رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطاع الثروة الحيوانية بمصر

أسعار الأعلاف والثروة الحيوانية.. ارتفاع يهدد بخسائر جسيمة

الثروة الحيوانية
الثروة الحيوانية

ارتفاع غير مسبوق يضرب أسعار الأعلاف وخاصة محصول البرسيم الذي يعتبر قاطرة النهوض بالثروة الحيوانية في مصر، وقد يسبب هذا التفاقم الناشئ  في الأسعار وقوع  خسائر فادحة لمربيي الثروة الحيوانية.

في الوقت نفسه عزف الكثير منهم عن تربية الماشية تجنبًا لتلك الخسائر، ولكن وزارة الزراعة تبذل جهود مضنية من أجل العبور من تلك الأزمة، جاهدةً فى محاولة خحل تلك المشكلات التي تواجههم  في قطاع الثروة الحيوانية.

تستعرض “الدستور” تأثير ارتفاع أسعار الأعلاف على معدل الإنتاج الحيواني بمصر.

نقيب عام الفلاحين: نفتقر إلى المراعي الطبيعية في مصر وهو بدوره يهدد الثروة الحيوانية بمصر

 حسين عبدالرحمن أبو صدام

في البداية، يقول الحاج حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، لـ“الدستور”: هناك تحديات عدة تهدد الثروة الحيوانية في مصر، وهذا يحتم علينا رصد تلك التحديات والعمل على تلاشيها في أسرع وقت، وأشار إلى إن ارتفاع أسعار الأعلاف الفترة الأخيرة سبب خسائر جسيمة لدى مربي الماشية، بالإضافة إلى حدوث تفاقم كبير فى أسعار اللحوم الحمراء.

وأوضح أبوصدام أن  70 بالمائة من الإنتاج الحيواني في مصر يعتمد على الأعلاف، والارتفاع الناشئ في الأعلاف يؤدي إلى ارتفاع في تكلفة اللحوم الحية وارتفاع منتجات اللحوم كافة، مشيرًا إلى إن هناك عجز بالمزروعات العلفية، وكذالك مصانع الأعلاف بمصر، وبالتالي تتفاقم أسعار الأعلاف، وخاصة وأن مصر تستورد معظم احتياجها من الأعلاف من دول الخارج،  كفول الصويا أو الذرة الصفراء، ومن ثم  يشكل تأثير بالغ على الثروة الحيوانية. 

ويستكمل حديثه: مربي الماشية يعتمد في فصل الشتاء بعملية تسمين الماشية على الأعلاف الخضراء  كالبرسيم، البونيكام كغذاء رئيس، حيث يسهم ذلك في تخفيف التكلفة عليه مقارنة بالأنواع الأخرى، منوهًا إلى عدم العلف الجيد للماشية  يؤدي إلى تقلص حجم إنتاجية قطاع الثروة الحيوانية، وبالتالي يستوجب الاهتمام بإنتاج الأعلاف حتى  ننمي الثروة الحيوانية وخاصة أننا نفتقر إلى المراعي الطبيعية في مصر.

كما وجه نقيب عام الفلاحين  فى ختام حديثه لـ “الدستور” نصائح عدة  لمربي الماشية كان أبرزها: الاهتمام  بالتطعيمات والأمصال فى ظل انتشار الأوبئة في مثل هذا التوقيت من كل عام، والحفاظ على نظافة المزراع لتجنب حدوث خسائر للماشية، لا سيما التفاني فى إتمام عملية العلف  بالشكل الأمثل، حتى تكون هناك إنتاجية ممتازة.

خبير زراعي: أزمة اللحوام الحمراء ستواصل في الارتفاع حتى عيد الأضحى المبارك

ومن جانبه أكد دكتور حسام رضا، خبير زراعي ومدير عام الإرشاد الزراعي السابق، ضرورة توفير الكميات المناسبة من الأعلاف لدعم مربيي الماشية، لمواجهة الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الأعلاف بتلك الآونة، ولإمكانية امتصاص عواقب  ارتفاع الأسعار علي الثروة الحيوانية في مصر موضحًا أن أعلاف الماشية تكون مزيج من الذرة وتركيبات أخرى تعمل على زيادة معدلات البروتين والأملاح،  وغالبيتها يتم استيرادها من الخارج، ومع  الأزمة الناشئة بين روسيا وأوكرانيا، ستشهد ارتفاعًا كبيرًا وغير مسبوق.

ويتابع أن مصر تعتمد على أعلاف البرسيم كغذاء أساسي للماشية، والذي يكون دائما في تنافس مستمر مع محصول القمح ومن ثم يتأثر بدرجة كبيرة بارتفاع  سعره، مضيفًا أن كثب القطن  كان يمثل حل مؤقت لتلك الأزمة، ولكن ما ينتج عنه من كميات ضئيل للغاية حيث أن المساحة المنزرعة منه تبلغ  200 ألف فدان منه فقط.

ويوضح أنه لكي يتم حل أزمة تفاقم أسعار اللحوم الحمراء يستوجب إبرام اتفاقية مع السودان لاستيراد اللحوم الحمراء، نظرًا لامتلاكها ثروة حيوانية كبيرة، كما أشار إلى أن مصر تستورد الأعلاف من دولتي الأرجنتين وأمريكا، مشددًا إلى خطورتها الجسيمة على الثروة الحيوانية بمصر لزراعتها بالهرمونات مسببة السرطان، معلقًا “محتاجين نوع من التكامل في زراعة الذراة وعباد الشمس واستيراد اللحوم من السودان”.

ويختتم حسام رضا حديثه لـ“الدستور”، أن أزمة اللحوم ستواصل في الارتفاع، وخاصة مع اقتراب بعيد الأضحى المبارك، منوهًا إلى ضرورة دعم مربي الماشية من قبل  وزارة الزراعة والجهات المختصة بالدولة لإمكانية امتصاص عواقب تلك الأزمة، والحفاظ على معدل إنتاج مصر من الثروة الحيوانية.