعد في سد تكاليف العمل، وأجور الموظفين، والخامات المستخدمة، إلا أن أصعب المشاكل التي كانت تواجهها هي عدم قدرتها على القراءة والكتابة، ما كان يقف حائلًا أمام قدرتها على حساب النفقات والتكلفة، وإتمام الأوراق الرسمية.

 تابعت: كنت أستعين بشخص يعمل محاسبًا وكاتبًا للمشغل، إلا أن جهلها كان يجعل أغلب من عملوا معها يسرقون أموالها، مشيرة: "كنت كل فترة أودي الورق الخاص بالحسابات لحد بيعرف يقرأ، وأخليه يشوفه علشان يقولي المحاسب ده أمين ولا لا.. وكل مرة كنت بتصدم أن تعبي بيتسرق، بسبب جهلي". 

استكملت "أشرف" أن رغبتها في التعلم ظلت تلاحقها، حتى عرفت من أحد الشباب التابعين لفرق الرصد والبحث الميداني التابعين لـ«حياة كريمة»، يخبرها بأن المبادرة تنظم فصولًا لمحو الأمية، فعلى الفور طلبت الانضمام لها، وبالفعل تقدمت بالأوراق المطلوبة، والتي تمثلت في صور شخصية، وصورة طبق الأصل من بطاقة تحقيق الشخصية، مشيرة: "اخترت مواعيد فصل الأمية الخاص بي بالمواعيد المسائية، حتى أكون قد انتهيت من عملي في المشغل". 

أشارت إلى أنها حرصت على حضور الفصول في موعدها، والاستماع لجلسات التثقيف والنقاش، التي كان ينظمها المعلمين لمساعدة الأهالي على تغيير وعيهم الثقافي، والاجتماعي، مؤكده: "كانت هذه النقاشات تساعدني على تغيير وجهة نظري في عدد من القضايا، كان في مقدماتها ختان الإناث". 

أضافت "حنان" أن حياتها تغيرت بعد نجاحها في اجتياز امتحان محو الأمية، قائلة: "شعرت أنني أولد من جديد، وأن حياتي بدأت منذ هذه اللحظة التي أمسك بها شهادة نجاحي، وأنني الآن فخورة بنفسي أكثر من أي وقت مضى"، مشيرة: "أصبحت أدير مشغلي بنفسي دون أن يسرق أحد من رزقي ورزق العاملين معي".

اختتمت "حنان" أنها تشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي على تدشينه لـ«حياة كريمة»، التي ساعدتها في تحمل أعباء عملها، وتوفير فرص عمل جديدة لأهل القرية.