رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يحاور عبدالرحيم كمال: لست عرّاب التصوف في الدراما «2-2»

د. محمد الباز يحاور
د. محمد الباز يحاور عبد الرحيم كمال

- لا يوجد ولىّ من غير شيطان، وكل منا نزل إلى الأرض بشيطانه ووليه

- البلد الآن فى حاجة إلى الطاقة الإيجابية ويحتاج إلى هوية حقيقية

 

يكتب عبدالرحيم كمال الروائى والسيناريست من أجل قارئ يفهمه، لا يتخلى عن الرمز فيما ينتجه، لكنه يأنس للرموز التى يستطيع متلقوه حلها بسهولة، فهو يستمتع بعقدها، ويستمتع أكثر بحلها. 

فى «جزيرة غمام» مارس عبدالرحيم لياقته العالية فى بناء منظومة متكاملة من الرموز. 

فخلدون الذى يؤدى شخصيته النجم طارق لطفى يمكن أن تمسك به متلبسًا بتجسيد فكرة الشيطان. 

والعايقة التى تؤدى دورها مى عزالدين هى المرأة التى يعبر من خلالها الشيطان إلى عالم غواية الرجال، يحاول بها اصطياد عرفات رمز المعرفة، ويسرى رمز اليسر واللين وربما التهاون أيضًا، ومحارب رمز الشدة والتطرف، وبطلان الذى يرمز إلى الباطل، وعجمى الذى يراه عبدالرحيم ونراه معه رمزًا للحاكم العادل. 

مسلسلات رمضان.. أعداء أحمد أمين يطالبون بعزله من المشيخة في «جزيرة غمام» |  موقع السلطة
أحمد أمين

وضعت هذا التصور أمام عبدالرحيم كمال، ودون أن أبادره بالسؤال. 

قال: الشخصيات تتحرك أمامكم، فالأصل واحد، لكن يمكن لأحدهم أن يضيع هذا الأصل من بين يديه فيصبح «محارب»، ومنهم من يتهاون فيه فيصبح «يسرى» المفرط، ويمكن أن يكون صادقًا مع نفسه عارفًا لها فيصبح «عرفات»، ويمكن أن يتمسك بأصله فيصبح عادلًا وهو هنا «العجمى»، أو تكون روحها نظيفة وتميل إلى الخير فتتحول من آلة للغواية المطلقة إلى الخير المطلق، أو يسعى إلى سرقة قوت الغلابة فيصبح «بطلان»، ومنهم من يحاول أن يستخدم الجميع لتحقيق هدفه فيصبح «خلدون». 

يتوقف عبدالرحيم قليلًا، ثم يقول: كلها تبدو أمام الناس كرموز، لكن ما يشغلنى ألا تكون رموزًا متعالية، لأننى أريد لحكايتى أن تصل إلى الناس. 

قلت له: بعض المبدعين يحزنهم أن يفك المشاهدون والقراء رموزهم بسهولة؟ 

لم يتركنى أكمل، قال: أنا على العكس أكون سعيدًا جدًا عندما يتم فك رموز الأسماء، من يقدر على فك رمز الاسم سيكون قادرًا على أن يكمل الحكاية، لأن الأسماء تشير لكن لا تحكم. 

وكما يجيد عبدالرحيم كمال لعبة الرموز يجيد لعبة الرسائل، لقد جعل عرفات يبعث رسائل إلى مليحة التى قتلت حفيدتها حتى يطمئنها أن الله يرى معاناتها، ورغم أنها كشفت اللعبة، فإنها فرحت بها. 

قلت لعبدالرحيم: هل تؤمن بالرسائل الغامضة التى يتلقاها الإنسان؟ 

قال مبتسمًا: أنا لست مؤمنًا بها فقط، أنا أعيش عليها، عمرى الآن ٥١ عامًا، وما حدث لى بشكل غير مقصود أكثر بكثير مما خططت له، غالبًا ما أخطط له لا ينجح، لكن بفضل ربنا ما أفعله بقلبى هو ما ينجح، حدث هذا كثيرًا لى وأنا شاهد عليه. 

