رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عرب يصفون للدستور صعوبة تحمل إرتفاع درجات الحرارة ومخاطرة على الحياة

الحياة فى درجة حرارة ٥٠.. مخاطر التغيرات المناخية على صحة الإنسان والبيئة

درجات الحرارة المرتفعة
درجات الحرارة المرتفعة

مع دخول فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة ، لتتخطى في آواخر مايو الـ ٤٥ درجة مئوية في عدد من بلاد العالم منها دول عربية على رأسها والعراق والسودان ومصر.

 

وبحسب هيئة الأرصاد الجوية تستمر فترة الصيف من يوم ٧ مايو وحتى ٧  أغسطس بدرجات يتوقع أن تصل إلى ٥٠ درجة مئوية في بعض الدول.

 

“الدستور” تواصل مع عدد من الاشخاص الذين عبروا عن معاناتهم مع ارتفاع درجات الحرارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففي البداية قال زياد سيف ٣٤ عاما من العراق إنه واجه صعوبة في التنفس بسبب إرتفاع درجات الحرارة التي تخطت ال ٤٠ درجة.

 

وأكد أنه لم يكن الوحيد الذي واجه ازمة صحية بسبب حرارة الجو انما عدد كبير من زملائه في العمل، موضحاً أن الشركة التي يعمل بها لا يوجد في كل مكانبها مكيفات هوائية باردة ويعتمد غالبيتهم على مراوح سقف، لكن من شدة الجو الحار اجتمع معظم المواظفين في الغرف التي بها مكيفات الهواء.

وأكمل: بادرت بالاطمئنان على والدى ووالدتى عدة مرات خوفا عليهم من أن يصيبهما مكروه بسبب هذه الاجواء شديدة الحرارة، منوها انه طالبهم بأن يقوموا بالاغتسال بالماء عدة مرات لترطيب اجسادهما وتخفيف موجة الحر بالماء البارد.

 

ومن جهة أخرى، عبر محمد منصور من السودان عن معاناته مع موجة الحر قائلا: إنه لم يتمكن من استكمال عمله اليوم، فهو يعمل مهندسا مدنيا في الخرطوم وبسبب الجو الحار جدا شعر انه على وشك فقدان الوعي للحظة.

وأضاف انه توجه لمشرف المشروع وقال له إنه لا يستطيع استكمال العمل ويشعر بعدم اتزان وصعوبة في التركيز، منوها انه كاد يسقط من اعلى موقع الإنشاءات فكتب له موافقة على الانصراف واعطوا باقي الزملاء في الموقع فرصة للتوقف عن العمل وتأجيله للساعة ال٦ صباح اليوم الثاني.

 

وتابع: ارجو ان يعفو الله عن عباده ويغفر لهم ويخفف عنهم، مؤكدا ان هذا الجو قد يتسبب في مقتل الانسان فجاة، مشيرا إلى أن احد زملائه دخل المستشفى بسبب ضربة شمس اثناء عمله في الموقع.

 

وفي ذات السياق، نوه منتصر سالماني ٥١ عاما من العراق، أنه يعاني منذ بداية مايو في انتاجيات المحاصيل حيث ان اوراق الاشجار تتعرض للجفاف السريع بالاضافة إلى حاجة التربة للري بشكل اكبر بسبب تعرضها للجفاف.

واوضح ان كل ذلك يحدث بسبب درجات الحرارة العالية، مما يتسبب في أزمات في المحاصيل والفواكه التي تدبل بشكل كبير بسبب الاجواء الحارة

 

وقال محمد كريم ٣٧ عاما مبرمجا في إحدى الشركات المصرية إنه يعمل في المواقع لرسم خريطة الشبكات الإلكترونية وتصادف انه عمل عدة ايام في منطقة  بطريق إسكندرية الصحراوي لكنه لم يتمكن من إتمام عمله بسبب شدة ارتفاع الحرارة التي تخطت ال ٣٥ درجة، فذهب وحاول الجلوس في سيارته بعدما شعر بحالة اعياء شديدة في مدة قصيرة.

 

وتابع: اجواء مصر حارة في الصيف لكن مؤخرا بدا يشعر بحالة تعب شديدة كلما عمل في هذا الجو على حد وصفه

 

 

خبير بيئة: ارتفاع الحرارة يقتل الأرض ومن عليها

قال الدكتور مجدى علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن الوطن العربي يشهد هذه الأيام موجات حارة، وان ما يعنيه تغير المناخ هو ارتفاع درجات الحرارة في الارض التي تتكيف عند درجة محددة وارتفاع هذه الدرجات حتى ولو بدرجة واحدة يتسبب بكوارث  وخطير على الحياة ليس فقط على الانسان وانما كل ما يعيش على الكرة الارضية، الامر قد يتسبب بإنهاء الارض ومن عليها.

