رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التراث المجهول لـ«لويس فلسطين».. من لقيط بـ«جريدة المقطم» إلى فنان عالمى مجهول

 مقال بصحيفة المقطم
مقال بصحيفة المقطم

يكبر شقيقه الكاتب الكبير وديع فلسطين بسنة ونصف، وأن كان عشقه لفن النحت جعله يتأخر فى دراسته ست سنوات عن شقيقه إلا أن فى النهاية أصبح من أشهر الفنانين المصريين فى فن النحت بأسبانيا وعالميا بعد رحلة شاقة مع البيروقراطية فى مصر.

 

لويس فلسطين (14 مايو 1922- 1992) بسبب أسم والده "فلسطين" رفض منحه فرصة ضمن البعثات التي كانت تقدمها وزارة المعارف إلى إسبانيا، الأمر الذى أستدعى تدخل شقيقه وديع فلسطين الذى كان وقتها أحد كتاب "جريدة المقطم" المسائية ثاني أقدم صحيفة فى مصر بعد صحيفة الأهرام، حيث كتب مقالا بعنوان"ليتنى كنت لقيطاً!"، وذلك فى أول أكتوبر 1951، وهو مقال وجه الى وزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا وقتها، وقال فى هذا المقال: “لو كان لويس فلسطين لقيطاً وجد على قارعة الطريق لما وجد من يطعن فى جنسيته من موظفى وزارة الداخلية، لان القانون يعتبر كل لقيط مصرياً قحاً، ولو كان أجنبياً ابن أجنبي، أما الأشراف أبناء الأشراف، والمصريون أبناء المصريينن والقبط الفراعنة أحفاد القبط الفراعنة، فإن حضرات موظفى وزارة الداخلية يطعنون فى جنسيتهم”.

 

_ مقال بصحيفة المقطم انقذ لويس فلسطين.. من “لقيط” الى فنان عالمى مجهول

بعد أن نشر هذا المقال وافقت وزارة الداخلية وقتها على سفر لويس فلسطين إلى مدريد والتحاقه بكلية سان فرنندو للفنون الجميلة، وهي الكلية التي حصل منها في عام 1954 على درجة الأستاذية في نحت التماثيل، وأقام أول معرض لأعماله في مدريد مع زميله في البعثة عبدالقادر مختار، وهو معرض وصفه الدكتور حسين مؤنس مدير المعهد المصري في مدريد والمشرف على المبعوثين في مقال نشره بتوقيعه في مجلة "المصور" في 19 مارس 1954 بعنوان " فنان أوروبي كبير يقول: "المصريون أساتذة الفن".

 

تخصص لويس فلسطين في فن الميدالية باتباع اتجاهين جديدين في الفنون أولهما "فن الميدالية"، حيث اقتنى المصنع الملكي الإسباني لسك النقود مجموعة من ميدالياته، أما الاتجاه الثاني الذى ابتدعه الفنان فهو "التشكيل الجغرافي".

 

من هو لويس فلسطين؟

ويعد لويس فلسطين أحد الفنانين العالميين القلائل الذين تخصصوا في "فن الميدالية"، وقد قضى سنوات طويلة في قراءة مخطوطات العلماء العرب القدامى مثل ابن حزم الأندلسي و ابن سينا وغيرهما. ثم تخيل صورة كل منهم وصنع ميداليات لهم تعد أشهر اعماله، كذلك أشرف الفنان على تصميم ميدالية وتمثال لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بمناسبة افتتاح المعهد الذي يحمل اسمه في مدريد.

 

ترك لويس فلسطين منزله في مدريد الذي كان بمثابة مزار لكل من الشعراء نزار قباني، والشاعر عبد الوهاب البياتى، والشاعر المصري محمد التهامي، وعند وفاته بعث السفير المصرى فى مدريد بأكليل كبير من الزهور لوضعه على قبره.