رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ختان الإناث

حكايات حيّة.. كيف تناهض الدولة ختان الإناث؟

ختان الإناث
ختان الإناث

كانت ليلة مرعبة مرت على هدى.م، 12 عامًا، حين سمعت عن وفاة طفلة في قريتها بعد إجراء عملية ختان لها، تسببت فى إصابتها بنزيف ثم وفاتها، في وقت كانت أمها وخالتها يتفقان على إجراء نفس العملية لها خلال أيام قليلة.

 

هدى» أنقذتها «نجدة الطفل»

ظلت تحلم هدى، في تلك الليلة بمشهد عزاء للفتاة التي توفيت وكأنها في مكانها، حتى لجأت إلى جارتها التي تعمل طبيبة من أجل الحديث مع والدتها للعدول عن القرار، لكن الأم أصرت على موقفها فلم يكن أمام الفتاه حل سوى التواصل مع خط نجدة الطفل كما نصحتها جارتها.

وفق تعريف الأمم المتحدة فإن ختان الإناث هو: «تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى عبر  بتر أجزاء من جسدها، أو بتر معظم الأجزاء التناسلية الظاهرة لها ثم خياطة فتحة المهبل بما يسمح فقط للبول ودم الحيض بالخروج»

تواصلت الفتاة مع خط نجدة الطفل، وجاءوا قبل أن تحدد الأم موعد العملية، وأخذوا تعهدًا كتابيًا عليها بعدم إيذاء الطفلة، وأخبروا الوالد بنية الأم في ختان البنت، وظلوا يتابعون معها لمدة ٦ أشهر حتى لا تقوم الأم بختانها في الخفاء أو إيذائها بأي طريقة.

هبة هي حكاية ضمن حكايات عديدة لفتيات تم إنقاذهن من ختان الإناث بسبب جهود الدولة في مكافحته، سواء عن طريق خط نجدة الطفل، أو المجلس القومي للطفولة، إذ تسير الجهود جنبًا إلى جنب لمواجهة الختان في مصر.

 «أهل الحتة»

وتعمل وزارة التضامن على الجانب الإعلامي أيضًا، إذ بدأت في بث مسلسل "أهل الحتة" على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يذاع يوميًا 8 مساء وتم إنتاجه بالتعاون بين الوزارة ويونيسف، وبالشراكة بين الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية.

ويتكون من حلقات منفصلة تعرض مشاكل الزواج وختان الإناث والحرمان من التعليم والعنف الأسرى والإبتزاز الجنسي، وغيرها من المشاكل التي تؤثر فى بنيان مجتمعنا عن طريق مجموعة من الشخصيات تتعرض للمشكلة وتتضمن الحلقة كيفية حلها ومعالجتها.

 ويعرض المسلسل رأى خبراء ومتخصصين فى الدين والطب وعلم النفس وعلم الاجتماع، كما تطلق وزارة التضامن على هامش مسابقة يومية طوال الشهر بمبلغ 1000 جنيه، تتضمن سؤالًا للمتابعين عن موضوع الحلقات.

 

 مكافحة الختان

لم تكن تلك هي الخطوة الأولى التي نفذتها الدولة لمكافحة الختان، ولكن صبت الجهود أيضًا في القوانين وتغليظها، ففي عام 2016 شددت الدولة القانون رقم 78 الخاص بختان الإناث، لتكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد عن 7 سنوات، وذلك لكل من قام بختان أنثى أو أزال أيًا من الأعضاء التناسلية الخارجية لها بشكل جزئي أو تام أو الحق إصابات بتلك الأعضاء دون مبرر طبي.

وكان من أهم الخطوات التي قامت بها الدولة للقضاء على ختان الإناث، هو تأسيس اللجنة الوطنية خلال العام 2019، والتي عززت من تلك الجهود وأطلقت العديد من البرامج التوعوية مثل مبادرة "احميها من الختان" والتي كانت تجوب القرى.

تأسست اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث مايو 2019، التى عززت المبادرات وتبني نُهج ابتكارية جديدة، بما في ذلك مبادرة "احميها من الختان" التي وصلت رسائلها إلى ملايين الأسر في أنحاء مصر. 

 

حكاية «مي»

ويدلل على تلك الجهود أيضًا حكايات النجاح في منع ختان الفتيات والتحرك السريع لأجل ذلك، وهو ما حدث مع مي.14 عامًا، من قرية شطانوف محافظة المنوفية، والتي علمت من والديها أنهم سيقوموا بإجراء عملية ختان لها على يد طبيبة القرية.

لجأت الفتاة إلى عمتها الكبرى والتي رفضت من قبل إجراء عملية ختان لابنتها لكنها لم تستطع إقناع والديها بعدم إجراء العملية لاسيما أن أشقاء مريم قاموا بها من قبلها، ولكنها لجأت إلى خط نجدة الطفل حتى تضمن التحرك السريع في وقت كان يقود فيه الأخير حملة توعوية في ذلك الشأن.

وبالفعل بعد الحصول على البيانات والمعلومات التي تخص الفتاة تحرك مسؤولي من خط نجدة الطفل إليها، لإقناع والدها بالعدول عن قراره وكان برفقتهم محامي والذي هدده بأنه بذلك يقع تحت طائلة القانون والمسؤولية.

وأخذ المسؤولون توقيع كتابي من الوالدين بعدم التعرض للفتاة حتى لا يكونوا مسؤولين قانونيًا عن ذلك، وهو ما بث الخوف لديهم وجعلهم يتراجعون في قرارهم وعدم إجبار الفتاة على إجراء عملية الختان تلك.

 

91% من نساء مصر مختنات

توضح الأرقام والبيانات الرسمية حجم الأزمة، ففي فبراير الماضي أطلقت اليونيسف تقرير عن الختان في مصر خلال اليوم العالمي لمناهضته أوضحت فيه أن 91% من النساء بين سن 15 و49 سنة تعرضن للختان.

بينما وصلت نسبة نساء الحضر اللاتي خضعن لهذا التشويه إلى 85% وتتراوح أعمار النساء والفتيات من 15 إلى 49 عامًا، بينما الأمم المتحدة حددت في العام 2019 ترتيب مصر في المرتبة الرابعة عالميًا في ختان الإناث.

ووفقًا لمسح سكاني خلال العام 2018، انخفضت نسبة ختان الإناث في الفئة العمرية 17 عامًا من 28% إلى 24% ثم وصلت إلى 18%، بينما انخفضت نسبة تأييد عملية ختان الإناث في الفئة العمرية 49 سنة من 67.5% إلى 62% حتى وصلت إلى 58%.