رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكري رحيل الطوباوي ميشيل روا

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكري رحيل الطوباوي ميشيل روا، إذ روى الأب وليم عبدالمسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلًا: ولدت ميشيل في 9  يونيو 1837م بمدينة تورينو بإيطاليا، لأبوين هم جيوفاني وجوفانا فيريرو. توفي والده في عام 1845م العمر أصبح يتيم الأب كئيبًا لم يبق معه من إخوته الخمسة إلا يوحنا.  

وتابع: كان ميشيل في ذلك العهد يدرس إلى الصف الثالث الابتدائي ثم ينصرف إلى العمل لمساعدة عائلته، وبناءً عليه قضى ميشيل العامين الأولين من الدراسة في مدرسة المعمل الصغيرة، والعام الثالث لدى إخوة المدارس المسيحية، حيث تعلم أيضًا مبادئ اللغة الفرنسية، وعندما انتهى من الصف الثالث كان في العاشرة من عمره وأحرز نجاحًا كاملًا وفقًا لما شهد له أساتذته الذين كانوا يتمنون لو ينضم إلى صفوفهم. 

وتابع: ومن تدبير العناية الإلهية اتفق أن يكون مرشده الروحي في هذا العام الأخير دون بوسكو الذي كان قد تعرف به في مركزه للشباب المدعوّ بـ"المركز السالزياني" فكان يأتيهم دون بوسكو في كل يوم أحد لأجل الاعتراف والقداس.
ذكر ميشيل في كبره أن حضور دون بوسكو لإقامة الصلاة لم يكن كحضور سائر الكهنة لما له من جاذبية خاصة تدفعهم إلى ترك مقاعدهم وإلى الالتفاف حوله ليقبلوا يديه الطاهرتين ويلمسوا ثوبه المقدس.
 

مضيفًا: وفي يوم الأحد الأخير لتلك الخدمة الروحية قال دون بوسكو لميشيل: "بعد القداس لي كلام أقوله لك، فانتظرني في الحجرة المجاورة للمذبح"، فسُرّ ميشيل وصلى بحرارة. وبعد القداس صلى دون بوسكو بدوره طويلًا، ثم دار بينهما حديث عن مستقبل ميشيل وتبني دون بوسكو تعليم ميشيل وأقامه دون بوسكو مديرًا في مركز القديس لويس، بالقرب من محطة القطار المركزية، يعمل فيه أيام الآحاد من الصباح إلى المساء. 

وواصل: فكانت أم دون بوسكو تقوم بالعناية بالأولاد الفقراء واليتامى لمدة عشر سنين، إلى أن كافأها الرب ونقلها إلى الديار الأبدية عام 1856م. فوجه ميشيل لأمه هذا القول: "يا أماه! قد أصبح أولاد الدار بلا أم، ألا تحلين أنت محل مرغريتا؟" كانت أمه أرملة وحيدة، في السادسة والخمسين من العمر، فلبت دعوة ابنها الحبيب التي هي دعوة الله أيضًا وغادرت منزلها وأحباءها لتعنى بالأولاد الفقراء لمدة عشرين عامًا، فودع أولاد دون بوسكو أمًا ورحبوا بأمٍ ثانية أم ميشيل روا.

وتابع: درس ميشيل روا علم اللاهوت والكتاب المقدس لمدة أربعة أعوام من 1856 إلى 1860، إلى أن أصبح كاهنًا، كان يحضُر ثلاث حصص يومية صباحًا ولم يكن يحضر الدروس فحسب بل إنما كان يلخّصها بكل دقة ووضوح ويعطيها لرفاقه في اللاهوت، وانتفع ميشيل بهذه الدروس حتى أضحى واعظا قديرا ومرشدا. 

مستكملا: وفي عام 1863، حصل على دبلوم كأستاذ في المدرسة الثانوية في جامعة تورين. أن دون بوسكو قام بخطوة غير عادية بمطالبة البابا، في عام 1884، بإعلان ميشيل خليفته على رئاسة الرهبنة. وقان بتاسيس الكثير من المراكز والأديرة فى سويسرا إلى المكسيك والصين وجنوب إفريقيا ؛ كان حريصًا بشكل خاص على تطوير الجانب التبشيري من نشاط الرهبنة وكان مسافرًا لا يكل ليس فقط في أوروبا ولكن أيضًا في مصر وشمال إفريقيا وفلسطين.

وتابع: وبعد إحدى هذه الرحلات قال: "لقد رأيت الفقر في كل مكان ولكن الحمد لله رغم ذلك رأيت آلاف الأطفال ينزلون إلى الشوارع ويتحولون إلى مواطنين أمناء ومسيحيين صالحين"، وبعد هذه الرسالة العظيمة التي قام بها ميشيل، وحقًا كانت قواه قد خارت من جراء متاعبه الكثيرة المتواصلة، كانت رجلاه قد تورمتا وغطتهما القروح، كانت عيناه قد أصابهما الالتهاب الشديد. في فبراير 1910 ، أصيب ميشيل بمرض خطير وتوفي بنوبة قلبية في 6 أبريل عن عمر يناهز الثالثة والسبعين ودُفن في تورين بجوار دون بوسكو وكُتب على قبره: "الأب الثاني لعائلة الساليزيان".