رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ردود أفعال متباينة حول أول جلسات البرلمان اللبناني الجديد

البرلمان اللبناني
البرلمان اللبناني

أعلن مجلس النواب اللبناني نبيه بري، رئيسًا له، بعد حصوله على 65 صوتًا، في أول جلسة يعقدها البرلمان الجديد، والتي تعتبر المرة السابعة التي يُنتخب فيها «بري» لرئاسة المجلس.

وكانت الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في 15 مايو الماضي، قد فتحت المجال لوصول 13 نائباً مستقلاً على الأقل إلى البرلمان، انبثقوا جميعًا من تظاهرات 17 أكتوبر 2019، التي طالبت بإسقاط كل الطبقة السياسية التقليدية، جراء الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في البلاد، والفساد الذي نهش الدولة من جذورها.

 

صاحب أطول ولاية

بهذا الانتخاب أو تجديد الولاية، أصبح «بري» البالغ من العمر 84 عامًا، صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب في العالم العربي، والأرجح في العالم، بعد سلسلة أزمات شهدها لبنان، وذلك بحسب ما أفادت وسائل إعلام لبنانية ومنها قناة النهار.

وترصد «الدستور» أبرز ردود الأفعال، فعقب انتخاب «بري» رئيسًا لمجلس النواب، وبالتزامن مع بث تلك النتائج على وسائل الإعلام المحلية، انطلقت العديد من ردود الافعال التي تم وصفها بالعاصفة، فقد شارك مئات اللبنانيين مقاطع من جلسة الانتخاب حيث تلا أحد النواب ما كتب على أوراق التصويت، كما سادت حالة من الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات، بعد امتناع «بري» عن قراءة أوراق الاقتراع التي تضمنت عبارات عدة، والتي تعد ملغاة.

لكن عددا من النواب بينهم المستقلون اعترضوا على ذلك قبل أن يعود بري ويوافق على قراءتها علنًا، وقد جاء في بعضها عبارة «العدالة لضحايا انفجار المرفأ»، في إشارة إلى عرقلة التحقيق في انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من أغسطس 2020. 

وهناك عبارة أخرى وهي «العدالة للمودعين»، في إشارة إلى الانهيار الكامل واحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف، وكذلك عبارة «لقمان سليم»، الناشط المعارض لحزب الله الذي اغتيل من دون أن يكشف منفذو الجريمة حتى الآن، وعبارة «الجمهورية القوية»، ليرد بري بعبارة «ملغاة»!

 

جنبلاط يدق ناقوس الخطر 

وبدوره، علق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، اليوم الأربعاء، على جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس أمس، محذرًا من «انتقام» قوى ٨ آذار . 

حيث غرد «جنبلاط» عبر حسابه الرسمي عبر «تويتر» اليوم: «بعد هزيمة الأمس للأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق، قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من أجل مواجهة جبهة 8 آذار السورية الايرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم أحد لبنان».

 

الطبقة السياسية تعيد إنتاج نفسها

فيما علقت الكاتبة السياسية، سابين عويس، على جلسة النواب اللبناني أمس، مشيرة إلى أنه بعد هرج ومرج الانتخابات، وأشهر من الشحن الطائفي على وقع شعارات رنانة، عاد القديم إلى قدمه؛ ليثبت أن النظام العميق غير قابل للكسر بأدوات تفتقد الى النضوج السياسي والحنكة والدهاء في التعامل مع سلطة متجذرة النفوذ.

وتابعت: «بالأمس، أعادت الطبقة السياسية انتاج نفسها، وتعويم سلطتها التي كانت شريحة كبيرة من اللبنانيين اعتقدت أنها نجحت في اختراقها وافقادها أكثريتها في صناديق الاقتراع، فأتت نتائج انتخابات هيئة مكتب المجلس النيابي؛ لتسقط نتائج الانتخابات بضربة قاضية؛ ولتؤكد أن التعويل على القوى المسماة تغييرية في تكريس أكثرية جديدة مُنبثقة من القوى المعارضة والمستقلة لم يكن في محله».

وأضافت: «بحيث عادت الأمور إلى مربعها الأول، بعدما اتضح أن الأجندات الخاصة والحسابات الشخصية والصفقات لم تكن حكراً على فريق السلطة الذي جمعته مصيبة الخسارة، بل هي نخرت وجوهاً كان يؤمل أن يشكل اتحادها قوة تعزز مسار التغيير، لم تكن انتخابات الهيئة الجديدة لمكتب المجلس معركة أحجام وتمثيل كتلك التي خاضت على أساسها مختلف القوى الاستحقاق الانتخابي، بل كانت في الدرجة الأولى معركة تكريس نفوذ قادها "حزب الله" مع حلفائه التقليديين والجدد من الوافدين حديثاً الى ساحة النجمة، وهو نجح في ضبط إيقاعها بما سمح له ان يقود معركته بأقلية وإنما صلبة مقابل أكثرية مشتتة، فانتزع».

ومن جهته، كان قد قال النائب غياث يزبك لو سائل اعلام لبنانية: «لن نكشف عن المفاجأة التي تحضّرها القوات اليوم.. ورح نسكّت كلّ يلّي بدّو يتصيّد بمياه القوات وهذه المرة المياه لن تكون سهلة».