رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تجديد الثقة.. هل يسير «جونسون» على خطى «تيريزا ماى»؟

بوريس جونسون وتيريزا
بوريس جونسون وتيريزا ماي

يترقب الشعب البريطاني مرحلة ما بعد تجديد الثقة في رئيس الوزراء بوريس جونسون، لاسيما خلال حالة الانقسام التي يمر بها حزب المحافظين بسبب دعم جونسون.

أسباب أزمة جونسون 

وبدأت فصول الأزمة قبل عيد الميلاد عام 2020، حين كانت بريطانيا فى حالة إغلاق وتباعد تام بسبب جائحة كورونا، بينما شارك «جونسون» فى حفلات بمقر إقامته الرسمى، ومع كشف صحيفة «ذا ميرور» ووسائل إعلام أخرى تفاصيل تلك الوقائع، خصوصًا حفل توديع مستشاره العسكرى، ستيف هايام، أثناء فترة الإغلاق الوطنى الشامل، بدأت الحكومة تحقيقًا رسميًا مع رئيس وزرائها للوقوف على حقيقة ما حدث.

تراجع شعبية بوريس جونسون

وكشفت جلسة مجلس العموم، الإثنين، عن مدى تراجع شعبية رئيس الوزراء البريطاني، ولاسيما بعد إعلان العديد من النواب عن تأييدهم لسحب الثقة منه، من بينهم نائب وزير الخارجية الذي أعلن عن استقاله من منصبه نهائياً بسبب اختراق جونسون لقواعد التباعد الاجتماعي.

من ناحية أخرى، نشر موقع ConservativeHome الإلكتروني البريطاني، نتائج استطلاعه الخاص للأعضاء حول ما إذا كان ينبغي على نواب حزب المحافظين التصويت لسحب الثقة من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهذا يظهر أن أغلبية ضئيلة (55٪) تقول إن عليهم التخلص منه، 41٪ يقولون إن النواب يجب أن يدعموه.

هذه هي المرة الأولى التي تكشف الاحصائيات أن جونسون يجب أن يرحل، رغم أن رئيس الوزراء كان في أسفل قائمة استطلاعات مجلس الوزراء الشهر الماضي، وبتقييمات سلبية، بحسب الجارديان.

وفي ديسمبر الماضي، أشار استطلاع إلى تراجع معدل التأييد لرئيس الوزراء البريطاني وحزبه المحافظ الحاكم، بعد سلسلة من الفضائح، مع اعتقاد غالبية الناخبين بضرورة استقالته الآن.

ووجد استطلاع أجراه معهد أوبنيوم لحساب صحيفة أوبزرفر، أن دعم المحافظين، الذين حققوا تقدما قويا في استطلاعات الرأي منذ فوزهم الساحق في انتخابات 2019، انخفض أربع نقاط إلى 32%، بينما ارتفع التأييد لحزب العمال المعارض إلى 41%، في أكبر تقدم له منذ عام 2014.

وتراجع أيضا التقييم الشخصي لجونسون إلى أدنى مستوى له منذ الانتخابات، منخفضا 14 نقطة عما كان عليه الحال قبل أسبوعين. وأظهر الاستطلاع أيضا أن 57% من الناخبين يعتقدون أنه يجب أن يستقيل، ارتفاعا من 48% قبل أسبوعين.

انقسام داخل الحزب الحاكم

من جانبه قال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر إن حزب المحافظين انقسم على دعم بوريس جونسون، في أولى تعليقاته بعد نجاته من تصويت بسحب الثقة.

وكتب في تغريدة على تويتر إن "الخيار أكثر وضوحا من أي وقت مضى: المحافظون المنقسمون يدعمون بوريس جونسون دون خطة لمعالجة القضايا التي تواجهها".

ويرى مراقبون فوز بوريس جونسون بـ60% من الأصوات يعد "هزيلاً".

ففي عام 2018 على سبيل المثال، فازت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي باقتراع مماثل، لكنها استقالت وغادرت مكتب رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت بعد 8 أشهر فقط.

وحذر أحد كبار المحافظين من "حرب عصابات" في حزبه حتى الانتخابات العامة المقبلة، مع محاولات أخرى للإطاحة بجونسون في أعقاب فضيحة "بارتي جيت".

وفي هذا الصدد، يتوقع مراقبون استمرار نزيف شعبية بوريس جونسون، والتي قد تؤثر بدورها على شعبية حزب المحافظين، مما قد يعيد سيناريو تيريزا ماي، ويضطر جونسون للاستقالة على نفس خطى رئيسة الوزراء السابقة.