رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أكون أو لا أكون» الطريق إلى سر خلود اسم وليم شكسبير

وليم شكسبير
وليم شكسبير

ما يزيد عن ال400 عام واسم شكسبير ما زال في شهرته وذيوعه وانتشاره، يردده الفنانون والكتاب والصحفيين يبحث عنه العشاق في استعادة روميو وجوليت يردد اسمه النحوبيين ويحتفي به الشعبويين عبر طريقتهم باستعادة  "روميو وجوليت "، يجري اسم شكبير كنهر جاري  لا يجف ابدا والسؤال القائم  ما هو السرّ في خلود شخصية شكبير  فالبحث عن سر خلود شكسبير  في التقرير التالي: 

 

 مجرد أن تقول "أكون أو لا أكون" سيقفز اسم شكسبير يزاحم اسم بطلة مسرحيته "هاملت" كلاهما يصارع على أن يقتنص الجملة لتصبح في النهاية لصالح صاحبها الأول وصانعها شكبير ونرددها في أغلب أوقاتنا صعوبة وفي مواجهة تحدياتنا اليومية.

 

ويقول البروفيسور غوردن ماكمولان مدير مركز شكسبير لندن في كلية كنغ في العاصمة البريطانية، من الأسباب التي تُساق لتفسير أممية شكسبير ونجاحه خارج وطنه أن كلماته الشعرية كانت تسافر بالدرجة الأولى على أجنحة الإمبراطورية البريطانية. فإن مسرحيات شكسبير، مع توسع الامبراطورية البريطانية في أنحاء العالم، أصبحت أداة مهمة لغسل العقول. 

 

نعيم صبري : خلود شكسبير يرجع  لقوة أعماله الدرامية 

يقول الكاتب الروائي نعيم صبري " لست متبحرا فى مسرح شكسبير. قرأت مسرحياته الرئيسية، الملك لير وهاملت وعطيل ويوليوس قيصر وتاجر البندقية. عالج شكسبير المشاعر الإنسانية الرئيسية من حب وغيرة وخيانة وحيرة وأشباهها. 

 

وأشار صبري إلى أن "شكسبير من مؤسسي المدارس المسرحية فى التراث الإنسانى، مثله مثل موليير فى فرنسا كرواد فطاحل فى هذا المضمار. فمثلا موليير أقرب إلى قلبى لإحساسى باقترابه إلى دراما وصراعات الحياة الإنسانية والاجتماعية أكثر من النزوع إلى دراما وصراعات الطبقة العليا من أهل الحكم والملوك وأشباههم.

 

وأما ماذا عن سر خلوده  ؟ يجبينا الروائي نعيم صبري "أظن أن سر خلوده هو عمق وقوة أعماله الدرامية، فالدراما كانت تتمثل فى المسرح حتى ما قبل القرن العشرين، حيث انضمت السينما وبعدها الإذاعة والتليفزيون بقوة، فالدراما كانت على المسرح. كان مسرح شكسبير ومعه موليير ، وهو بداية ازدهار الفن المسرحى بعد فترات ركود طويلة فى التاريخ الإنسانى منذ المسرح الإغريقى العظيم فى زمن إسخيلوس ويوريبيديز وسوفوكليس وأريستوفان، فنهضة المسرح بعد عصور الظلام الطويلة وعصر النهضة ترسخت بمسرح شكسبير فى إنجلترا ومسرح كورنى وراسين وموليير فى فرنسا.

 

شريف العصفوري : شعرية لغته واستخدامه للاسقاط السياسي والاجتماعي 

من جانبه يقول الكاتب الروائي شريف العصفوري "لم يكن شكسبيرا مقدرا في عصره بمثل ما قدر في العصور التالية ، بإختلاف المدارس النقدية، يعود ذلك لحزمة من الأسباب أولها برأيي هو النظرة المتعمقة في النفس البشرية و دوافعها من العواطف الشديدة التي تستبد بالشخوص مثل الحب الشديد أو الغيرة الشديدة أو الخوف الشديد و هكذا .

ويتابع العصفوري " ثاني تلك الأسباب هو أنتماء أغلب شخوص مسرحياته إلى طبقة النبلاء و الملوك مما يعطيها جذبا فريدا لجمهور المسرح الواسع بل يشعل الجدل إذا ما كانت هناك تاريخية للروايات أو إسقاط روائي على الأحوال السياسية ببريطانيا . و الأهم هو المزج بين الرؤية العميقة للحالة البشرية و العقدة السياسية أو الإجتماعية في كل مسرحية على حدى ، مما يجعل عقدات شكسبير الدرامية مزدوجة، ما يؤجج كتابة شكسبير عبر عدة عصور من النقد و التلقي العام إلى جانب ذلك  شعرية اللغة التي استخدمها بحيث تبقى تعبيرات شكسبير عابرة للأزمنة .

 

وختم العصفوري كتب شكسبير مسرحياته بتنوع بين الكوميديا و التراجيديا ، إلا أن الحجم الأكبر من الكتابة كان محموله عبر القصائد Sonnets التي حملت روحا مرحة و دعابة حقيقية لترسم كتابة بليغة طليقة و عميقة و تلتزم بإنسانية وثابة ، رغم توجيه الكثير من النقد للكتابة -طبيعيا- حول الموقف الأخلاقي و السياسي لقضايا مهمة الآن من المرأة و الأقليات العرقية و الدينية و حول المفاهيم العامة التي كانت وليدة عصرها و تتصادم مع أبنيتنا القيمية الحالية.