رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التاريخ السينمائى ليسرى نصر الله.. بدأ بلبنان وتتلمذ على يد شاهين وتمرد عليه

يسري نصر الله
يسري نصر الله

تناولت مجلة نقد 21 في ملف خاص عددا من المقالات لكبار وشاب النقاد السينمائيين عن المخرج الكبير يسري نصر الله، وذلك احتفاءً بتجربته ومسيرته السينمائية. 

وأكد الناقد “جورج صبحي ” أن نصر الله بدء حياته الفنية بلبنان، وتتلمذ على يد شاهين في مصر، إلا أنه تمرد عليه، وتناول مقال "أمال منورة ببصمته" للكاتب والناقد جورج صجي بدايات المسيرة الفنية ليسري نصر الله، ونفى أن تكون بداياته الفنية مع يوسف شاهين كما يعتقد البعض، ليؤكد أن بداياته جاءت بلبنان بمعمله كناقد فني، ومن ثم مساعد مخرج حتى عاد إلى القاهرة في بداية الثمانينيات، وتبدأ محطته الأولى في القاهرة مع المخرج يوسف شاهين كمساعد مخرج  بفيلم "حدوتة مصرية"، ويتبعها بفيلم "الوداع يا بونابرت" عام 1985.

ويذهب جورج صبحي إلى تصدير أوجه الاختلاف بين يسرى نصر الله ويوسف شاهين، وعلى حد وصف البعض بأن الأول هو أحد أنجب تلاميذ شاهين، إلا أن الاختلاف الذي ذهب إليه يسرى نصر الله يبين ويوضح مدى المسافة بين رؤى وتفكير كلاهما، وذلك يظهر واضحا عبر أول أفلامه "سرقات صيفية" 1988، والذي يظهر مدى التباين بين التمليذ والأستاذ إذا جاز التعبير، وليكون هذا الفيلم بداية تأسيس لمدرسة يسرى نصر الله السينمائية، والذي قدم رؤيته الواضحة لواقع ما عاشه بكل ما فيه من خسارات وخيبات وانتصارات وأحلام.

 

ومن بعد قدم يسري نصرالله  فيلم "مرسيدس" عام 1993، والذي جاء بمثابة ترسيخًا لمدرسة يسري نصر الله السينمائية وتعاطيه مع قضايا المجتمع، ومن بعده جاء الفيلم الوثائقي "صبيان وبنات"، ومن  ثم جاء فيلم "باب الشمس" والذي يعد بمثابة تجسيد لذروة رؤى وقناعات  يسري نصر الله بما أتيح له من جمعه ما بين الواقعية والملحمية، ويؤكد الكاتب على أن ليسرى نصر الله  لم يكن أسلوبا جامدا واحدا، بل كان يتطور ويختلف دائما بمرور الوقت وهذه من أهم سماته.

تناول الكاتب لتجربة يسرى نصر الله مع فيلم "جنينية الأسماك"، ومن بعد فيلم "أحكي يا شهرزاد"، ومن ثم جاءت أفلامه بعد ثورة يناير والتي منها "18يوم"، وفيلم "بعد الموقعة" وفيلمه الأخير "الماء والخضرة والوجه الحسن".

محمود الغيطاني: يسري نصر الله أعاد صياغة التاريخ بنظرة ذاتية 

وذهب الناقد محمود الغيطاني عبر مقاله "يسرى نصر الله إعادة  الصياغة الذاتية للتاريخ" إلى أن  تناول البعض وذهابهم إلى التأكيد على  فيلم “سرقات صيفية” ليس مجرد فيلمًا تاريخيًا يعرض تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بعد ثورة 1952، لكنه في حقيقته كان فيلما شديد الذاتية يعرض فيه نصر الله أجزاءً من سيرته الذاتية، إثر الثورة وقراراتها الاشتراكية  التى أعلنتها  الثورة عليه وعلى عائلته، ومن ثم طبقته الاجتماعية التي انهارت تماما وتفسخت نتيجة هذه القرارات.

ويشير الغيطاني إلى أن نصر الله عبر فيلمه الأول أراد إعادة صياغة التاريخ مرة أخرى، ولكن من وجهة نظر شخصية، ومن خلال معايشته لما حدث بمنظور شديد الذاتية، يخصه وحده كأحد الأشخاص الذين عانوا مما حدث بعد ثورة 1952.  

تناول الفيلم العلاقة بين طبقة الإقطاع وبين قرارات ثورة يوليو الاشتراكية، فهو سيرة ذاتية للمخرج تبدأ أحداثها في يوليو 1961م، حيث تاريخ القرارات الاشتراكية التي أعلنها الرئيس جمال عبد الناصر وتأثيرها على أسرة الطفل "ياسر" الإقطاعية، وثورتهم على القرارات التي أفقدتهم الكثير من ثورتهم نتيجة هذا التأميم، في الوقت الذي يرتبط فيه ياسر بصداقة الطفل "ليل" الفلاح الفقير، ومع مرور السنوات يضطر ياسر للسفر إلى القاهرة، ليتم تعليمه، ثم إلى بيروت للعمل كصحفي هناك، وحينما يعود إلى بلدته يجد بيت  العائلة قد تهدم.

ويرى الغيطاني أن نصر الله أكد على التفسخ الاجتماعي الذي أحدثته الثورة لطبقته بسبب قرارات الثورة.

وقد كتب في نفس الملف الناقد البحريني حسن حداد "سرقات صيفية: مُغامرة فنية تحتفي بالذاتية"، بينما كتبت المونتيرة والناقدة المصرية صفاء الليثي بعنوان "يسري نصر الله: من الهم الذاتي إلى التعبير عن الآخر"، وكتب الناقد البحريني طارق البحار بعنوان "يسري نصر الله: قلب التقاليد الشعبية رأسا على عقب!"، كما كتبت السيناريست والناقدة المصرية ماجدة خير الله مقالها "يسري نصر الله والتمرد على جلباب شاهين.