رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجمالية وعيد الفصح والعربة الكارو».. ما تبقى في ذاكرة «نجيب وأنيس والأبنودي»

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تمثل عطلات العيد عند أهل الكتابة والإبداع ساحة لاستعادة النفس والتأمل فيما هو قادم؛ وتمثل بعض الأماكن عند بعضهم ذكريات لا تذبل بأثر رجعى خاصة الاماكن المرتبطة بمرحلة الطفولة وسنوات اللعب واللهو في أيام الصبي؛ كما تمثل بعض ذكريات العيد عند بعضهم حالة من الطرافة أقرب من المفارقة التي تشهدها ذروة أعمالهم الأدبية كحالة أنيس منصور الذي ظل يهنئه الجميع كمسيحي في عيد الفصح خاصة مع اندلاع ثورة 1952؛ عند العيد وذكرياته نستمع لذكريات أهل الكتابة:

نجيب محفوظ.. العيد مرتبط بالجمالية

لقد حضرت في طفولتي عيد الأضحى في أكثر من مكان، أولا في حي الجمالية الذي ولدت به، ثم فيحي العباسية الذي انتقلنا إليه بعد ذلك، ثم حضرته في الكبر في أنحاء متفرقة من القاهرة والإسكندرية، لكن ذكرى العيد في الطفولة مازالت هي ذكرى الجمالية، فقد كنت أشاهد مباهجه حتى من قبل أن يُسمح لي بالنزول إلى الشارع، بهذه الكلمات كشف الأديب العالمي نجيب محفوظ في حديثه للكاتب إبراهيم عبد العزيز في كتاب «أنا نجيب محفوظ» عن ذكريات عديدة وراسخة عن حي الجمالية الذي نشأ فيه، لاسيما وقت الأعياد كعيد الفطر، وعيد الأضحى.

وأضاف محفوظ: «فقد شاهدت من خلف مشربية شبابيك البيت ذبح الضحية بعد صلاة العيد بميدان بيت القاضي، ذلك الميدان الهادئ المليء بأشجار "ذقن الباشا"، كما شاهدت الزينات والأفراح التي لم يمض وقت طويل حتى كنت أشارك فيها بنفسي».

أنيس منصور الذي هنئه الجميع بعيد الفصح

ظن الجميع أنه مسيحي فهنئوه بعيد الفصح؛ كان ذلك في بداية ثورة يوليو 1952؛ وهو ما كشف عنه الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور عام 2009 في الحفل الذي كرم فيه بمناسبة يوم التراث العالمي الذي نظمه المجلس الأعلى للآثار بالمتحف القبطى؛ حيث قال: «عشت معظم حياتي كقبطي، ولم يكن أحد يتصور أننى مسلم، لأن معظم أصدقائي كانوا مسيحيين وعلى رأسهم كمال الملاخ»، مشيراً إلى أنه في بداية الثورة كانت تصله برقيات تهنئة في عيد الفصح، بينما تصل للملاخ برقيات تهنئة في عيد الأضحى.

ذكريات عربة الكارو في وجدان «الأبنودي الطفل»

في ذاكرة الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي بعض الملامح الخاصة بذكرياته مع الأعياد؛ منها ما كشفه عنه في كتاب "أيامى الحلوة"؛ حيث ركز على مشهد الطفولة:" ثلاثون طفلا على عربة كارو من عند مبنى المديرية إلى مسجدي سيدي عبد الرحيم القنائى والأغنيات تتوالى".

وعن العيدية، يقول "الأبنودي" أنها كانت تذوب بين عربة الكارو والعسلية؛ مضيفا أنه لم يكن هناك أي فاروق بين الأولاد والبنات، حيث كان الاختلاط بكل تلقائية أثناء احتفالهم بالعيد.