رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى رحيل القديس إيزيدورو الأسقف

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر، ذكرى رحيل القديس إيزيدورو الأسقف، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرته، موضحا أنه  وُلِدَ حوالي عام 556م، في كارتاخينا الساحلية التابعة لإقليم مايوركا بإسبانيا، أبوين نبيلين هما "سڤريانوس" و"تيودورا"، اللذان كانا عضوين في عائلة ذات نفوذ سياسي وديني.

وتابع  الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، كما تسبب هو وإخوته في تحويل العائلة المالكة في دولة القوط الغربيين في التحول من الأريوسية إلى اعتقاد الكنيسة الجامعة الكاثوليكية. لذلك تعتبرهم الكنيسة الجامعة قديسين، مضيفا  أن إيزيدورو تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة كاتدرائية إشبيلية الواقعة في منطقة حدودية بين إسبانيا والبرتغال تسمى إيبريا. كانت تلك المدرسة هي الأولى في المنطقة التي تعلِّم مقدمة العلوم (القواعد اللغوية، البلاغة، المَنطِق. كذلك كانت تُعلِّم العلوم الأربعة الأساسية (الحساب، الهندسة، الفلك، الموسيقى)، بالإضافة إلى التعليم الديني (اللاهوت والكتاب المقدس) كان اهتمامه كبير بالدراسة، لذلك أجاد اللاتينية إجادة تامة في سن مبكر، كما كان مُلِمَّاً بالعبرية واليونانية، و تخرَّج وسُيِّمَ كاهناً.

وأضاف "الفرنسيسكاني"، بعد وفاة شقيقه الأكبر "لياندرو من أشبيلية" عام 600م، انتُخِبَ إيزيدورو أسقفاً لإشبيلية خلفاً لأخيه، و كان للرهبان في قلب إيزيدورو مكانة كبيرة، دفعته ليتبنّىَ قضاياهم بمجرد تجليسه على كرسي إشبيلية ويُذكَر أنه أعلن عام 916م الحَرْم الكنسي لكل من يعتدي على الأديرة، أو يثير أي مضايقات ضد النُسّاك.

 واستكمل، كما ساهم في التفاهُم بين الثقافات المختلفة بإيبارشيته، حيث البرابرة وبقايا الرومان مع القوط الغربيين، فحافظ على استيعاب المجتمع للتنوع واحترام الموروثات المختلفة للثقافات دون أن تُفسِد الإعتقاد من هنا نجح عملياً في إنهاء سطوة المذهب الآريوسي على المسيحيين من القوط الغربيين وقد دعي لسينودس إشبيلية الثاني عام 916م، لمناقشة كل ما يخص طبيعة المسيح، وهو سينودس إقليمي على مستوى إيبارشيات إسبانيا فقط، موضحا أنه كانت له نظرته الاجتماعية، ورصد ثقافة العنف واللا تحضر التي يتوارثها القوطيون، وبدلاً من اللهث وراء الحلول السياسية، قرر التغلب على هذه الظواهر بتنشيط التعليم وبشكل خاص تعليم الفلسفة، فقد نقل إلى إشبيلية كل ما يخص فلسفة أرسطو.

 وأضاف كذلك عَقَد سينودس إشبيلية الثالث عام 624م، لإعطاء الحرية الدينية لليهود الذين أجبرهم الملك "سيسابوتو" على اعتناق المسيحية كذلك لبحث نزاع أسقفين حول أحقية التجليس على كرسي مدينة إسيخا، بالخطأ تم عزل الأسقف "مارتينوس" عن كرسيه، لكن بعد تجرّي الدقة ألغى إيزيدورو هذا القرار بنفسه في مجمع لاحق هو سينودس توليدو الرابع الذي انعقد عام 633م، ليرد للأسقف مارتينوس اعتباره.

 وأشار إلى أنه كان للأسقف إيزيدورو تأثيراً إيجابياً على توصيات سينودس توليدو الرابع، والتي كان أهمها إلزام أساقفة الإيبارشيات الإسبانية عقد فصول دراسية بالكاتدرائية الرئيسية لكل إيبارشية، تتنوع موضوعاتها بين التكوين الديني والتثقيف وتدريس مقدمة العلوم والعلوم الأربعة الأساسية وإضافة دراسة اللغات والطب والقانون لهذه المناهج، على غرار مدرسة كاتدرائية إشبيلية التي درس بها قبل عقود، و جعلت توصيات سينودس توليدو الرابع هذه السياسة التعليمية إلزامية على جميع أساقفة مملكة القوط الغربيين، لتغيير مستواهم الحضاري والفكري.

رقد الأسقف إيزيدورو بعطر القداسة في 4 إبريل 636م، بعمر الثمانين، بعد خدمة إيبارشية أشبيلية مدة اثنين وثلاثين عاماً، نَمّى فيها الروح الدينية والحضارية والعلمية، وكان مثالاً لتقديس حرية الاعتقا، و تم إعلان قداسته عام 653م، خلال فاعليات مجمع توليدو الثامن على عهد البابا القديس "مارتينوس الأول" من أجل تأثيره على الحياة العلمية في إشبيلية، دُعىَ شفيعاً للتقنيين والمُبرمجين ومُستخدمي الكمبيوتر والإنترنت.