قلت له: أنت تحاول أن تصدر لجمهورك حالة البحث عن الراحة والاطمئنان، وأنها الوسيلة الوحيدة لحل كل مشاكلنا.. لكن ما الذى يخاف منه عبدالرحيم كمال؟ 

قال: أنا أخاف من عبدالرحيم نفسه، أنا أرى أن أكبر منافس وأكبر عدو لى هو أنا، طول الوقت أحاول البوح لجمهورى بما فى داخلى، جمهورى هو الأقرب لى، وهو من يريحنى، أشعر به شخصًا قريبًا منّى يمكننى أن أفضفض معه دون أن يجرحنى. 

سألته: وهل لا يريحك عبدالرحيم المتصوف الذى يسكنك؟ 

قال: أنا أخاف دائمًا ألا أكون أنا، أخاف أن أكون كاذبًا، الإنسان الذى يعيش ٨٠ عامًا مثل من يعيش يومًا واحدًا، يمكن أن يمر بنفس الابتلاءات ونفس المنح ونفس العطايا، وأنت كل يوم تخرج من خية لتدخل فى خية، فهل ستكون صادقًا أم كاذبًا، هل أريد الكتابة نفسها أم مكاسبها، هناك من يكتب ليكون غنيًا أو مشهورًا، لكننى أعتقد أن الكتابة تحتاج إلى تجرد، إلى صدق، وأنا أتمنى ألا أفقد الصدق أبدًا. 

قلت له: كل كاتب ينشر تفاصيل ذاته فى ثنايا شخصياته، أين نجدك فى أبطالك؟ 

قال: محمد أبودياب فى «الرحايا» جزء من حياتى الشخصية، و«الرحايا» نفسها بعض من عمرى، و«الخواجة عبدالقادر» كان حلمًا كبيرًا جدًا، كنت أتمنى أن يتحقق، رفضه كثيرون، كانوا يخافون منه، حتى الفنان الكبير يحيى الفخرانى رفضه، ثم عاد إليه، ولما أذيع سنة الإخوان كان بردًا وسلامًا على الجميع، واعتقد البعض أننى أنهيت كل ما عندى فى الخواجة عبدالقادر حتى جاء عرفات الذى خطفنى وخطفته. 

وإذا سألت عنى فى أبطالى، فعندى جزء من خلدون الشيطان وجزء من عرفات الولى، وجزء من ونوس وجزء من الخواجة وحتى جزء من العايقة، كل منا داخله معركة يتقاتل فيها أضداد، ولذلك فأنا أحب كل شخصياتى، لا أنحاز للبطل ولا أكرهه، أنا محايد معهم، مثل المدير الفنى تمامًا، أتركهم ينزلون الملعب بعد أن أضع الخطة، أتعامل معهم بإنسانية، فلا بد أن يكون لكل بطل ألمه وحزنه. 

أخذته إلى ما اعتقدت أنه سينكره، لكنه فاجأنى بإجابته. 

قلت له: أنت مسكون بفكرة الشيطان، رأيناها فى ونوس ويونس ولد فضة وأخيرًا خلدون.. هل أنت معجب بشخصية الشيطان؟ 

ضحك وقال: ليس إعجابًا.. الحكاية أنه لا يوجد ولى من غير شيطان، وليس شرطًا أن يكون الشيطان بمعناه الدينى، هو جزء منا، ليس غريبًا عنا، فكل منا نزل إلى الأرض بشيطانه ووليه، والفرق بينهما شعرة، فالولى يمكن أن يتحول فى لحظة إلى شيطان، وساعتها سيكون شيئًا مخيفًا. 

قلت له: أنت تعلن عن شيخك لا تخفيه، هناك من يأخذ العهد على شيخه ولا يعلن عن ذلك.. ألا تخاف ممن يقولون إنك «متدروش»؟ 

دون أن يتردد قال: أنا تيجانى، شيخى هو صلاح الدين التيجانى، أعلن ذلك دائمًا، لكن الحكاية ليست كذلك بالضبط، السوق التى نعمل فيها تحب أن تضع لك عنوانًا، عملت «الرحايا» قالوا عشان صعيدى، عملت «الخواجة عبدالقادر» قالوا عشان متصوف، أنا فى النهاية كاتب، وكونى صوفيًا فهذا لا يقلل منّى، لى شيخى وهذا أمر يخصنى تمامًا، أرى أن الحب هو الحل، مقتنع بذلك، وطبيعى أن يظهر فى شغلى كله، وليس معنى ذلك أننى عرّاب التصوف فى الدراما المصرية أو العربية. 

