رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خدمات طبية «ديليفرى».. «حياة كريمة» تقدم توعية صحية لسيدات القرى حتى باب المنزل وبالمجان

خدمات طبية
خدمات طبية

أولت مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتمامًا خاصًا بصحة السيدات، خاصة فى القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا، ولم يقتصر هذا الاهتمام على إرسال قوافل طبية لعلاج مختلف الأمراض التى تصيبهن، بل امتد ليشمل كذلك تنظيم زيارات إلى منازلهن.

واستهدفت الزيارات المنزلية توعية السيدات بالأمراض المزمنة وكيفية الوقاية منها، والوسائل الخاصة بالحمل وتنظيم الأسرة، وأتاحت المتابعة الدورية للنساء اللاتى يعانين من أمراض مزمنة، مع تقديم كل ذلك بالمجان.

«الدستور» تواصلت مع عدد من الزائرات الصحيات؛ لمعرفة ما يقدمنه من خدمات خلال هذه الزيارات المنزلية، كما تواصلت مع بعض سيدات القرى المستفيدات اللاتى تحدثن عن دور الخدمة فى علاجهن من مختلف الأمراض وتمتعهن بصحة أفضل.

هالة الكومى: أتابع 200 سيدة.. ونواجه الأمراض المزمنة

لم تكن لدى هالة الكومى، البالغة من العمر ٢٨ عامًا، وتقطن قرية «شبرا اليمن» التابعة لمركز زفتى فى محافظة الغربية، أى معرفة بمفهوم «التوعية»، سواء الطبية أو المجتمعية بصفة عامة، لكن مبادرة «حياة كريمة» وصلت إلى قرية «شبرا اليمن»، وطلبت الاستعانة بفتيات متعلمات لتقديم مجموعة من الرسائل التوعوية لسيدات القرى، فتقدمت «هالة» للمشاركة فيها بالفعل.

وبعد أن تم قبولها، تلقت هالة الكومى تدريبًا فى وزارة الصحة والسكان عن سبل إيصال المعلومات الصحية للسيدات، وبعد حصولها عليه أجرت حصرًا شاملًا لعدد من السيدات المستهدفات فى قريتها وعدة قرى مجاورة، تضمن بيانات حول أعمارهن وعدد أبنائهن.

وقالت «هالة» إنها توجهت إلى منازل هؤلاء السيدات بعد حصر بياناتهن، وفى البداية لم يتقبلن فكرة الدخول إلى منازلهن، لكن بعد معرفتهن بانتمائها إلى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» سعدن بذلك وتقبلن الفكرة، خاصة بعد معرفتهن تفاصيلها كاملة.

وكشفت عن أنها مسئولة عن نشر التوعية الصحية بين ٢٠٠ سيدة فى قريتها والقرى المجاورة، تزورهن عدة مرات خلال الشهر، بهدف تحقيق الاستجابة المرجوة، موضحة أنها زارت ٥٦ سيدة بالفعل حتى الآن، ونشرت بينهن توعية حول كل الأمراض المزمنة، والعادات الضارة التى تؤثر على صحتهن بالسلب.

وبيّنت أنها قبل زيارتها السيدة المستهدفة تتواصل معها هاتفيًا، لمعرفة الموعد الملائم للزيارة، ثم تتوجه إليها فى هذا الموعد، لعقد جلسة نقاشية تراعى خلالها توصيل المعلومة الصحية بطريقة مبسطة جدًا.

فاتن العشرى: تدربنا على أيدى أكفأ أطباء «الصحة»

قالت فاتن العشرى، ٢٧ عامًا، إن الزيارات المنزلية لتوعية سيدات القرى نجحت بشكل كبير فى تثقيفهن صحيًا، خاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الأمراض المزمنة وتلك التى تصيب الأطفال تحديدًا.

وأوضحت أنه تتم توعية السيدات بطرق التغذية السليمة للأطفال، ومتابعة «السكر» و«الضغط» للمصابات بهما، إلى جانب الاطمئنان على صحة النساء الحوامل، وإجراء متابعة أسبوعية لهن، وإجراء فحص الثدى، ومتابعة للطفل المولود ومعرفة وزنه وطوله، وغيرها من الخدمات.

