رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

8 سنوات من العمل.. السيسي يضع مصر على قائمة دول العالم الأكثر إنتاجًا للغاز

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

8 سنوات مرت على مصر، نجح فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي في تحويلها من دولة مستهلكة للغاز الطبيعي ولديها عجز في توفير تلك الوسيلة المهمة للطاقة لتصبح دولة مصدرة للغاز، من خلال تحقيق عدد كبير من الاكتشافات بشرق المتوسط وتنفيذ مشروعات قومية عملاقة، كان لها أكبر الأثر في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد من الغاز والمنتجات البترولية، ووضع مصر على قائمة أكثر دول العالم إنتاجًا وتصديراً للغاز.

ويوافق اليوم، 8 يونيو، الذكرى الثامنة لتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد عام 2014، وخلال فترة ولايته، شهد قطاع الغاز الطبيعي، تطورًا كبيرًا مع وضع الدولة المصرية نصب أعينها خطة طموحة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز، والمساهمة في تأمين احتياجات الأسواق العالمية، وجعل أنظار العالم تتجه إلى مصر كأحد أفضل المصادر البديلة للطاقة، لاسيما مع اتجاه أوروبا الفعلي لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا. 

"الدستور" ترصد في السطور التالية أبرز إنجازات الرئيس السيسي في هذا الملف وأهم اكتشافات الغاز التي أعلنت عنها الدولة في عهده وساهمت في وضع مصر على الخريطة العالمية لتداول وتجارة الغاز الطبيعي وجذب شركات عالمية للاستثمار في مجالات البحث والاستكشاف.

مستويات غير مسبوقة من إنتاج وتصدير الغاز

نجح قطاع البترول خلال السنوات الثماني الأخيرة في عهد الرئيس السيسي في زيادة إنتاج البلاد من المنتجات البترولية وخاصة الغاز الطبيعي إلى معدلات غير مسبوقة، وتأمين إمدادات البلاد سواء من خلال الإنتاج المحلى لتلبية الجزء الأكبر من احتياجات السوق المحلى واستكمال تلبية باقى الاحتياجات من خلال الاستيراد سواء للمنتجات البترولية أو للغاز الطبيعى المسال الذى تم التوقف عن استيراده بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي محلياً. 

وخلال 2021، وصلت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال إلى 6.5 ملايين طن وذلك مقارنة بنحو 1.5 مليون طن في 2020، وحققت في الربع الثالث من ذات العام  أعلى معدل نمو عالمي وصدرت نحو 600 ألف طن، حسب بيانات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".

ويعود النمو المستمر في حجم الصادرات إلى إعادة تشغيل مجمع الإسالة في دمياط في شهر فبراير 2021، بعد توقف دام لمدة 8 سنوات، حيث قامت مصر بتصدير أول شحنة من الغاز المسال من المصنع- الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 5 ملايين طن سنويا- في مارس 2021، مما أدى إلى زيادة صادرات الغاز المسال بنسبة 123.3%، لتبلغ 6.7 مليون طن عام 2021، مقارنة بـ 3 مليون طن عام 2013، إلى جانب استمرار تشغيل مجمع "إدكو" الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 7.2 مليون طن سنويا.

وتعد مصر ثاني أكبر مساهم في نمو صادرات الغاز المسال على مستوى العالم، بالفترة من يناير إلى أغسطس 2021، كما تعد المصدر العربي الأسرع نمواً للغاز المسال، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة،

وفي ديسمبر 2019، بلغ إنتاج الغاز الطبيعى أكثر من 7 مليار قدم مكعب يومياً ، ما يكشف حجم ما تم إنجازه من مشروعات لتنمية وإنتاج الغاز الطبيعى والزيت الخام منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد.

الاكتفاء الذاتي من الغاز في مصر

نجحت مصر في عهد الرئيس السيسي في تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018، ومن ثم عادت إلى الخريطة العالمية لتصدير الغاز الطبيعي والمسال، حيث سجلت عام 2018/2019 إنتاج بحجم 66.1 مليار م3، والاستهلاك 61.8 مليار م3، والفائض 4.3 مليار م3، بحسب تقرير صادر عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء. 

وتحولت مصر إلى مستورد للغاز الطبيعي منذ عام 2014/2015، حيث وصل العجز لـ0.2 مليار م3، بعدما سجل حجم الإنتاج 46.8 مليار م3،.واحتلت مصر المركز الـ14 عالمياً والخامس إقليمياً والثاني أفريقياً في إنتاج الغاز عام 2020، بحجم إنتاج سنوي بلغ 58.5 مليار م3، وفقاً لبريتش بيتروليم.

