رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة بيونج شول مؤسس «سامسونج»: بائع سكر يصبح صانعًا للمستقبل

رحلة بيونج شول
رحلة بيونج شول

بدأ رجل الأعمال الكورى الشهير بيونج شول، مؤسس شركة «سامسونج» الرائدة عالميًا فى مجال الإلكترونيات، فى تكوين ثروته الضخمة من متجر للبقالة وبيع السكر، ثم تدرج لصناعة الصوف والتصدير، ومن ثم دخل عالم الإلكترونيات.

وخلال تلك الرحلة الشاقة، عانى «شول» من الحروب التى وقفت عائقًا فى طريقه خلال أغلب الفترات، لكنه استخدم كل عقبة لتحقيق هدف جديد، بل استطاع إثبات براءته من التهرب الضريبى، حيث حاول منافسوه الإيقاع بشركته العملاقة لكنه صمد.

كان «شول»، نجل مالك عقار ثرى، تم إرساله للدراسة فى جامعة واسيدا فى طوكيو لكنه لم يكمل الدورة، وفى عام ١٩٣٦ استخدم ميراثه لفتح مطحنة أرز ثم فى عام ١٩٣٨ انتقل إلى تايجو وأنشأ شركة «Samsung Trading Company»، وهى شركة تجارية وشاحنات صغيرة، ولكنها مربحة تتعامل فى الأسماك المجففة والخضروات والفواكه وتصديرها إلى منشوريا وبكين، وسامسونج تعنى «ثلاث نجوم» فى اللغة الكورية.

بعد هزيمة اليابان خلال الحرب العالمية الثانية ومجىء آلاف الجنود الأمريكيين خلال الحرب الكورية فى أوائل الخمسينيات من القرن الماضى، نمت ثروة «شول» عندما حصلت سامسونج على عقود كبيرة للإمدادات الغذائية والنقل. كما وسع «شول» تجارة البقالة إلى المنسوجات، وافتتح أكبر مصنع للصوف فى كوريا، فى ذلك الوقت كانت كوريا واحدة من أفقر البلدان فى العالم، وأسهم فى إعادة تطوير اقتصاد بلاده من خلال التركيز بشكل كبير على التصنيع.

عندما تولى الجنرال بارك تشونج هى السلطة فى ١٩٦١ كان «شول» فى الولايات المتحدة، وكان يخشى العودة لأن الجيش كان يجرى تحقيقات مع كبار رجال الأعمال، وفى النهاية تفاوض على عودته ووعد بالتعاون مع الجنرالات.

فى العقود التالية كانت كوريا والعالم فى حاجة إلى الإلكترونيات، فكر «شول» فى تحويل سامسونج إلى مجال الإلكترونيات، واستطاعت احتلال أعلى مراكز السوق فى التليفزيون والأجهزة المنزلية وبطاقة الذاكرة وأجهزة أشباه الموصلات الأخرى، كما أصبحت رائدة فى التأمين ضد الحريق والتأمين البحرى.

كانت السبعينيات عقدًا محوريًا لنجاح «شول» وشركته، فبدأ فى تصدير المنتجات الإلكترونية المنزلية إلى الخارج، وبحلول عام ١٩٧٨ أنتج ٤ ملايين جهاز تليفزيون بالأبيض والأسود، وهو أكبر عدد فى العالم فى ذلك الوقت.

فى العام نفسه، افتتحت سامسونج أول مكتب خارجى لها فى الولايات المتحدة، وصدرت أول VCRs إلى أمريكا فى عام ١٩٨٤، وفى ذلك الوقت غيرت الشركة اسمها إلى Samsung Electronics CoLtd وتجاوزت المبيعات تريليون وون.