رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ذهب الفراعنة».. سحر مصر القديمة يخطف قلوب سكان «إدنبرة» عاصمة الفنون الأسكتلندية

ذهب الفراعنة
ذهب الفراعنة

أكدت صحيفة «إدنبرة نيوز» الأسكتلندية أنه قبل سنوات طويلة، وفي ظل انبهار العالم بعظمة الفراعنة وتاريخهم، أبهر معرض ذهب الفراعنة في مركز مدينة «أدنبرة» للفنون عام 1988، جميع الحضور واستحوذ العرض على خيال الصغار والكبار على حد سواء في العاصمة وخارجها.

وقالت إنه امتدت قوائم الانتظار لمشاهدة أول معرض ضخم حقيقي في المدينة على طول شارع السوق، بعد المدخل الخلفي لمحطة «ويفرلي»، أسفل الجسر الشمالي وما بعده، وكانت قوائم الانتظار طويلة جدًا، وأصبح أولئك الذين ينتظرون بصبر جمهورًا أسيرًا للمتعاملين المحليين الحريصين على مساعدتهم على قضاء الوقت الممتع.

وأشارت إلى أنه عندما اجتاح هوس الفراعنة المدينة الأسكتلندية، قامت شركة «Lothian Region Transport» برسم واحدة من حافلاتها الذهبية للاحتفال بالقطع الأثرية المصرية الرائعة القادمة إلى المدينة.

واستقطب معرض ذهب الفراعنة الذي يعد أكثر المعارض طموحًا في العاصمة مئات الآلاف من الزوار خلال فترة قصيرة.

وضم المعرض حشد جنائزي تم اكتشافه من المقبرة الملكية في موقع المدينة القديمة بدلتا النيل، ويرجع تاريخها من 1069 قبل الميلاد إلى 715 قبل الميلاد.

واكتشفه عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه بالصدفة عام 1939، وتضمنت اكتشافاته القناع الجنائزي الذهبي الذي لا يقدر بثمن للملك بسوسينيس الأول، وهو أبرز ما في المعرض ويعتبر أحد أهم الاكتشافات في القرن العشرين.

كما تم عرض مجموعة من توابيت عمرها آلاف السنين بما في ذلك تابوت من البازلت الأسود وتمائم مرصعة بالجواهر وأقنعة الموت وغيرها من القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن والمعارة من متحف القاهرة واللوفر والمتحف البريطاني.

يجدر الإشارة إلى أن هربرت كوتس، أمين مدينة إدنبرة بين عامي 1971 و1999، كان جزءًا لا يتجزأ من إحضار المعرض إلى إدنبرة. 

وكانت الرحلة التي قام بها إلى معرض توت عنخ آمون في لندن، في عام 1972، هي التي أثارت رغبته في جلب مثل هذا الحدث للعاصمة، قائلا “كانت رؤيتي هي وجود مساحة يمكن أن تستضيف معارض مؤقتة، مستمدة من مجموعات الفنون الجميلة الدائمة، ولكن أيضًا مجموعات مهمة مثل معرض توت عنخ آمون وقد تجلى ذلك عندما تمكنا من تأمين معرض ذهب الفراعنة لإدنبرة، مؤكدا أن لولا مركز المدينة للفنون، لم يكن ذلك ممكنا".

وفي معرض حديثها عن الحدث، قالت كريستين فينسنتي، التي شاركت في الترويج للمعرض، لصحيفة «إيفنينج نيوز»: «لقد كان وقتًا مثيرًا حقًا عندما ضربت حمى ذهب الفراعنة إدنبرة، لم تتوقف الهواتف في مكتبنا أبدًا عن الرنين مع الأشخاص الراغبين في حجز تذاكر مسبقة لتجنب طوابير الانتظار الطويلة التي كانت تتمايل على طول شارع السوق».

وقامت المدارس والمجموعات المجتمعية من جميع أنحاء المملكة المتحدة إلى إدنبرة بالرحلات لزيارة المعرض، وكان هناك اهتمام كبير من وسائل الإعلام أيضًا وحظي المعرض بتغطية صحفية عالمية، إذ تم إحضار المعارض الضخمة إلى إدنبرة من قبل هربرت كوتس أمين المدينة، الذي ساعده ببراعة فريق كبير من الموظفين بما في ذلك الدكتور الراحل بوب ماكلين وإيان أوريوردان، الحارس السابق لمركز سيتي آرت. 

وكان المعرض مؤمن عليه مقابل أكثر من 25 مليون جنيه إسترليني، واجتذب المعرض الفرعوني ما يقرب من ضعف الزوار البالغ عددهم 250.000.

يذكر أن إدنبرة استضافت العديد من المعارض التي جذبت أطفال المدارس والكبار على حد سواء.

ومع ذلك، حتى يومنا هذا، مع إقبال ما يقرب من نصف مليون زائر، لا يزال معرض ذهب الفراعنة هو المعرض التاريخي الأكثر زيارة الذي يتم تنظيمه في المملكة المتحدة، خارج لندن.