استوقفته: لكن أحيانًا هذا المنهج يؤثر على نتيجة كتاباتك عند من لا يرون أن منهجك هو الصحيح. 

قال: أنا كاتب محترف، أكتب القصص التى أحبها، والتى أشعر بأنها قريبة منّى، أريد أن أمنح الناس ما أقدر عليه من طاقة إيجابية، أشعر بأن البلد الآن فى حاجة إلى هذه الطاقة الإيجابية، يحتاج إلى هوية حقيقية، ولو قال أحد إن الله أعطانى موهبة، فأنا أحاول فيما تبقى لى من عمر أن أسخرها لتصدير الطاقة الإيجابية من خلال حواديت أؤمن بها، وأضعها فى توجه عام أصدقه. 

يتحدث عبدالرحيم بأريحية شديدة عن شيخه فى الحياة، ولما سألته عن شيخه فى الدراما شعرت بأنه يراوغنى، قال: كل كاتب حلو هو شيخى، لكنى لا أستطيع أن أقول إن فلانًا أستاذى، أنا أقف مذهولًا أمام «دوستيوفسكى» الروسى وأعتبره وليًا من أولياء الكتابة، وأضع فى قلبى ماركيز ونجيب محفوظ، وفى السيناريو مصر فيها أكابر، لكننى لا أستطيع أن أقول إننى تلميذ فلان. 

فى العام الذى عرض فيه مسلسل «الرحايا» كان هناك مسلسل «المصراوية» لأسامة أنور عكاشة، الذى تواصل مع عبدالرحيم وهنأه بنحاج مسلسله، وتعامل معه محفوظ عبدالرحمن وبشير الديك بتقدير ملحوظ، وكان محسن زايد يشعره بود خاص، يعتبرهم عبدالرحيم أساتذة، لكنه سلك طريقه وحده. 

قلت لعبدالرحيم: فى عالم السيناريو أعرف كما يعرف غيرى قدرك.. لكن أنت كروائى هل حصلت على اعتراف كافٍ بك؟ 

قال: فى البداية كنت مشغولًا بذلك، كنت أكتب قصصًا قصيرة فقط، وكنت أرى أن هذا أعظم شىء فى الدنيا، لكن بعد توالى السنين أدركت أن الأزمة ليست فى أن يعترف بى الناس، أنا أحب الأدب فعلًا، وأحب أن أترك لأحبابى وبناتى كتبًا، فأنا أرى أن الكتابة حاجة مهمة جدًا. 

أول رواية صدرت لعبدالرحيم كمال كانت «المجنونة» فى العام ٢٠٠٠ عن الهيئة العامة للكتاب، بعدها اتجه إلى الدراما، ولما عاد إلى الكتابة الروائية فى «بواب الحانة» التى صدرت فى يناير ٢٠١٦ شعر بمعاناة كبيرة. 

يقول: العودة للأدب كانت خية فظيعة جدًا، الرواية تحتاج إلى حشد ولغة، ونصحنى نقاد محترمون بعد «بواب الحانة» ألا أفرط فى الأدب، ولما صدرت روايتى «أبناء حورا» التى أعشقها أعتقد أننى نلت بعض الاعتراف الذى تتحدث عنه، أو أتمنى أن يكون ذلك ما حدث. 