وكشفت عن مواجهتهن صعوبة فى بداية الأمر لأن السيدات كن لا يثقن فى خبرتهن الكافية لتوعيتهن وتوجيههن، لكن بعد إخبارهن بالتدريب الذى خضعت له الزائرات فى وزارة الصحة والسكان، وأن مبادرة «حياة كريمة» تولت مسئولية التأكد من اجتيازهن إياه، رحبن بتواجدهن وزياراتهن المتكررة لهن، خاصة بعد ما قدمن لهن من إرشادات صحية جعلتهن يتمتعن بصحة أفضل.

وذكرت أن التدريب الذى أعدته وزارة الصحة لها ولزميلاتها المتطوعات كان على يد مجموعة من أكفأ أطباء وزارة الصحة والسكان، الذين أمدوهن بالكثير من المعلومات الصحية، التى تولت إيصالها إلى سيدات القرى المستهدفة.

ونوهت إلى أنها استفادت هى الأخرى من تلك الزيارات، فبعد تخرجها فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة لم تجد فرصة عمل، وكانت تشعر بفراغ كبير، حتى جاءت مبادرة «حياة كريمة» إلى قريتها، والتحقت بها لمساعدة سيدات القرية ومنحهن المعلومات والإرشادات الصحية السليمة. 

أميرة على: تعافيتُ من الأنيميا وتحسنت حالتى

أشادت سحر شبل، ٥٢ عامًا، إحدى المستفيدات من زيارات «حياة كريمة»، بدور الزائرة الصحية فى مساعدتها على تناول الدواء بطريقة سليمة وفى المواعيد المحددة.

وأوضحت أنها تعانى من مرض السكر ولا تذهب إلى الطبيب المعالج باستمرار؛ نظرًا لظروفها المعيشية الصعبة، مشيرة إلى أن المبادرة خصصت لها زائرة صحية تأتى إلى منزلها أسبوعيًا للاطمئنان على حالتها.

وقالت: «اعتدتُ على تناول جرعة الإنسولين كاملة فى وقت واحد، وكنت أشعر بهبوط مستمر، وظننتُ أن هذا الشعور مرتبط بالأنيميا التى أعانى منها أيضًا، ونصحتنى الزائرة الصحية بتقسيم الجرعة وتناولها على فترات متساوية على مدار اليوم».

وواصلت: «التزمت بنصيحة الزائرة الصحية التى أنقذت حياتى، وبعدها لم أعد أشعر بأى هبوط، وجميع المعلومات التى حصلت عليها أفادتنى جدًا، خاصة فيما يتعلق بالطعام الصحى وطرق التقليل من السكريات، وحصلت كذلك على مواعيد القوافل الطبية وأجريت التحاليل مجانًا».

وأشارت إلى أن الزائرة حرصت على توعية زوجة ابنها وأرشدتها لطرق التغذية السليمة للأبناء، ونبهت عليها بضرورة الالتزام بمواعيد التطعيمات لحماية الأطفال من الإصابة بالأمراض المختلفة، كما نصحتها بضرورة ترك وقت كافٍ بين الحملين الأول والثانى للحفاظ على صحتها وصحة الأطفال. 

سحر شبل: نظمت جرعات الإنسولين وأنقذت حياتى 

عبّرت أميرة على، ٢٥ عامًا، من قرية «ششتا» فى مركز زفتى التابع لمحافظة الغربية، عن سعادتها بالزيارات الصحية لمبادرة «حياة كريمة»، وقالت: «لم أتخيل أبدًا أنها ستأتى إلى منزلى دون تحمل نفقات الذهاب إلى المدينة ودفع تكاليف الفحص».

وأوضحت أنها عانت من الأنيميا الحادة منذ فترة طويلة، وأثرت عليها بعد الزواج ولم تعالجها بشكل سليم، لكن «المبادرة وفّرت لى زائرة صحية لمتابعة حالتى باستمرار وأصبحت أتمتع بصحة جيدة».

وأشارت إلى أن الزائرة الصحية بذلت قصارى جهدها وحددت لها الطعام الصحى، موضحة: «أرشدتنى بالطرق الصحية التى يجب اتباعها فى النظام الغذائى، وبالفعل شعرت بتحسن».

وأضافت: «الزائرة الصحية استمعت لكل تساؤلاتى وتعاملت معى بسعة صدر ولم تيأس أبدًا، كما شجعتنى بكلمات تبعث الأمل، ونصحتنى ببعض الأمور الخاصة بالإنجاب واستخدام أفضل وسيلة لتنظيم الأسرة».