رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها «حفظ النفس».. علي جمعة يوضح مقاصد الشريعة الإسلامية

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن التكليف إنما هو بيد الله عز وجل، ونظرية التكليف أن الله سبحانه وتعالى لم يتركنا في هذه الحياة عبثا ؛ بل أمر وزجر، وبيّن الأوامر والنواهي التي تنصب على أفعال الإنسان "افعل ولا تفعل"، يقع البرنامج الذى يتغياه المسلم في حياته الدنيا، يأمره بالصلاة والزكاة والصيام والحج، يأمره بالذكر وقراءة القرآن والمناجاة، يأمره بالكفارات وبالصدقة، وينهاه عن الفواحش، عن الكذب، عن الخيانة، عن الغدر، عن السرقة، عن الاغتصاب، عن أكل أموال الناس بالباطل خاصة النساء واليتيم، يأمره سبحانه وتعالى أن يبتعد عن الزنا والخنا والفاحشة وأن يكون عفيفا، يأمره بمنظومة أخلاقية متكاملة؛ كل هذا من التكليف، تلك الأوامر لأفعال يحبها الله، وتلك الزواجر لأفعال لا يحبها الله سبحانه وتعالى.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا: محور التكليف يرسم البرنامج اليومي للإنسان المسلم، وربط الله سبحانه وتعالى كل ذلك بيوم الدينونة أو بيوم الدين أو بيوم الحساب أو بيوم القيامة أو بالبعث، لأن الإنسان سيحاسب عقابا أو ثوابا على ما قدم أو ألتزم بتلك الأوامر، وانتهى عن تلك الزواجر.

وأوضح قائلا: مقاصد الشريعة العليا هي (حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ كرامة الإنسان، وحفظ المال"، "حفظ النفس" يجب أن نحافظ على أنفسنا ابتداءً، لأن التكليف لا يكون إلا لحى مكلف، فلابد من الحفاظ على تلك الحياة حتى يتم التكليف، و"حفظ العقل" لابد أن يكون ذلك الحى عاقلاً، فلابد أن نحافظ على عقلنا، ومن أجل ذلك حرم علينا كل ما يغيب العقل من المسكر والمفتر؛ المفتر مثل المخدرات، والمسكر مثل الخمر، حرم الله سبحانه وتعالى علينا ذلك أن نتناوله بأنفسنا، لا من أجل طبيعة خلقها فينا مثل النوم، مثل الإغماء، مثل ذهاب العقل، مثل هذه الأحوال، لكن أبدا لا تشرب الخمر، ولا تأخذ المخدرات حتى تكون واعيا قابلا للتكليف الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، و"حفظ الدين" لأن الدين به قوام الدنيا لأنه هو ذلك البرنامج من أفعل ولا تفعل وهو التكليف، و"حفظ كرامة الإنسان -العرض-" {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} هذه الكرامة الإنسانية كانوا يسمونها العرض، فلابد أن يحافظ على هذا العرض،و"حفظ المال" فالمال عصب الحياة وبه يتم الأمر.

وتابع: هذه المقاصد الشرعية العليا يتكلم العلماء أنها موجودة في كل دين ؛ كل دين يأمر بالحفاظ على النفس، يأمر بالحفاظ على العقل والدين والعرض أو كرامة الإنسان والمال، ويعرفنا الله سبحانه وتعالى بنفسه، فيذكر لنا ما يسمى بـ"أسمائه الحسنى" {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ولكنها فى الحقيقة صفات، لكنها لما وصلت إلى الغاية في كل شيء، لأن له الكمال المطلق سبحانه وتعالى، سميت بالأسماء، الاسم هو ما دل على الذات، يعنى عندما نقول " حسن" أو " حسين"، فينصرف ذهنك إلى من تعرفه من حسن أو حسين، فالاسم إذا أطلق أنصرف الذهن إلى هذه الذات التي تسمى بهذا الاسم، فالاسم دال على الذات ؛ هذا الاسم الدال على الذات يختلف عن الصفة؛ لأن الصفة هى عبارة عن معنى قائم بالذات "حسن ذكى"، "حسين حضر" الحضور لحسين، والذكاء لحسن، وهكذا صفات؛ فالله سبحانه وتعالى أراد أن يعرفنا نفسه، فأتى بأكثر من مائة وخمسين صفة له سبحانه في القرآن الكريم.