أخذت عبدالرحيم كمال من نفسه إلى نفسه، سألته عمن كتبوا أشعار وأغانى مسلسلاته ومن غنوها، ما الذى يضيفونه لنصوصه؟ 

يقول: يضيفون لى كثيرًا، وبالذات على الحجار، ولى معه قصة خاصة، فأول ما قرأت فى حياتى كان «الأيام» لطه حسين، ولما تم إنتاجها كمسلسل وغنى الحجار أغانيه التى كتبها سيد حجاب، كنت أقول لنفسى هل يمكن أن يأتى يوم ويغنى لى على الحجار «تتر»، الغريب وأنا أكتب «الرحايا» كنت أسمع فقط لأغانى الأيام، وكانت ملهمة لى جدًا، وكنت محظوظًا أن الأبنودى من كتب أغانى الرحايا ومن غناها كان على الحجار، وكأننى لم أكن أحلم، بل كنت أقرأ ما سيحدث معى. 

الأقدار كانت منحازة لعبدالرحيم كمال، فقبل الرحايا، كان هناك خلاف حاد بين الأبنودى وعمار الشريعى، حدث الصلح على وش الرحايا، ولما أخذ نور الشريف بطل المسلسل عبدالرحيم إلى سيارته ليسمع معه أغنية التتر التى انتهى الشريعى من تلحينها بكى عبدالرحيم كما لم يبكِ من قبل. 

قلت له: مَن أكثر من قرأك من الشعراء الذين كتبوا أغانى مسلسلاتك؟ 

دون تردد قال: الأبنودى أكتر واحد قرانى، فى الرحايا كنا واقفين ومعانا حسنى صالح، طلب حسنى أغنية فى حتة معينة، فرد الأبنودى: معقولة نكتب فى الحتة دى غنوة، آجى أنا أقول إيه بعد اللى كتبه عبدالرحيم؟ شوف الراجل المحترم اللى قدى ٧٠ مرة قال إيه، ده راجل متخصص ومبدع، يعنى فى اللحظة دى لقى الكلام حلو ومالى نفسه ميمدش إيده ويكتب عليه غنوة، وده أول درس اتعلمته منه. 

على ذكر الأبنودى ظهرت أمامى صورة نور الشريف، سألت عبدالرحيم عنه، فقال: الأستاذ نور صاحب فضل فهو من فتح لى الباب، أنا عرفته سنة ٩٥، واشتغلنا الرحايا فى ٢٠٠٧. 

تأخرت الرحايا كثيرًا عند نور الشريف، وهو ما اعتذر عنه لعبدالرحيم بعد ذلك، كانا يقفان على الجبل استعدادًا لتصوير أحد مشاهد الرحايا، فوجئ عبدالرحيم بنور يقول له: متزعلش، ولما سأله كمال: مزعلش من إيه؟ رد نور: عشان عطلتك، بس كويس عشان تتعتق. 

يقول عبدالرحيم: كنت أحبه جدًا، وهو الوحيد الذى رأيته نجمًا حتى اللحظة الأخيرة، كان معلمًا وملهمًا وأبًا. 

بمناسبة نور الشريف، وأنا أعرف أن عبدالرحيم كان يزوره كثيرًا وهو فى كواليس مسلسل هارون الرشيد، سألته: هل أنت جاهز لكتابة مسلسل تاريخى.. بعد أن هجرنا لسنوات المسلسلات التاريخية؟ 

قال: أنا جاهز جدًا، لكن هل الإنتاج فى مصر جاهز؟، هذا هو السؤال، تكلفة الدراما التاريخية ليست فى الفلوس فقط، هى تحتاج لفكر وثقافة وصورة وممثلين ولغة عربية. 

قلت له: لدينا أعظم ممثلين فى الدنيا. 

قال: هذا صحيح.. لكن اللغة العربية عندنا اليومين دول بعافية شوية. 

لسنوات طويلة كنا نعانى من مستوى الدراما المصرية، وكان هناك من يحاول تغليب الدراما السورية أو التركية عليها، من سنوات والدراما المصرية تسترد عافيتها وريادتها، يقول عبدالرحيم: شوف.. مصر فى أسوأ حالاتها أحسن من أى حد حواليها، إحنا بلد كبير أوى، وفيه بلاد لسه بتبدأ الرحلة، لسه قدامها كتير أوى. 

سألت عبدالرحيم عن قراءاته بعيدًا عن التصوف الذى أصبح يلاحقه؟ 

قال: لا أفارق كتب الفلسفة والشعر، والتاريخ يشغلنى جدًا، وسادتى هنا الجبرتى والمقريزى وسليم حسن. 