مشروعات تطوير حقول الغاز الطبيعي في مصر

حققت مصر في عهد الرئيس السيسي ما يقرب من 30 مشروعًا في مجال تطوير الغاز، في الفترة منذ يوليو 2014 حتى سبتمبر 2021، باستثمارات تزيد على 22 مليار دولار، ودفع الإنتاج القوي للغاز في مصر، وارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، الصادرات المصرية إلى تحقيق هذا النمو، ونفذ قطاع النفط 7 مشروعات جديدة بعد بدء تطبيق برنامج تطوير مصافي التكرير، باستثمارات زادت على 5 مليارات دولار، بطاقة إنتاجية إجمالية للمنتجات النفطية وصلت إلى 6.2 مليون طن (37.2 مليون برميل).

وخلال الفترة من يوليو 2014 حتى يونيو 2021، وقعت مصر 99 اتفاقية بحرية بترولية جديدة مع الشركات العالمية للبحث عن البترول والغاز باستثمارات بلغ حدها الأدنى نحو 17 مليار دولار، ومنح توقيع تقدر بنحو 1.1 مليار دولار لحفر 384 بئراً 

وبفضل مشروعات تنمية حقول الغاز، بلغت القدرة الإنتاجية الحالية لمصر من الغاز الطبيعي سنوياً 73.4 مليار م3، وتتمثل أبرز تلك المشروعات في مشروع تنمية حقل ظهر بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 28 مليار م3، ومشروع تنمية حقل ريفين بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 8.7 مليار م3، وأيضاً مشروع تنمية حقل نورس بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 4.6 مليار م3.

وساهم ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال عالمياً، في معاودة تصدير مصر من محطة "إدكو"، حيث نجحت في تصدير عدة شحنات للسوق الأوروبي والآسيوي مستفيدة من ظروف السوق المواتية.

وخلال العام الجاري، اتجهت شركة النفط والغاز الإيطالية العملاقة "إيني" لتعزيز تعاونها مع مصر، في إطار مساعيها لتنويع وارداتها من الطاقة، ومواجهة تحديات أمن الطاقة لدى عدة شركاء دوليين في دول شمال إفريقيا وعلى رأسهم مصر كونها تمتلك أكبر احتياطيات غاز مؤكدة في المنطقة.

وفي مارس 2022، أبرمت شركة "إيني" الشهر الماضي صفقات مع الحكومة المصرية تسمح بزيادة إنتاج الغاز وصادرات الغاز الطبيعي المسال، مما يسهم في تعزيز صادرات الغاز المصري إلى أوروبا، حيث تتيح تلك الاتفاقيات إمكانية نقل ما يصل إلى ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المصري المسال إلى أوروبا وتحديدًا إيطاليا هذا العام.

منتدى غاز شرق المتوسط

وفي أكتوبر 2018، بادرت مصر بفكرة إنشاء تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط خلال قمة جزيرة كريت بين زعماء مصر وقبرص واليونان، حيث تم توقيع ميثاق المنتدى في سبتمبر 2020، ودخل حيز النفاذ في مارس 2021، والذي بمقتضاه أصبح منظمة دولية حكومية، وتعد المنظمة مظلة للتعاون والتكامل الإقليمي لاستغلال موارد الغاز التي تزخر بها منطقة شرق المتوسط لتحقيق أقصى فائدة للمنطقة.

 اكتشافات الغاز في مصر

حقل ظهر يعد أكبر حقل غاز في مصر تم اكتشافه في البحر الأبيض المتوسط في عام 2015، حيث سجل 4.9 مليار م3 في عام 2017/2018، وبلغ حجم الإنتاج 54.6 مليار م3.

وافتتح السيسى المشروع في 31 يناير 2018، ويهدف إلى الوصول بمعدلات الإنتاج الى 3 مليار قدم مكعب غاز يومياً ، وبتكلفة استثمارية إجمالية حوالي 15.6 مليار دولار (التكلفة حتى نهاية عمر المشروع) وتم بدء الإنتاج من الحقل بعد 28 شهر من تحقيق الاكتشاف وهو رقم قياسي عالمياً حيث تتراوح هذه المدة من 6 إلى 8 سنوات، هذا وقد تم الوصول بمعدلات الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب يومياً في أغسطس 2019.

وحققت الدولة عدد 295 اكتشافاً بترولياً جديداً (197 زيت خام، 98 غاز) بمناطق الصحراء الغربية والشرقية والبحر المتوسط وسيناء والدلتا وخليج السويس، منذ تولي الرئيس السيسي الحكم حتى عام 2020، وأضافت هذه الاكتشافات احتياطيات بترولية قدرهـا حوالي 371.619 مليون برميل زيت ومتكثفات، وحوالي 38 تريليون قدم 3 غاز طبيعي.

وساهمت سياسات تحسين مناخ الاستثمار في قطاع البترول والغاز وقصص النجاح في اكتشافات الغاز الطبيعى المصرى في جذب أكبر شركتين بهذا القطاع عالميا للعمل في مصر لأول مرة في مجال البحث والاستكشاف عن الثروات البترولية والغازية وهما اكسون موبيل وشيفرون اللتين قررتا الاستثمار في البحث عن البترول والغاز بمناطق عدة بغرب وشرق المتوسط والبحر الأحمر.