وتابع: عام 2020 على سبيل المثال كان من أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق ما تسبب في مشاكل عالمية كحرائق الامازون وفيضانات كالفورنيا وموت عدد كبير من الحيوانات والاسماك ووفاة العشرات في الهند.

وأكد أن هذا العام بدا يشهد ارتفاعا ملحوظا يظهر مؤشرا خطيرا حيث  تزيد درجات الحرارة ويمكن أن تزيد من صعوبة العمل والتنقل، وتبدأ حرائق الغابات بسهولة أكبر وتنتشر بسرعة أكبر عندما تكون الظروف أكثر سخونة، وتحترق المعدات والسيارات بسبب إرتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، و هناك تهديدا على المحيطات ولكن ليس بسبب التلوث ولكن من ذوبان الجليد التى رفع منسوب المحيطات بالمياه والتى بالتالي أثرت على شواطئ الإسكندرية وشواطئ بلدان العالم، واحدثت تسونامي سابقا في امريكا واليابان ودول أخرى.


تأثير الحرارة على صحة الإنسان

قال الدكتور علي سعيد، استشاري في أمراض  القلب والباطن أن مخاطر ارتفاع درجات حرارة الجو على صحة الانسان خطيرة للغاية ومن مخاطرها هو ما تسببه من فشل الجسم في التمكن من إتمام عملية تبريد الجسد ما يسبب في زيادة نشاط ضربات القلب.

 

واردف أن درجات الحرارة المرتفعه تكون عندما يصبح الجو حارًا ابتداءا من وصول درجة الحرارة في الظل إلى 32 درجة مئوية، فيصبح الانسان الذي يتعرض لهذه الاجواء في خطر وعرضة للتعرض لمخاطر ضربات الشمس والتي في كثير من الاحيان تتسبب في توقف القلب او المخ والتسبب في حالة جفاف عامة.

 

وحذر الدكتور في حديثه للدستور انه لا يجب الاستهانه بخطورة ارتفاع درجات الحرارة، وما يسببه تغير المناخ من ازمات غذائية وصحية وبالتالي اقتصادية.

ونوه أن تعرض الانسان لهذه الاجواء يفقد جسده كثير من السوائل ويعرضه للجفاف، وتبخر العرق سريعا بسبب الحر يفقد الجسد قدرته على تبريد الجسم عن طريق التعرق، فترتفع درجة حرارته، فتعمل وظائف الجسد بشكل اسرع واكبر مما يتسبب في انهاك عام وفقدان للطاقة سريعا وهذا وبالتالي سيؤدي في كثير من الناس للتعب والارهاق واحيانا يؤدي إلى فقدان الإنسان للوعي، وفي بعض الحالات إلى الموت كما شهدنا غي بعض الدول في السنوات الاخيرة الماضية.

 

وأضاف الدكتور كمال سعيد أن ارتفاع درجات الحرارة يجعل الجسد يقوم بعملية ارتخاء للعضلات ويصبح غير قادرا على تناول الطعام بشكل كاف بسبب الشعور بالتعب وارتاخ كافة العضلات بما فيها المعدة ويصبح الانسان مجهدا لدرجة انه لا يستطيع ممارسة مهامه بشكل طبيعي، ويبدأ بفقدان الشهية، والتعرق والضيق وفقدان المعادن نتيجة زيادة التعرق مما يدلع الشخص لعدم قدرته على السيطرة على أعصابه ويصبح سريع الغضب.


أعراض ضربة الشمس

قال الدكتور أحمد زهران طبيب المخ والاعصاب بجامعة عين شمس إن تعرض الإنسان لضربة شمس قد يتسبب في توقف المخ والقلب عن العمل بسبب فشل الجسم بإتمام عملية التبريد عن طريق إفراز العرق، ما يؤثر على مراكز ضبط الحرارة في المخ، ويرتفع السائل حوله مؤديًا إلى احتقان يؤثر بدوره على وظيفة القلب والتنفس.


ونصح بشراء مظلات وقبعات تحمي الراس من التعرض المباشر للشمس، بالاضافة إلى ارتداء ملابس واسعة وخفيفة والابتعاد عن الالوان الغامقة التي تجذب أشعة الشمس  ولا تعكسها.


وحذر من  المجهود الحركي في هذه الاجواء فالقلب والمخ يكونا في حالة نشاط زائد بالفعل لتبريد الجسد ما قد يتسبب بوقف عضلة القلب، مؤكدا على ضرورة تبريد الجسم بشكل دوري بالسوائل وغسل الرأس والوجه والرقبه والاطراف بالماء  للتخفيف عن النشاط الداخلي ومساعدة الجسد في عملية التبريد والابتعاد عن السوائل الساخنه التي تحتوي على الكفايين او السكر بشكل كبير حفاظا على نشاط القلب.