قلت له: هناك من يرى أنك تنطق شخصياتك بكلامك أنت.. لا تترك لكل شخصية حرية أن تتحدث بلسانها، فهل أضرتك القراءة المتخصصة؟ 

قال: فى العموم لا يوجد شخص يخلو من حكمة، حتى الأطفال وبالذات فى الصعيد والفلاحين يتحدثون بالحكمة، نحن شعب قديم وكلامنا محمل فى معظمه بالحكمة. 

يلجأ عبدالرحيم لعاميته التى ينساب وهو يتحدث بها، يقول: لو الواحد مننا مش متعلم بتلاقيه حكيم، حتى لو على توكتوك هتلاقيه كاتب حكمة، المصريين كده، يعنى مفيش دولة أوروبية الناس فيها بتكتب على العربيات، إحنا بنعمل كده، لأننا كتاب وفلاسفة ومنأوراتية وبتوع قافية، وأنا حريص على اللغة حتى لو عامية، عشان لما نروح ويفضل العمل، يفضل فيه معانى كتيرة على ألسنة الأبطال، أنا على يقين إن عمر الجملة الحلوة هيبقى أطول من عمرنا كلنا. 

ولأن كلامنا عن الحكمة، فالحكمة تقتضى أن نعترف لعبدالرحيم بأنه فى «جزيرة غمام» طرق بابًا جديدًا فى الدراما الصعيدية، فلأول مرة نرى الصعايدة يعيشون أمام البحر، يتفاعلون معه وينفعلون به. 

إشادات نقدية واسعة بأداء أحمد أمين ومي عز الدين في "جزيرة غمام" | صور -  بوابة الأهرام

قلت له: أنت فى «جزيرة غمام» كسرت الحالة المعتادة لمسلسلات الصعيد، التى كان الجيل فيها طاغيًا، وكنا نعرف أن الجنوبى يخاف من البحر، أنت ألقيت بصعايدة غمام أمام البحر وتركتهم يتفاعلون معه. 

قال: عندما ذهبت إلى القصير بالبحر الأحمر رأيت مجتمعًا مختلفًا عن المجتمع الذى عرفته فى الصعيد، شعرت بأن هناك صعايدة مهمشين فى الدراما، صعايدة مختلفين، يعنى عندما بنيت مسلسلًا على بنت مقتولة يلقى بها البحر فى شباك الصيادين الناس استغربت، لأن الصعيد يعرف التار، لكننا هنا أمام عالم مسالم وطيب، لهجتهم تشبه الصعايدة لكنهم يختلفون عنهم.. كان هدفى أن أقترب من عالم موجود لكنه مجهول. 

كنت أريد أن أقول إن الإنسان منا فى النهاية ابن بيئته، والصعيدى ابن البحر يختلف عن الصعيدى ابن الجبل. 

عالم عبدالرحيم كمال الدرامى المفعم بالتفاصيل، جعلنا ننسى تجاربه السينمائية، لكننى سألته عنها.. وأين يجد نفسه أكثر؟ 

قال: الدراما التليفزيونية هى عالمى الرحب، السوق السينمائية فى مصر لا تتحمل الموضوعات التى يتحملها الفيديو، يعنى السينما لا يمكن أن تتحمل «الخواجة عبدالقادر»، لن يقطع الجمهور تذكرة ليشاهده، لكن عندما يجلسون أمام التليفزيون لمشاهدته تجدهم مسحورين به، هذا لا ينفى أننى أعشق السينما، فأنا خريج معهد السينما، لكنها تحتاج إلى تغيير جوهرى لتستوعب موضوعات مختلفة، السينما الآن بها موجتان، إما أكشن وإما كوميديا، ثم إن النجم السينمائى لا يحتاج إلى الكاتب كثيرًا، فهو يعتمد على موهبته وقدرته على الارتجال، فلماذا يأتى بكاتب ليكتب له، ولو فكر النجم فى كاتب نجم، فما الذى يمكن أن يقدمه له هذا الكاتب.. لا يزال لدينا وقت طويل لنستعيد السينما مرة أخرى.