رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنائس المصرية تحيى ذكرى رحيل القديس أمبروسيوس

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنائس المسيحية، اليوم، ذكرى رحيل القديس أمبروسيوس، وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، إنه يمثل حلقة فارقة في تاريخ الكنيسة المسيحية بصفة عامة والكنيسة اللاتينية بصفة خاصة، فهو القديس الذي بفضل عظاته وتفاسيره للكتاب المقدس آمن القديس أوغسطينوس بالمسيحية. 

وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، هو من الناحية الأدبية يعتبر خطيبا مفوها حتى اعتبر أنه مواز للخطيب الروماني شيشرون (106 ق .م -43 ق .م )، حتى دعي "شيشرون المسيحي"  ولقد انتشرت كتاباته انتشارا واسعا، أما عن القديس أمبروسيوس نفسه فلقد ولد عام 340 م من أسرة تقية وثرية فوالده كان حاكما لبلاد الغال (فرنسا حاليا) في عهد الملك قسطنطين الصغير (ابن قسطنطين الكبير ) وكانت شقيقته الكبري الكبري مارسلينيا إنسانة تقية لعبت دورا كبيرا في تربيته .

وتابع "كامل"، وعندما بلغ الثالثة عشر من العمر توفي والده فانتقلت الأسرة إلي روما ؛ ودرس أمبروسيوس علوم البيان والبلاغة والقانون الروماني  وتدرج في المناصب الإدارية حتي وصل الي منصب حاكم ميلان، مضيفا وبعد وفاة  أسقف ميلانو؛ حضر أمبروسيوس اختيارات الأسقف الجديد سمع الجميع صوتا يقول "أمبروسيوس هو الأسقف" وتكرر الصوت عدة مرات  فطالب الجميع برسامته أسقفا لميلانو ولكنه رفض بشدة، ولكنه اضطر تحت ضغط وإلحاح الشعب أن يوافق . 

وواصل: أرسل إليه القديس باسيليوس الكبير رسالة يهنئه فيها  على منصبه الجديد وعندما صار أسقفا بذل جهودا جبارة في خدمة الأسقفية فلقد كانت المدينة توجد بها جذور الآريوسية كما كانت بعض رواسب الوثنية قائمة،  فطالبوا بإقامة تمثال للإلهة "فيكتوريا " في ميدان عام كرمز لانتصار روما، موضحا أن القديس أمبروسيوس وجه رسالة إلي الإمبراطور فالنتيان الثاني يطالبه فيه بمنع إقامة التمثال وبالفعل نجح في مهمته، ولم يستطع الإمبراطور إقامة التمثال في مكانه كما كان يريد ثم جاءت المعركة الثانية مع بقايا الأريوسية فلقد أرادت والدة الإمبراطور وكانت ذات ميول أريوسية  أن تقيم كنيسة للآريوسين وبالفعل نجحت في الضغط علي الإمبراطور أن يقيم  كنيسة لهم .

وأضاف: قام القديس أمبروسيوس بالإقامة في الكنيسة المذكورة، وأحاط فرقة من الجنود بالكنيسة فثبت القديس وشعبه في الكنيسة، يرفضون الخروج حتي يئس الإمبراطور وطالب برفع الحصار عن الكنيسة وهكذا انتصرت إرادة القديس والشعب، وتابع: خلال عام 390 م قام الشعب بعمل ثورة ضد قائد روماني وقتلوه، فثارت ثائرة الإمبراطور ثيؤدسيوس الكبير، فقام بخداع الشعب ودعاهم إلى حضور حفلة ترفيهية في أحد الملاعب الكبري،  وما إن تجمعوا كلهم حتي انقض العسكر عليهم وقاموا بذبحهم جميعا وكان عدد الموجودين حوالي سبعة  آلاف قتيل تقريبا.

وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: وجه القديس أمبروسيوس رسالة شديدة اللوم إليه وعندما تقدم الإمبراطور للتناول  منعه  القديس أمبروسيوس من دخول الكنيسة، مضيفا لقد توفي القديس أمبروسيوس بعدها بسنتين تحديدا في 4 أبريل 397م عن عمر يناهز 58 عاما تقريبا.

أما عن المكتبة الأمبروزية  فالثابت تاريخيا عن القديس  أمبروسيوس أنه كان قارئا نهما حتي قال عنه القديس أغسطينوس ( 345- 430 م ) " كان أمبروسيوس قارئا غير عادي ؛ عندما يقرأ كانت عيناه تغطيان الصفحة وكان يستقبل المعاني بقلبه، وكان صوته يصمت؛ ويبقي لسانه دون حراك  وكان بمقدور كل واحد أن يقترب منه بمطلق الحرية .