رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مذبحة الوراق: حكاية 7 أشقاء انتهت بقتيلين ومصاب و4 خلف الأسوار

الأمن
الأمن

5 أيام كاملة واصلت فيها مباحث الجيزة الليل بالنهار لضبط منفذ مذبحة الوراق الذي أنهى حياة شقيقيه وشرع في قتل الثالث بوابل من الأعيرة النارية، بسبب خلافات على الميراث ونجحت الخطة في القبض على 4 متهمين بينهم المتهم الرئيسي و3 من أشقائه حرضوه على ارتكاب الجريمة.

الخلاف الذي حركته الرغبة المادية وحرمان الشقيقين الصغيرين من الميراث انتهى بكارثة كان شاهدا عليها أذان مغرب يوم 18 رمضان عندما نزل أحد الأشقاء السبعة من شقته في العقار المكون من 5 طوابق، مستغلاً جلوس شقيقيه الصغيرين رفقة والدهم في الطابق الأرضي حاملا سلاحا آليا ومع انطلاق تكبيرة الأذان بدأت الأسرة الصغيرة في تناول الإفطار فاجأهم الاخ المسلح بوابل من الأعيرة النارية تستقر مقذوفاته في جسدي الشقيقين دون الاقتراب من الأب. 

دوي الطلقات النارية في لحظات صمت وقت الإفطار وخلو الشوارع دفع أحد الأشقاء الآخرين إلى الهرولة من شقته، متوجها ناحية الصوت ليشاهد شقيقيه غارقين في دمائهما يصارعان الموت وشقيقه الأكبر يقف فوق جسديهما حاملاً سلاحًا كالمنتصر، فحاول منعه وأخذ السلاح منه لينال نصيبه "رصاصة في الرجل" ويفر المتهم هاربًا بعد أن تخلى عن السلاح الناري في مسرح الجريمة. 

عملية البحث والتحري كشفت عن أن مرتكب الجريمة ليس متهما واحدا فقط، بينما تبين أن 3 آخرين من أشقائه شاركوه بتحريضه على ارتكاب الجريمة والتخلص من شقيقيه، بسبب الميراث ونجح فريق البحث الذي شكله اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة للمباحث في الكشف عن ملابسات الواقعة كاملة وكيفية تخطيط الأشقاء للجريمة وتنفيذها. 

فريق البحث الذي قاده العميد هاني شعراوي، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، نجح في إلقاء القبض على الأشقاء الأربعة "المنفذ والمحرضين" في عدة مناطق بعد هروبهم فور وقوع الجريمة حيث انتشر عدد من ضباط مباحث الوراق برئاسة المقدم هاني مندور، رئيس المباحث وخرجت عدة مأموريات استهدفت الأماكن التي يتردد عليها المتهمون بعد تحديد خطوط سيرهم وألقى القبض على الأشقاء الثلاثة المحرضين بمناطق الوراق وكرداسة والمهندسين فيما ألقى القبض على المتهم الرئيسي منفذ الجريمة في منطقة طرة بحلوان. 

التحريات كشفت عن الملابسات الكاملة للجريمة حيث أفادت بإشراف اللواء علاء فتحي، مدير المباحث الجنائية أن والد المتهمين والمجني عليهم أنجب ٩ أبناء "٧ اولاد وبنتين" وقام ببناء عقار مكون من ٥ طوابق أعطى لـ٥ من أبنائه شقة ثم بنى منزلا آخر مجاورا اعطي لكل فتاة فيه شقة ولم يتبق سوى شابين لم يتزوجا واللذين عندما طالباه بمساعدتهما للزواح، كما ساعد أشقائهما أخبرهما بأنه لم يعد يمتلك المال وطلب من أبنائه الآخرين مساعدة شقيقيهما الصغيرين ماديا. 

طلب الأب قوبل بالرفض من الأبناء الذين أخبروه بأنهم لن يساعدوا شقيقيهما وتدخل العديد من الأطراف وكبار العائلات وعقدت جلسات صلح بين الأشقاء استمرت لمدة عامين إلاّ أنها فشلت جميعا حتى يوم الجريمة حدثت مشاجرة كبيرة بين الأشقاء جميعا تطورت إلى اشتباك بالأيدي ثم انصرف كل منهم إلى شقته وبقى الشابان الصغيران فقط مع والدهما لتناول طعام الإفطار إلاّ أن الشقيق الأكبر "فرغ فيهما خزنة السلاح" وعندما أسرع الثالث لاستطلاع الأمر أطلق عليه رصاصة أيضا وفر هاربا. 

أمام رجال البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة اتهم الأب 3 من أبنائه بتحريض شقيقهم المتهم الرئيسي ليتحول الأمر من البحث عن هارب واحد للبحث عن ٤ هاربين ونجحت في النهاية الخطة الموضوعة في إسقاط المتهمين الأربعة ليعترف المتهم الرئيسي بقتله شقيقيه والشروع في قتل ثالث بسبب الميراث وأن أشقائه المحرضين له استقروا على ارتكابه هو الجريمة خاصة أنه "قلبه جامد" واعترف أيضًا، بأنه حصل على السلاح الآلي منذ فترة وأخفاه في منزله حتى حانت اللحظة التي راودته منذ بداية المفاوضات حول تقسيم الميراث. 

النيابة العامة تولت التحقيق مع المتهمين الأربعة وقررت حبسهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات بينما استمعت لأقوال شقيقهم المصاب بعد تماثله للشفاء وخروجه من المستشفى.